«حماس»: فياض الرجل الأخطر على القضية ولا مكان له في المستقبل

«فتح» تتهم الحركة في غزة بقتل أحد كوادرها بغاز الطهي

TT

شنت حركة «حماس» هجوما شديدا على سلام فياض رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال في رام الله، واصفة اياه بأنه الرجل الأخطر على القضية الفلسطينية، وجزء من المشروع الأميركي الاسرائيلي. وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الرجل(فياض) لن يكون له مكان في المستقبل». وجاء هجوم حماس بعد أيام من مبادرة مكتوبة قدمها فياض لتشكيل حكومة انتقالية، تشرف على الانتخابات التشريعية والرئاسية، وارسال قوات عربية تشرف على أمن القطاع، وأخرى تشرف على تشكيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية. واعتبر برهوم أن كل اقتراحات فياض تصب في خدمة المشاريع الاميركية الاسرائيلية، وقال «انه (فياض) يلجأ إلى خطوات استباقية، من اجل أن يجد له موضع قدم، وهو يعرف انه لن يكون جزء من المعادلة الفلسطينية»، واضاف «بمجرد بدء الحوار سيكون قد انتهى». وتابع قائلا إن «مشروعه الخاص الذي يغلب فيه المصلحة الذاتية، على حساب المشروع الوطني سيقضى عليه في المرحلة القادمة». وفي المقابل، تصاعدت لغة الاتهامات بين فتح وحماس بالتسبب بقتل عناصر من الحركتين في غزة والضفة.

وبعد يوم من اتهام القسام للأجهزة الأمنية، بالعمل مع الجيش الاسرائيلي على قتل احد عناصرها شمال الضفة. اتهمت فتح حركة حماس بقتل احد كوادرها في القطاع، بتعذيبه باستخدام ادوات حادة، وحقنه بغاز الطهي. وبدت لغة حماس اكثر حدة تجاه فياض، الذي تتهمه بمحاربة رجالها في الضفة الغربية. وقال برهوم «من هو؟ إنه أول من جرم المقاومة، وسحب سلاحها»، واضاف «انه يعمل ضمن «ترويكا» عالمية، ويعمل مع فريقه توني بلير، (مبعوث الرباعية الدولية)، و(ايهود) باراك،(وزير الدفاع الاسرائيلي)، لتمرير مخططات اسرائيل واميركا ضد المقاومة والوطن».

وتؤمن حماس بأن أي حكومة قادمة بعد التوافق مع فتح، لن تشمل فياض، الذي قال مرارا إنه لا يبحث عن مناصب، وان وحدة الوطن أهم لديه. وفي محاولة لدفع ملف الحوار من المفترض ان وفدا رفيعا من حماس يرأسه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وصل الى العاصمة اليمنية صنعاء التي احتضنت آخر اتفاق بين حماس وفتح، ولم ير النور بسبب اختلافات في تفسير بنوده. اذ قالت فتح ان على حماس ان تطبق المبادرة اليمنية، وقالت حماس ان عليها مناقشة المبادرة من اجل تطبيقها. واكد برهوم ان وفد حماس الى صنعاء، ذهب لتحريك ملف الحوار الفلسطيني، والتأكيد على تواصل حماس مع كل الجهات ذات العلاقة بالملف. وقال إن «حركة حماس اجابت عن كل المبادرات وأبدت استعدادها لحوار فوري». وبرغم ان برهوم يحمل حركة فتح، مسؤولية تأخير بدء الحوار، ويطالب الرئيس الفلسطيني بالتخلص مما سماها «أصواتا داخل فتح ومنظمة التحرير، تحرض ضد الحوار». الا انه غمز تجاه الدول العربية قائلا «لا مبرر للدول العربية بالابقاء على حالة الانتظار الطويل، ولا مبرر لعدم توجيهم دعوة للبدء بالحوار». واستمر تصاعد حدة المناوشات الكلامية بين فتح وحماس، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية الاسبوع الماضي، الى مقر عباس في غزة.

وبينما اتهمت القسام الأجهزة الأمنية في الضفة، بالتنسيق مع الاحتلال لاغتيال احد عناصرها قبل ايام في جنين شمال الضفة، قالت فتح، ان حماس، قتلت تحت التعذيب بسام العناني امين سر حركة فتح في مخيم النصيرات، وعضو لجنة المنطقة الوسطى في غزة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح فهمي الزعارير، في بيان له إن العناني، «كان قد اختطف على أيدي ميليشيات حماس لمدة شهر، وتم الاعتداء عليه وتعذيبه بشتى الوسائل، مما أدى إلى تدهور صحته وانهيارها بشكل عام، حيث خضع العناني على إثرها للعلاج في مستشفى الشفاء لمدة 15 يوما، ولم يستطع الأطباء إنقاذ حياته حيث فارق الحياة هذا اليوم». وأضاف الزعارير «إن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائم ميليشيات حماس، لتكون دليلا قاطعا على أن حماس تواصل انتهاكاتها وتدميرها لكل ما يمت للسلم وللوحدة بصلة».

وأكد الزعارير «وجود أدلة دامغة لا تقبل الشك، بأن الشهيد العناني أخضع للتعذيب اللاإنساني، حيث استخدم أفراد حماس في تعذيبه الضرب، ومن ثم حقنوه بغاز الطبخ، وقام أفراد ميليشيات حماس بإدخال خرطوم الغاز البلاستيكي من جوفه إلى أمعائه، وأفرغوا محتوى أسطوانة الغاز في أمعائه، مما أدى إلى تسممه بالكامل».

وطالبت فتح مؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات العمل الوطني والحقوقية والطبية، بأن تتحقق من ظروف استشهاده، و«أن تدين وبشده هذا العمل البربري والغوغائي ضد إنساننا الفلسطيني».