السنيورة: مهمة الحكومة إعادة الثقة بالنظام وشفافية الانتخابات النيابية

أكد أن تشكيلها حال دون ذهاب لبنان إلى المجهول

TT

قال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان «حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة كل لبنان» وان لديها مهمتين أساسيتين: الأولى هي إعادة الثقة بالنظام السياسي اللبناني والمؤسسات الديمقراطية والدولة المدنية. أما المهمة الثانية للحكومة الحالية فهي تأمين إجراء الانتخابات النيابية المقبلة بشفافية. كما أشار الى أن القبول بتوزير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو جاء بعد إعطاء الأمر كثيراً من التفكير، وأيضاً بناء على حديث مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وكذلك «بعد التمني الذي تقدم به النائب سعد الحريري». وقال: «وجدت فعلياً أنه أصبح أمام لبنان خياران: إما الذهاب إلى المجهول والكل يعرف ماذا أقصد، أو تشكيل الحكومة لتجاوز هذه المرحلة والعودة إلى الحياة الطبيعية. وكان عليّ أن أختار بين المصلحة الشخصية أو مصلحة لبنان واللبنانيين في الاستقرار والعودة إلى الحياة الطبيعية، فاخترت الثانية». ونفى وجود اي دور خارجي لتسهيل تذليل العقبات قبل سفر الرئيس سليمان إلى باريس، وقال: «أنا أعتز بأن الحكومة السابقة وهذه الحكومة، هما صناعة محلية لبنانية مائة في المائة»، وشدد على رغبته بعلاقات جيدة مع سورية، تقوم على الندية والاحترام المتبادل.

كلام السنيورة جاء من قصر بعبدا بعد إعلان تأليف الحكومة، وقد شدد على ان على هذه الحكومة «إعادة الثقة بالصيغة اللبنانية التي تؤكد العيش المشترك بين اللبنانيين وتحض على الاعتدال وتؤمن بالحرية وتشدد على قبول الآخر. ومهمة الحكومة في ذلك التأكيد للبنانيين وللعالم أن القيادات اللبنانية، رغم اختلافها، تأخذ مصالح كل المواطنين على اختلاف مواقعهم في الاعتبار». وقال: «الأكيد هو أن اختلافاتنا وتبايناتنا في الآراء والرؤى لن تزول بين ليلة وضحاها، لكن الأساس هو كيف سندير هذه التباينات والاختلافات وكيف سنعمل على تذليلها، هل سنديرها ونتعاطى معها من ضمن مؤسسات النظام الديمقراطي اللبناني محترمين الدستور والعيش المشترك وقبول الآخر، أم من خلال التعاطي معها في الشارع واللجوء إلى السلاح ولغة العنف؟ نحن اليوم في خطوة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، حكومة كل لبنان، قررنا أن ندير اختلافاتنا عبر مؤسسات النظام الديمقراطي وعبر الحوار وليس عبر الإرغام أو الفوضى أو الإكراه».

وأكد السنيورة ان «من واجبات الحكومة العمل مع مجلس النواب الكريم للخروج بقانون يؤمن العدالة والتمثيل الصحيح والمعاصرة والشفافية، وعلى الحكومة العمل على إدارة العملية الانتخابية وتأمين التنافس السلمي بين القوى السياسية من دون تحيّز أو انحياز لطرف دون آخر». وقال: «بدءاً من اليوم، سننطلق في هاتين المهمتين إلى جانب المهمات الأخرى للحكومة، والهم الاساسي هو خدمة مصالح المواطنين اللبنانيين بصدق وأمانة ضمن ظروف صعبة للغاية وإمكانات محدودة للغاية».

واشار السنيورة الى ضرورة اعلاء شأن ذهنية فريق العمل وليس تغليب الاختلافات بين الاطراف السياسية في الحكومة، كما اعتبر «إن قانون الانتخاب هو من مسؤولية مجلس النواب. اما الحكومة فهي تشارك في هذه العملية، ولكن القرار بشأنه يعود إلى المجلس النيابي». ورفض الكشف عن الاسباب الحقيقية التي أدت إلى تأخير إعلان تشكيل الحكومة، وفضل أن يترك الاسباب للتاريخ. ووعد بالعمل لمواجهة اي خلاف قد يعترض البيان الوزاري. واعتبر ان الحوار داخل مجلس الوزراء بعيداً عن النزول إلى الشارع مفيد، وقال ان استعمال لغة الشارع يؤدي إلى العنف.وردا على سؤال عن امكانية زيارته سورية قريبا، قال: «سأكرر للمرة المليون، أنا نشأت عربياً وسأبقى عربياً. أنا مؤمن بالعلاقة الثابتة والأكيدة بين لبنان وسورية ومؤمن بأن لا مستقبل حقيقياً لا للبنان ولا لسورية إذا لم تكن هناك علاقة مبنية على الثقة وعلى الندية والاحترام المتبادل لاستقلال وسيادة لبنان، الذي هو جزء من هذه الأمة. إننا حريصون على هذه العلاقة، ولكن نريد أن نتعامل نحن الإثنين كراشدين وليس انطلاقاً من مفهوم الكبير والقاصر».