قمة فرنسية ـ لبنانية ـ سورية تجمع ساركوزي والأسد وسليمان في باريس

في محاولة لإحداث اختراق في العلاقات المتأزمة بين البلدين

TT

أكد وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن باريس خططت لانعقاد قمة فرنسية ـ لبنانية ـ سورية على هامش قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي ستلتئم في العاصمة الفرنسية غدا الأحد. وقال كوشنير الذي كان يتحدث عصر أمس عقب اجتماع ضمه ووزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط في مقر الخارجية الفرنسية، إن القمة الثلاثية «مخطط لها» وإن باريس «لديها الإرادة الطيبة وهي مستعدة لبذل كل الجهود من أجل التغلب على كل العراقيل».

ولم يكشف كوشنير عن موعد هذه القمة. غير أن مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في باريس قالت لـ «الشرق الأوسط»: إن القمة ستحصل مساء السبت وبعد الاجتماعين الثنائيين اللذين سيعقدهما الرئيس ساركوزي: الأول مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الثالثة بعد الظهر والثاني مع الرئيس السوري بشار الأسد في الخامسة بعد الظهر. وبحسب هذه المصادر، تضاف هذه القمة الى القمة الثنائية اللبنانية ـ الفرنسية التي ستعقد في الفندق الذي ينزل فيه الرئيس السوري في باريس.

وترى هذه المصادر أن الرئيس ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروربي منذ الأول من يوليو الجاري «حريص على الاستفادة من وجود 44 رئيس دولة وحكومة (أو من يمثلهم) في باريس لتحقيق اختراقات في ثلاث ملفات: ملف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية من جهة و السورية ـ الإسرائيلية من جهة أخرى، ولكن أيضا في ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية، حيث تحث باريس السطات السورية على الإسراع في وضع وعودها موضع التنفيذ والإقدام على إقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارة سورية في بيروت وتطبيع العلاقات معها. وتؤكد هذه المصادر أن ساركوزي «يريد أن يستكشف إمكانية إحراز تقدم في موضوع مزارع شبعا»، علما بأن مصادر فرنسية واسعة الإطلاع قالت لـ «الشرق الأوسط» إن سورية «غير متحمسة لوضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة». وكان ساركوزي سعى لترتيب قمة ثلاثية فرنسية ـ سورية ـ إسرائيلية أو قمة سورية ـ إسرائيلية على غرار القمة التي ستضمه الى جانب إيهود أولمرت ومحمود عباس في قصر الإليزيه صباح الأحد وقبل افتتاح القمة المتوسطية. غير أن هذه الجهود لم تنجح ما يفسر، على الأرجح، برمجة القمة الفرنسية ـ السورية ـ اللبنانية.

ورغم «التطبيع» المتسارع الحاصل حاليا في العلاقات الفرنسية ـ السورية والذي قد يصل، وفق أمين عام قصر الإليزيه، الى قيام ساركوزي بزيارة الى دمشق في الصيف الجاري، فإن باريس ترسل بين الحين والحين «إشارات» تنبيهية الى سورية. ووفق مصادر رئاسية فرنسية، فإن باريس «مستمرة في مراقبة السلوك السوري» في لبنان. وكانت وزيرة حقوق الإنسان الفرنسية قد عبرت عن الموقف الفرنسي في العمق عندما قالت إن فرنسا «لا تمنح دمشق شيكا على بياض» في لبنان. وكذلك تؤكد باريس تمسكها بالمحكمة الدولية وتعتبر أن «لا أحد يستطيع إيقاف مسارها» حتى لو سعى الى ذلك، إذ أنها أصبحت «واقعا دوليا».

ويشارك الرئيسان اللبناني والسوري في العشاء الرسمي ليل الأحد عقب انتهاء القمة كما يحضران العرض العسكري الذي يقام في جادة الشانزليزيه.