طهران ردا على تشكيك واشنطن بقدراتها: صواريخنا ليست وهمية .. لكننا لا نريد إطلاقها على إسرائيل

الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه من التجارب .. وموسكو تشكك في مداها

فتيايات إيرانيات يتدربن على الكاراتيه وذلك في مجمع زوبهان الرياضي في أصفهان أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما استمر مسؤولون أميركيون في التشكيك في تجارب اطلاق الصواريخ الايرانية الاخيرة دافعت ايران عنها قائلة ان صواريخها ليست وهمية، في الوقت ذاته اعلن البيت الابيض أمس ان تجارب اطلاق الصواريخ الايرانية اخيرا لا يغير في عزم الولايات المتحدة على حل الازمة النووية الايرانية بالوسائل الدبلوماسية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو «ما اقوله هو ان ايران ما زالت تتحدى التزاماتها الدولية وتعزل شعبها اكثر».

واضافت «لكني لا اعتقد ابدا اننا خرجنا عن الطريق التي سلكناها حتى الان والتي تقضي بايجاد حل لذلك بوسائل دبلوماسية».

جاء ذلك بينما اعرب الاتحاد الاوروبي أمس عن قلقه ازاء التجارب الصاروخية الايرانية في الخليج وكرر دعواته لطهران من اجل تعليق تخصيب اليورانيوم في اطار برنامجها النووي المثير للخلاف. ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان، ايران للامتثال لمطالب المجتمع الدولي كله كما وردت في قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة للتوصل الى حل للقضية النووية من خلال التفاوض. وعبرت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي أمس عن قلقها ازاء التجارب الصاورخية.

من جانبها اعلنت ايران أمس ان كبير مفاوضيها في الملف النووي سعيد جليلي سيلتقي يوم 19 يوليو (تموز) في جنيف الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن الناطق باسم المجلس الاعلى للامن القومي الايراني احمد خادم الملة قوله ان الرجلين «سيتابعان مفاوضاتهما حول مجموعة الاقتراحات السبت 19 يوليو» في جنيف.

ولم يؤكد مكتب سولانا لقاءه مع جليلي، وقالت الناطقة باسم سولانا، كريستينا غالاش، «سنواصل العمل حول اللقاء ونحن في صدد مناقشته» مع الايرانيين بهدف تحديد لقاء «بحلول نهاية يوليو».

وقدم سولانا لايران في يونيو (حزيران) الماضي حزمة الحوافز التي اقترحتها الدول الست الكبرى لاقناع طهران بوقف انشطتها النووية الحساسة. وعرضت ايران من جانبها مجموعة حوافز لانهاء المواجهة مع الغرب.

ولم تكشف الدول الست عن الرد الايراني الذي تلقته الاسبوع الماضي فيما وصفه سولانا «بالصعب والمعقد الذي يجب تحليله جيدا». لكن فرنسا ذكرت ان ايران «لم تشر الى تعليق النشاطات الحساسة».

وحول تجارب الصواريخ الايرانية قالت روسيا ان التجارب الصاروخية الايرانية تظهر عدم وجود مبررات عسكرية للدرع الصاروخية التي تريد الولايات المتحدة نشرها في شرق اوروبا قائلة ان الدرع خارج مدى صواريخ طهران. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في بيان صحافي إن التجارب التي أجرتها ايران أكدت فقط ان ايران في الوقت الراهن تملك صواريخ يصل مداها الى 2000 كيلومتر. وهذا يؤكد ما قلناه من قبل. ان هذه الفكرة الراهنة لنشر درع صاروخية اميركية في اوروبا بهذه المواصفات .. لا حاجة لها لرصد صواريخ بهذا المدى والتعامل معها. وقال لافروف ان التفاوض لا التهديد هو الحل الوحيد لحل النزاع مع ايران.

وأضاف بشكل عام نحن نفضل حل اي مشكلة لها صلة بايران من خلال التفاوض والوسائل السياسية والدبلوماسية .. من خلال اشراك ايران في حوار بناء على اساس من الاحترام المتبادل. واعلنت ايران الاربعاء الماضي انها اجرت تجارب على تسعة صواريخ بقدرات مختلفة يمكن لاحدها، شهاب ـ3، بلوغ هدف في اسرائيل.

لكن مسؤولا في البنتاغون رجح ان تكون طهران اطلقت صاروخا واحدا فقط. وقلل مسؤولون اميركيون آخرون من الاهمية العسكرية للتجارب الايرانية، مؤكدين عدم وجود تجارب على اي تكنولوجيا جديدة، في وقت اعلنت فيه ايران انها ستجري تجارب جديدة.

في ما يتعلق بالاربعاء الماضي رصدت الولايات المتحدة اطلاق سبعة صواريخ بينها صاروخ «شهاب 3» على ما افاد مسؤول في وزارة الدفاع طلب عدم الكشف عن اسمه.

ويوم الخميس الماضي يبدو انه تم اطلاق صاروخ واحد فقط «لكن قد يكون هذا الصاروخ هو نفسه الذي فشلت في اطلاقه الاربعاء» وتمكن الايرانيون من اطلاقه مجددا الخميس.

وأكد عدة مصورين بشكل قاطع ان صورة نشرت الاربعاء حول اطلاق اربعة صواريخ ارض ـ ارض قد تم التلاعب بها لاضافة الصاروخ الرابع.

وقال مارك فيتزباتريك المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية والخبير حاليا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره في لندن ان «من غير المرجح» ان يكون صاروخ «شهاب 3» قادرا على حمل رأس وزنها طن على مدى الفي كيلومتر كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية. الى ذلك حذر رجل الدين الايراني آية الله كاشاني أمس اسرائيل والولايات المتحدة من انهما ستندمان في حال مهاجمتهما ايران، في وقت تواصل ايران اجراء مناورات عسكرية يتخللها اطلاق صواريخ ما يثير قلق المجتمع الدولي. وقال آية الله محمد امامي كاشاني في خطبة الجمعة التي نقلت عبر الاذاعة الرسمية «انتم الكاذبين في اسرائيل والبيت الابيض، اذا اردتم اجتياحنا، سنلقنكم درسا تندمون بعده على تحرككم».

ورفض كاشاني مقولة ان التدريبات العسكرية التي تقوم بها ايران تثير مخاوف. وقال «القول ان صاروخ شهاب 3 يملك بعدا يصل الى الف أو الفين او 2500 كيلومتر ويمكن ان يصل الى بريطانيا وايطاليا وتركيا مجرد اكاذيب».

وقال كاشاني ان «ايران لا تعترف باسرائيل لانها قوة احتلال لكن ايران لا تريد التورط في حرب معها ولا تريد اطلاق صواريخها على تل ابيب».

كما أكد أن اختبارات الصواريخ في إيران لم تكن اختبارات وهمية كما أنها لا تمثل تهديدا لأي دولة.

وقال كاشاني المقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي «على النقيض (من الولايات المتحدة وإسرائيل).. إننا نجري مناوراتنا العسكرية داخل أراضينا وهذا تحرك مشروع ومعترف به دوليا». وأضاف أن «أداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان واضحا ومحددا خلال السنوات الثلاثين الماضية من عمر الثورة الإسلامية ولم يشكل تهديدا لأي بلد في حين أن العدو (أميركا) نفذ تهديداته ضد إيران خاصة دعمه لصدام المقبور بشن الحرب ضد إيران وجرائمه في أفغانستان والعراق ودول أخرى تؤكد جميعها ممارسات العدو ضد إيران ودول المنطقة». وكان كاشاني يشير بذلك إلى الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت بين عامي 1980 و1988 حيث دعمت الولايات المتحدة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلى جانب الصراع مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان عام 1998 والذي كاد يؤدي إلى حرب أخرى بالمنطقة.

وكان حجة الاسلام علي شيرازي، ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي في القوات البحرية للحرس الثوري، قال الثلاثاء الماضي ان «النظام الصهيوني يضغط حاليا على قادة البيت الابيض لتحضير هجوم على ايران».

واضاف «اذا ارتكبوا حماقة كهذه سيكون رد ايران الاول احراق تل ابيب والاسطول الاميركي في الخليج الفارسي».

في غضون ذلك دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ايران مجددا الى احترام مطالب الامم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم وحث كل الاطراف في الشرق الاوسط على اقامة حوار سلمي.