إسرائيل تعد خطة لتحسين أوضاع فلسطينيي 48 وجعلهم شركاء في إدارة الدولة

لوضع حد للتمييز والاضطهاد اللذين يتعرضون لهما

TT

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، انه قرر وضع حد للتمييز والاضطهاد اللذين يتعرض لهما المواطنون العرب في الدولة العبرية (فلسطينيي 48)، ودمجهم في حياة الدولة كشركاء وليس متفرجين من بعيد. وتعهد بأن لا يكون ذلك مجرد كلام، بل ان يترجمه الى لغة الفعل بمشاريع اقتصادية وتعليمية كبيرة.

وقال أولمرت، في «مؤتمر رئيس الوزراء»، الذي خصصه لموضوع العرب في إسرائيل وحضره ثلاثة وزراء غيره، انه يعترف بأن حكومات إسرائيل اتبعت حتى الآن سياسة تمييز ضدهم وان سياسة الحكومة أدت الى هوة سحيقة بين اليهود والعرب في اسرائيل. وقال ان على المواطنين اليهود أن يدركوا بأن المواطنين العرب هم جزء لا يتجزأ من إسرائيل وانهم شركاء في بناء الدولة وادارتها. وقد لاقت تصريحات أولمرت ترحيبا حذرا لدى قادة المواطنين العرب، فقال رئيس اللجنة العليا لمتابعة قضايا العرب في اسرائيل، شوقي خطيب، انه يشعر بأن هذه الحكومة تعود الى أيام حكومة اسحق رابين، الذي اعتمد على أصوات النواب العرب لحماية حكومة الأقلية التي قادها منذ سنة 1992 حتى اغتياله في سنة 1995، وأضاف انه يتمنى أن تكون وعود أولمرت صادقة. وقال رئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي، ان أولمرت يتكلم بلهجة جديدة مثيرة للاهتمام والتقدير ولكنه يريد أن ينتظر حتى يراها مترجمة في الممارسة. وقال رئيس بلدية أم الفحم، الشيخ هاشم عبد الرحمن، انه يتمنى أن يتاح لأولمرت أن يبقى في رئاسة الحكومة حتى يحقق هذا البرنامج.

وأعلنت وزيرة المعارف، يولي تمير، عن خطة للتربية على التعايش المشترك في المدارس العربية واليهودية. كما أعلن وزير الداخلية، مئير شطريت، عن اطلاق مشروع لبناء مدينة عربية عصرية وذلك لأول مرة في تاريخ اسرائيل. وكانت قد سبقت هذا المؤتمر أبحاث عدة حول أوضاع المواطنين العرب في اسرائيل، أجرتها مؤسسات وهيئات حكومية، دلت على ان العرب في اسرائيل يعدون 1.4 مليون نسمة ويشكلون 20% من السكان (ينبغي خصم عدد سكان القدس الشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلتين في عام 1967 من هذا الرقم ليصبح عددهم الصافي 1.1 مليون نسمة، يشكلون نسبة 18% من سكان اسرائيل)، 82% منهم مسلمون و9% مسيحيون و8% دروز. وان 71% يسكنون في 116 مدينة وقرية و24% في المدن المختلطة يهودية عربية (مثل حيفا وعكا واللد والرملة) و1% في البلدات اليهودية والبقية يسكنون في قرى غير معترف بها. ويسكن 46% من العرب في الشمال (من الناصرة الى أعالي الجليل حتى الحدود مع لبنان). وعدد العائلات العربية يساوي 270 ألف عائلة، 75% منها ذات أولاد (نسبة العائلات اليهودية التي أنجبت أطفالا هي 42%).

وجاء في الاحصاءات الحكومية الرسمية ان 51% من فلسطينيي 48 هم في جيل يقل عن 19 عاما (بين اليهود 34% فقط)، وان سكان جيل 65 فصاعدا يشكلون نسبة 3% فقط (اليهود 11%). ولكن نسبة التكاثر من جراء الولادة بين العرب تعادل 2.6%، مقابل 1.8% بين اليهود.

وفي حين يبلغ معتدل دخل الفرد اليهودي 19 ألف دولار في السنة، يبلغ دخل العربي بالمعدل 8 آلاف دولار، ويعود ذلك الى عدة أسباب، أهمها ان دخل العائلة العربية يساوي 57% فقط من معدل دخل العائلة اليهودية ونسبة النساء العاملات العربيات تساوي فقط 19% من قوة العمل النسائية (بين النساء اليهوديات 54%) ونسبة البطالة لدى العرب (10%) أعلى من نسبة البطالة بين اليهود.

وفي المستوى التعليمي أشارت الاحصائيات الى ان هناك تقدما جديا في نسبة التحصيل العلمي لدى العرب، إلا ان نسبة خريجي الجامعات العرب في اسرائيل لا تتعدى ثلث نسبة الخريجين اليهود. فالأكاديميون العرب يعدون 58 ألفا (32.8 ألف رجل و25 ألف امرأة)، يشكلون نسبة 8.7% من أبناء وبنات جيل الدراسة الجامعية (18 ـ 65 عاما)، بينما تبلغ نسبة اليهود 25%. ويظهر التمييز بين الخريجين العرب في فرص العمل، حيث ان نسبة العرب الذين يعملون منهم 77%، نصفهم يعملون في التعليم، مقابل نسبة 83% من اليهود. كما يظهر التمييز في نوعية الدراسة الأكاديمية، حيث ان 40% من الأكاديميين العرب درسوا مواضيع أدبية (20% بين اليهود)، وموضوع الهندسة 6.4% (اليهود 11.4%) والمواضيع العلمية والرياضيات 8.8% (15% بين اليهود).