الحريري: قدمنا تضحيات كثيرة وقبول توزير قانصوه أحدها ولمصلحة لبنان

حمل «الفرج» إلى السرايا الحكومي فذللت العقبات

الحريري يتحدث خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
TT

قبيل ساعات قليلة من اعلان تأليف الحكومة اللبنانية أمس، بدد رئيس «كتلة المستقبل» النائب سعد الحريري اجواء الترقب التي سادت السرايا الحكومية صباح امس بإعلانه انه تمنى على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تذليل عقبة توزير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصوه، مع كل ما يحمله هذا التمني من تضحيات «تعوّد التيار ان يقدمها لمصلحة لبنان واللبنانيين». وكانت مصادر، متابعة للجهود المبذولة لحل عقدة توزير قانصو، قد أشارت الى ان انضاج التشكيلة الحكومية ممكن خلال ساعات، وتحديدا بعد توافق مسائي مع مسيحيي «14 آذار» الذين فوضوا السنيورة تسمية ممثلهم في التشكيلة، لتبقى عقدة توزير قانصو ومشكلة تسليم حقيبة الشباب والرياضة الى النائب السابق طلال ارسلان، كما كانت رغبة النائب وليد جنبلاط، في حين كان «حزب الله» مصرا على ان يبقى ارسلان وزير دولة، ليتولى قانصوه الحقيبة المذكورة. وقد انقلبت اجواء الترقب الى انتظار للفرج الذي حمله وصول الحريري الى السرايا عند الواحدة والربع من بعد الظهر ومن دون موعد. وعوض التوجه الى مكتب السنيورة، التحق به في قاعة الصلاة. ثم غادراها سوية واجتمعا لنحو ساعة. ليخرج الحريري ويعلن «بداية جدية» لانطلاقة عهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وهكذا ذللت العقبة وقبلت الاكثرية بتوزير قانصوه ولكن من دون حقيبة، لتعطى حقيبة الشباب والرياضة الى الوزير ارسلان.

واعتبر الحريري أن «التيار قدم تضحيات كثيرة. وأهمها دم رفيق الحريري. وبالتالي كان علينا التضحية مرة جديدة والقبول بتوزير قانصوه الذي لم نكن موافقين على توزيره لننتهي من الموضوع ونحل عقدة تشكيل الحكومة. وهذه التضحية انما هي لمصلحة لبنان ولانطلاقة عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان». وردا على سؤال عن سبب تحمله مسؤولية القبول بتوزير قانصوه «الذي ينتمي الى جهة متهمة بالاغتيالات». أجاب الحريري: «هو هددني انا ايضا، لكنني لمصلحة الوطن والبلد ومصلحة الحكومة والعهد أنا سعد الحريري اتحمل هذه المسؤولية. فالرئيس رفيق الحريري كان يقول ان لا أحد أكبر من بلده». وأضاف: «تمنيت على السنيورة حل عقدة توزير علي قانصوه الذي نختلف معه في السياسة ونعرف موقعه وما قام به من أعمال، وذلك لأن المرحلة دقيقة».

ولم يعتبر الحريري ان قبول الأكثرية توزير قانصوه هو انكسار او تراجع، «لأن اولويات الاكثرية هي الحفاظ على لبنان كبلد وكيان». وأكد أن «الاصوات التي تبلعط (اي تتحرك بعشوائية) لن تؤثر على قدرة الاكثرية». وقال: «ستتشكل الحكومة، ان شاء الله، وبعد ذلك سترون ما هو تيار المستقبل والى أين نسير». كما نفى ما يتردد عن خلافات داخل فريق «14 آذار». وقال: «لا شك، اننا في قوى 14 آذار اصوات عدة. حتى عندما كان هنالك انتخاب او تسوية لانتخاب الرئيس ميشال سليمان كانت هنالك تحفظات. ان ميزة 14 آذار انها ليست لونا واحدا. نحن لا نفرق بين مسلم ومسيحي وبين مسيحي ومسيحي وبين مسلم ومسلم. لذلك نحن نرى ان هذا الاختلاف وهذا التنوع والتعددية هي عناصر قوة وليس ضعفا. واذا كانت هناك تحفظات فذلك يدل على ان ذلك لمصلحة البلد. ان تعددنا واختلاف وجهات نظرنا في 14 آذار هو قوتنا». ونصح الذين يراهنون على انقسام «14 آذار» بعدم المحاولة لأنهم سيفشلون. وردا على سؤال لمراسل «إذاعة النور» التابعة لـ«حزب الله» عما يحكى عن استياء لتولي «القوات اللبنانية» حقيبة العدل، قال الحريري: «ربما انت مستاء، أما بالنسبة الينا فنحن مسرورون. وفي تيار المستقبل نحن مرتاحون لذلك». وعندما سئل عن اعتبار قوى المعارضة انها «قدمت تنازلا ايضا بقبولها بتكليف الرئيس السنيورة» اجاب: «نحن جميعا نقدم تضحيات لمصلحة لبنان. ونحن لا نقول كم هي التضحيات التي يقدمها هذا او ذاك، وماذا حصل في بيروت وغيرها من المناطق. نحن لا نفتح الملفات. ثم هناك دستور، فلا يمنّن احد في هذا الموضوع. هناك كتل نيابية تشاور معها رئيس الجمهورية. حصلت استشارات ملزمة، وهناك نواب سموا السنيورة. وهذا الأمر ليست له علاقة بكل المعطيات التي ذكرت في السؤال». وقال الحريري: «سيبقى شعارنا لبنان أولاً. ولن يستطيع احد حشرنا في الزاوية في هذا الوطن. وبالنسبة الى العقبات ازيلت جميعها. وان شاء الله خلال الساعات القليلة المقبلة تشكل الحكومة. وتضحيات تيار المستقبل واضحة خلال هذه الفترة واستهداف التيار واضح خلال هذه الفترة. وباذن الله نحن نخرج من كل هذه الازمات اقوى، لأننا ـ وكما كان يقول الرئيس الشهيد رفيق الحريري ـ لا يصح الا الصحيح».