مستشار ماكين الاقتصادي يثير جدلا بعد وصفه الأميركيين بأنهم «متذمرون» وفي حالة «ركود عقلي»

المرشح الجمهوري يندد بتصريحات مستشاره.. وأوباما يستغل الهفوة ويقول إن الأزمة الاقتصادية ليست نسج خيال

TT

تسببت تصريحات ادلى بها المستشار الاقتصادي للمرشح الجمهوري للانتخابات الاميركي جون ماكين، ووصف فيها الاميركيين بأنهم «امة من المتذمرين» وأن الامة تعاني من «ركود عقلي» تعليقا على التذمر من الوضع الاقتصادي، بحرج كبير لماكين الذي كان يتحدث في حملة انتخابية في ميشيغان التي تضم أكبر معدلات بطالة من البلاد.

وندد المرشح الجمهوري بتصريحات مستشاره فيل غرام وحاول التملص من التصريحات وقال ان مستشاره كان يتحدث باسمه الشخصي فقط. وأكد ان من يفقد عمله لا يمكن القول إنه يعاني ركوداً عقلياً، موضحاً ان «اميركا تعاني صعوبات كبيرة وتواجه تحديات اقتصادية كما هو شأن آخرين».

وحاول غرام أن يوضح تصريحاته في ما بعد وقال انه قصد ان القادة الاميركيين هم من يعانون من «كساد عقلي» وليس الاميركيين، وكان غرام وهو سيناتور سابق عن تكساس قال في مقابلة أجرتها معه «واشنطن تايمز»: «لقد أصبحنا أمة من المتذمرين. كل ما نسمع هو التذمر الدائم والشكوى... أميركا في هبوط. نعرف ان هناك اكتئابا عقليا، وما يحصل اليوم هو ركود عقلي».

وحمل غرام أيضا الاعلام مسؤولية اشاعة قلق غير ضروري بين الاميركيين عن الوضع الاقتصادي، وقال: «الشقاء يبيع الصحف. نشكر الله على ان الاقتصاد ليس سيئا بالدرجة التي تتحدث عنها الصحف كل يوم». وقال ناطق في حملة ماكين أن غرام لم يدلي بالحديث كممثل لماكين، لا بل اكد ان الحملة لم تعرف بانه سيدلي حتى بالحديث. واتصل غرام بتلفزيون الـ«سي ان ان» لتوضيح تصريحاته، وقال للمحطة: «لم أكن امثل الا نفسي في حديثي. وانا لم اكن احاول ان اهين الشعب الاميركي. المتذمرون هم المسؤولون، والشعب الاميركي هو الضحية، ولكن التصريح لم يأت على هذا الشكل عندما نشر الخبر». وأضاف: «ما نحتاج اليه هو المزيد من المسؤولية وتذمر أقل». الا انه رفض التراجع عن قوله ان الولايات المتحدة هي أمة في حالة «ركود عقلي»، وقال: «لقد قلت اننا في وضع ركود عقلي. لا نكف عن تلقي الاخبار السيئة... لقد أصبح الامر ركود عقلي. ليس لدينا مؤشرات للنمو السلبي، هذا واقع وليس تصريح». وردا على سؤال ما اذا كان يعلم قبل الادلاء بتصريحاته برد الفعل الذي كان سينتج عنها، قال: «كلما يقول أحد شيئا، يمكن ان تؤخذ جملا من خارج سياقها».

اما ماكين الذي قال ان غرام كان يتحدث باسمه الشخصي، واكد انه يرفض تصريحاته، لم يجب بوضوح حين سئل اذا كان يفكر بتعيين غرام وزيرا للاقتصاد او الخزينة في حكومته في حال أصبح رئيسا، وتحول الى اطلاق الدعابات، وقال: «أعتقد ان السيناتور غرام سيكون مرشحا جيدا كسفير لبيلاروسيا، رغم انني غير متأكد مما اذا كان سكان مينسك سيرحبون بذلك». يذكر ان غرام سبق له ان عمل في وظيفة مصرفية كبيرة وهو يحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد. واستغل المرشح الديمقراطي باراك اوباما تصريحات غرام، وقال هازئا: «من حسن الحظ ان اميركا لديها دكتور فيل (وهو طبيب نفسي مشهور لديه برنامجه التلفزيوني الخاص) واحد ولا نحتاج الى شخص آخر عندما يتعلق الامر بالاقتصاد».

وأضاف في خطاب القاه في ولاية فرجينيا: «ان الوضعية الاقتصادية ليست مجرد نسج من الخيال الخاص بكم... دعونا نكون واضحين هذا الانكماش الاقتصادي ليس داخل رؤوسكم بل في الواقع». وقال: «حان الوقت ليكون لدينا رئيس لا ينتقد مشاكلنا ويوجه اللوم للاميركيين بل يتحمل المسؤولية من أجل حل هذه المشاكل».