ساركوزي يشيد بجهود الحريري والسنيورة يرى في الوحدة انتصاراً على إسرائيل

أجواء إيجابية بعد تشكيل الحكومة أكدتها مواقف الأطراف السياسية

TT

الأجواء الإيجابية التي ولدت مع تأليف الحكومة الجديدة انسحبت على الوضع اللبناني برمته لاسيما مواقف القوى السياسية التي كانت متصارعة قبل ساعات من صدور مراسيم الحكومة. فانقلبت المواقف رأساً على عقب وأجمعت مواقف كل الأطراف على إشاعة اجواء التفاؤل والدخول في مرحلة جديدة.

وتلقى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة امس اتصالات من نظيره الاردني نادر الذهبي، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذين هنأوه بتأليف الحكومة وكانت مناسبة لعرض الاوضاع العامة. واتصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري وشكره على الجهود التي بذلها لتأليف حكومة الوحدة الوطنية، وأشاد بـ «الدور المحوري الذي لعبه من خلال تقديمه المصلحة اللبنانية العليا فوق اي اعتبار سياسي خاص ولمصلحة حل الازمة القائمة والعبور بلبنان نحو الافضل».

وفي الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي في الثاني عشر من تموز 2006، اصدر المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء بيانا جاء فيه: «تصادف اليوم الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على لبنان، مع نجاح لبنان واللبنانيين، في الإعلان عن حكومة الاتحاد الوطني، حكومة كل لبنان. لذلك، وفيما نعيش هذه الذكرى المزدوجة، لا بد من أن نتوقف أمام حقيقة، أن مصادفة الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية حكومة العهد الأولى، مع الذكرى الثانية للعدوان، نكون قد أثبتنا كلبنانيين في هذه اللحظات أننا نجحنا في تسجيل الانتصار على إسرائيل عبر تأكيد وحدتنا الوطنية».

واكد البيان «ان الوحدة الوطنية اللبنانية، هي الدرع الحامية للبنان في وجه العدوان، وها أن خطوة الأمس عبر تشكيل الحكومة، رغم ما شابها من صعوبات قبل ولادتها، قد أكدت الانتصار اللبناني».

وقد شكر الحريري الرئيس الفرنسي على وقوف بلاده الدائم بجانب لبنان ومساعدته على تخطي الظروف الصعبة التي يمر بها.

من جهته، اكد وزير الصناعة في الحكومة الجديدة غازي زعيتر، انه بتأليف الحكومة انجز البند الثاني من اتفاق الدوحة، آملاً «ان تستطيع هذه الحكومة بالتعاون مع المجلس النيابي تحقيق ما تبقى من هذا الاتفاق، وخصوصاً قانون الانتخابات النيابية». وقال: «هذه الحكومة ستعمل لمواجهة كل القضايا لموضوعية ومنطق دون اي خصوصية لانه تم الاتفاق لان تكون الحكومة لكل لبنان على كافة الاصعدة والمستويات».

واضاف: «إننا سنعمل لإنجاح هذه الحكومة ونجاحها نجاح للجميع ونريد ان تصل الى موقف موحد يخدم مصلحة لبنان ووحدته وتضامنه وتعزيز مقاومته لتحرير كل أرضه وأسراه ومواجهة التهديدات الاسرائيلية دائماً».

بدوره، أكد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ـ وهو من حصة رئيس الجمهورية ـ أنه سيبقى من أشرس المدافعين عن الهيئة المستقلة للانتخابات سواء كان وزيرا للداخلية أو مواطنا مراقبا للانتخابات.

وقال: «لا أرى الانتخابات غاية بحد ذاتها بقدر ما هي في الواقع وسيلة لبلوغ غاية أوسع وأهم هي الاستقرار السياسي في لبنان. نحن في حاجة الى انتاج حالة تمثيلية أفضل عام 2009 حتى ندخل بعدها حالة من الاستقرار السياسي تمكن لبنان من مواجهة التحديات الكبيرة التي لا شك في اننا نواجهها بشكل افضل اذا كنا متضامنين ومتشاركين في القرار على مسافة واحدة من هذه التحديات».

ونوّه عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس بتأليف حكومة الوحدة الوطنية «الذي يشكل خطوة لتطبيق ما تبقى من بنود اتفاق الدوحة ولاسيما البند الثالث عن قانون الانتخابات». ودعا إلى «إيلاء الشأن المعيشي والأزمة الاقتصادية الأولوية على جدول اهتمامات الحكومة».

ووصف عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا التشكيلة الحكومية الجديدة بأنها «متوازنة»، معتبرا «أن كل ما درجت قوى 8 آذار وخصوصا إعلامها على ترويجه، وكل ما راهن عليه فريق مسيحيي 8 آذار من إظهار حرص حلفائهم عليهم، في وقت أن حلفاء المسيحيين في 14 آذار السنة والدروز حريصون على الاستئثار بالمراكز الحكومية، كان مجرد أوهام وتضليل للرأي العام». واكد «أن التوازن محفوظ بامتياز داخل الحكومة الجديدة»، موجها تحية تقدير للدور «الإيجابي والمتميز الذي لعبه وبشكل أساسي النائب سعد الحريري وكذلك النائب وليد جنبلاط». وأشار إلى «أن مشاركة القوات في الحكومة من خلال الحقيبتين التي تولتهما بشكل مباشر كما بقية مسيحيي 14 آذار، قدموا أفضل الكفاءات للمشاركة في السلطة».

ورأى النائب الياس عطا الله «أن البيان الوزاري والحوار الوطني يشكلان أساسا المرحلة التي تلت اتفاق الدوحة»، ورأى «أن حزب الله سيحاول التهرب من مناقشة وضع سلاحه»، منبها رئيسي الجمهورية والحكومة الى انه «لا قيمة للمؤسسات في الدولة طالما أنها عاجزة عن بسط سيادة الشرعية وإلغاء كل أنواع وأشكال الأمر الواقع».

وقال: «ان إثارة موضوع سلاح حزب الله في البيان الوزاري لجهة حق الدولة وحدها في احتكار القوة المسلحة تشكل مؤشرا مهما في اتجاه معالجة قضية هذا السلاح ويمهد السبيل أمام مؤتمر الحوار لتثبيت مشروع الدولة»، داعيا إلى «اعتماد سياسة حكومية واضحة وفقا إلى بيانها، خصوصا أن نيل الحكومة الثقة مرتبط بالبيان الوزاري».

وقال البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في كلمة ألقاها خلال جولته الرعوية في استراليا «علمنا أنه أصبح لنا حكومة في لبنان وهذا ما كنا ننتظره في فارغ الصبر بعد تأخر طويل وبعد تأخر ستة اشهر لانتخاب رئيس للجمهورية. إننا نترحم على زمن مضى كان ينتخب فيه الرئيس قبل انتهاء ولاية سلفه، وتشكل الحكومة فورا، ونسأل الله ان يوفق الحكومة الجديدة للاضطلاع بمسؤولية انهاض الوطن وان تشمل بعنايتها ليس المقيمين فقط بل المغتربين ايضا لكي يعم الخير والسلام على الجميع».

من جهته، هنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اللبنانيين بالانفراج الذي «كانوا ينتظرونه بتشكيل حكومة العهد الأولى وتجاوز عقد التوزير حفاظا على وطنهم ومستقبل أبنائهم».

وأمل في أن يكون هناك «تعاون حقيقي صادق بين جميع الأطراف داخل الحكومة وخارجها وخاصة في نطاق تحقيق الاستقرار الوطني والاجتماعي وأمن الوطن واطمئنان المواطن، وبصورة أخص في الحوار الوطني المرتقب كي لا يعود لبنان إلى دوامة الاضطراب والقلق والخطر من جديد».

ونوه بـ «مواقف النائب سعد الحريري الوطنية والتضحيات الكبيرة التي قدمها لإنجاح تشكيل الحكومة وولادتها وخاصة في اللحظات الأخيرة وهو في ذلك يسير على خطى نهج والده الشهيد».

واتصل قباني بالسنيورة مهنئا بتشكيل الحكومة وتمنى له «التوفيق في خدمة لبنان واللبنانيين جميعاً، كما أجرى اتصالا بالنائب سعد الحريري للغاية نفسها».

وبارك نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان للبنانيين بتشكيل الحكومة، ودعا الى «التعاون بين الوزراء»، وقال: «علينا ان نعمل بيد واحدة لإنقاذ لبنان بإنجاز قانون انتخاب عادل يتساوى فيه جميع الاطراف ويتم تقسيم الدوائر بالانصاف حتى يتساوى كل الاطراف، ولا اريد ان تصبح هذه التشكيلة عرفاً لان هذه الحكومة يجب ان تكون بداية للتصحيح حتى تكون الحكومات المقبلة مباركة من اهل الكفاءة والعلم».

وأكد ان الشيعة هم «الذين ضحوا وساهموا مساهمة كبيرة في تشكيلها وهم قبلوا على مضض بهذه التشكيلة لأن المصلحة الوطنية قضت بذلك».

وتمنى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان «ان تكون الحكومة التي تم تشكيلها على قدر الأماني الوطنية التي تشكل المقاومة عمودها الفقري وعنوانها المركزي»، واعتبر «ان الوحدة الوطنية والمشروع التضامني بين القوى وتأمين كرامة الشعب المقاوم لهو واحد من شروط حماية لبنان وحفظه»، مؤكدا «ان خيار المقاومة وجوهر مشروعها ضمانة قيام لبنان الموحد الآمن».

وتقدم رئيس جبهة العمل الاسلامي الشيخ فتحي يكن من اللبنانيين بالتهنئة لتشكيل الحكومة بعد «مخاضٍ عسير»، آملاً بعد نيلها الثقة ان «تتولى اصلاح ما أفسدته الاحداث الدراماتيكية التي شهدها لبنان على مدى السنتين المنصرمتين».