كتاب يستشهد بتقرير سري للصليب الأحمر حول تعذيب «سي آي إيه» لمعتقلي «القاعدة»

أبو زبيدة تعرض للإيهام بالغرق عشر مرات في أسبوع واحد

TT

توصل محققون في الصليب الأحمر العام الماضي في تقرير سري، إلى أن أساليب وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» في استجواب المعتقلين من قادة «القاعدة» تضمنت التعذيب، وقد يجعل ذلك مسؤولي إدارة بوش الذين أقروا اتباع هذه الأساليب متورطين في جرائم حرب، وذلك وفقا لكتاب جديد صدر عن جهود مكافحة الإرهاب منذ عام 2001.

يذكر الكتاب أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في التقرير، الذي تم تسليمه لـ «سي آي إيه» العام الماضي، أن الأساليب التي استخدمت مع أبو زبيدة، أول قائد من زعماء «القاعدة» تلقي الولايات المتحدة القبض عليه، تصنف كأساليب تعذيب، وهي غير قانونية بموجب القوانين الأميركية والدولية.

وجاء في الكتاب أن أبو زبيدة حبس في صندوق «صغير جدا لدرجة أنه كان عليه أن يثني أطرافه متخذا وضع الجنين»، وكان واحدا من بين العديد من المعتقلين الذين كانوا يتلقون «الضربات العنيفة باتجاه الحائط»، وفقا لتقرير الصليب الأحمر. وقد اعترفت وكالة الاستخبارات أنها اتبعت طريقة الإيهام بالغرق مع أبو زبيدة ومعتقلين آخرين، وهي إحدى الوسائل التي يتم فيها صب المياه على الأنف والفم للتسبب في الإحساس بالاختناق والغرق.

ويعرض الكتاب بعنوان «الجانب المظلم: قصة تحول الحرب على الإرهاب إلى الحرب على القيم الأميركية» لمؤلفته جين ماير، التي تكتب في مجال مكافحة الإرهاب في نيويوركر، تفاصيل جديدة عن برنامج الاعتقال السري للوكالة، بالإضافة إلى الخلافات الحادة في الإدارة الأميركية حول وسائل الاستجواب وتكتيكات الحملة ضد «القاعدة».

ومن المقرر أن ينشر الكتاب الأسبوع المقبل في دار نشر (دبلداي). وقد حصلت «نيويورك تايمز» على نسخة مقدما.

كتبت ماير نقلا عن «مصادر مطلعة على التقرير» لم تذكر أسماءها، أن وثيقة الصليب الأحمر «حذرت من أن الإساءة شملت جرائم حرب، مما يعرض كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية لخطر المحاكمة». ولم يسمح لممثلي الصليب الأحمر بالدخول إلى السجون السرية حيث تجري «سي آي إيه» تحقيقاتها، ولكن سمح لهم بمقابلة أبو زبيدة ومعتقلين آخرين من قادة «القاعدة» في أواخر 2006، بعد انتقالهم إلى مركز الاعتقال العسكري في خليج غوانتانامو في كوبا.

وتذكر الكاتبة أن «سي آي إيه» أطلعت الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس على التقرير، الذي تناولته ماير لأول مرة العام الماضي بالقليل من التفاصيل في نيويوركر.

ورفض برنارد باريت من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التعليق على الكتاب، ولكنه اكتفى بقوله إن اللجنة «تأسف لنسب أية معلومات إليها»، لأنها تعتقد أن عملها يكون أكثر فعالية عندما يظل سريا.

وأكد على أن موظفي اللجنة يقومون «بزيارات دورية» لزعماء «القاعدة» المعتقلين، الموجودين الآن في غوانتانامو. ويضيف: «نجري حوارا خاصا مستمرا مع مسؤولي الاستخبارات الأميركية، وقد نعلمهم بأية ملاحظات أو توصيات».

وجاء في الكتاب أن أبو زبيدة أخبر الصليب الأحمر بأنه تعرض للإيهام بالغرق عشر مرات على الأقل في أسبوع واحد، وأحيانا ما كان يصل ذلك إلى ثلاث مرات في اليوم. ويقرر الكتاب أن خالد شيخ محمد، المخطط الرئيس لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، أخبر الصليب الأحمر أنه قد ترك عاريا لأكثر من شهر وادعى أنه «ترك في غرفة تتناوب فيها الحرارة الخانقة والبرد القارس».

وتضمن التقرير أن المعتقلين وصفوا الوسيلة «الأكثر تعذيبا» وهي تقييدهم معلقين في السقف والبقاء على هذا الوضع لمدة طويلة تستمر لثماني ساعات. * خدمة «نيويورك تايمز»