سليمان يرفض وصف حزب الله بالإرهابي.. وينتظر من المحكمة الدولية الحقيقة وأشد العقوبات

TT

رأى الرئيس اللبناني ميشال سليمان انه رغم الخلافات بين المجموعات السياسية التي ستتألف منها الحكومة الجديدة، فان ثمة «قواسم مشتركة يلتقي حولها الجميع وتربط بين اللبنانيين». وقال ان «اي حديث عن اختبار قوة في الداخل هو امر غير معقول وغير مسموح به اطلاقاً». وشدد على ان «حزب الله حزب لبناني انبثقت منه مقاومة وطنية حررت الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. ولا اعتقد ان من يدافع عن ارضه وسيادته ويسترجعها من ايدي الاحتلال يمكن وصفه بأنه إرهابي». ولفت الى انه خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي سيدعو اليه في القصر الجمهوري، سيتم بحث الاستراتيجية الدفاعية المطلوبة التي تحافظ على قوة الدولة وقدرتها على مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. واشار الى ان «ما ينتظره لبنان من المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وما تلاها من جرائم، هو معرفة الحقيقة وكشف هوية القتلة والمخططين وانزال اشد العقوبات بحقهم« مؤكدا ان لبنان يقدم كل الدعم المطلوب للجنة التي يرأسها القاضي الكندي دانيال بلمار، اضافة الى انه وفى بالتزاماته المادية لانشاء المحكمة.

وقال سليمان، في مقابلة اجرتها معه مجلة «اكسبرس» الفرنسية عشية سفره الى باريس، انه «مؤمن بأن لبنان بلد قائم على التعددية وليس على العددية. وهو يعتمد الديمقراطية التوافقية. وهذا ما يجعله مصدر غنى. لذلك فان التوازن الديموغرافي غير مطروح». واضاف: «ان اللبنانيين يتطلعون الى ان تحقق لهم حكومتهم الجديدة الكثير من الحاجات والمطالب. صحيح ان هناك خلافات بين المجموعات السياسية التي تتألف منها الحكومة، لكن ثمة قواسم مشتركة يلتقي حولها الجميع وتربط بين اللبنانيين سيتضمنها البيان الوزاري واشرت اليها في خطاب القسم يوم أديت اليمين الدستورية. وبديهي ان تتولى الحكومة معالجة الاوضاع الحياتية الصعبة التي نتجت عن ارتفاع اسعار النفط عالمياً واسعار المواد الغذائية، ما انعكس سلباً على القدرة الشرائية للبنانيين، خصوصاً ان لبنان بلد مستورد. وبالتالي، فان من اولى اولويات الحكومة الجديدة ايلاء هذا الملف الاهتمام اللازم ودفع العجلة الاقتصادية للإنتاج».

ورداً على سؤال عن قرار بريطانيا وضع حزب الله على لائحة المنظمات الارهابية، اجاب سليمان: «ان حزب الله حزب لبناني انبثقت منه مقاومة وطنية حررت الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي بعدما تعذرت استعادة لبنان ارضه استناداً الى القرار 452. وقد تم التحرير في وقت غابت الدولة عن الجنوب نحو 30 عاماً وتفككت اوصالها. ولا اعتقد ان من يدافع عن ارضه وسيادته ويسترجعها من ايدي الاحتلال يمكن ان يوصف بانه ارهابي. في اي حال، لا بد من الاستفادة من قوة المقاومة لمضاعفة القدرة القومية لبناء استراتيجية دفاعية للبنان لا سيما ان بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال ومواصلة العدو تهديداته وخروقاته للسيادة، يحتم علينا اللجوء الى مثل هذه الاستراتيجية التي تحمي الوطن بالتزامن مع حوار هادىء للاستفادة من طاقات المقاومة لهذه الاستراتيجية».

ورفض مقولة ضرورة كسر حزب الله لكي تستعيد الدولة اللبنانية سيادتها، قائلاً: «قطعاً كلاً، بل بالعكس، علينا كما قلت سابقاً، البحث خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي سأدعو اليه قريباً في القصر الجمهوري، في الاستراتيجية الدفاعية المطلوبة والتي تحافظ على قوة الدولة اللبنانية وقدرتها على مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. اما الحديث عن اختبار قوة في الداخل، فهذا امر غير معقول وغير مسموح به اطلاقاً.

وإذ رأى ان من حق سورية ان تعتمد الاسلوب الذي يحقق اهدافها في استعادة اراضيها المحتلة قال: «نحن نعتبر انه اذا استطاعت سورية ان تصل في مفاوضاتها غير المباشرة مع اسرائيل الى نتائج جيدة تلتقي مع طموحات الشعب السوري الشقيق في استرجاع سيادته على كامل اراضيه، فهذا امر له انعكاسات ايجابية على النزاع العربي ـ الاسرائيلي الذي لا يزال لبنان يدفع ثمناً له مباشرة او مداورة».

وسئل الرئيس سليمان عن لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ورفاقه، فأجاب: «ما ننتظره من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هو معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وما تلاها من جرائم، وكشف هوية القتلة والمخططين وانزال اشد العقوبات بحقهم. وهذا ما اكدت عليه في خطاب القسم، لان اللبنانيين يريدون اظهار الحق واحقاق العدالة. ونأمل ان يتوصل التحقيق الدولي الى النتائج المرجوة لا سيما ان لبنان يقدم كل الدعم المطلوب للجنة التي يرأسها القاضي الكندي دانيال بلمار، اضافة الى انه وفى بالتزاماته المادية لانشاء المحكمة».