جيبوتي تحل حزب حركة النهضة المعارض وتصفي ممتلكاته

بعد اتهام رئيسه بطلب الرئيس الإريتري للإطاحة بالنظام

TT

أمر الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله بحظر حزب حركة النهضة الديمقراطية المعارض وتصفية أصوله وممتلكاته، بعد اتهامات رسمية وجهت إلى ظاهر أحمد فرح رئيس الحزب بدعوة الرئيس الإريتري اسياس أفورقي إلى اجتياح جيبوتي والنيل من استقلالها الوطني وسلامة أراضيها ووحدة دولتها.

وقالت مصادر جيبوتية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الجيبوتي أصدر مرسوما رئاسيا يوم الأربعاء الماضي بحل الحزب وفقا للمادة الـ13 من القانون المتعلق بالأحزاب السياسية في جيبوتي.

وزعمت السلطات الجيبوتية أن ظاهر وهو أحد أبرز الناشطين السياسيين المناوئين لها، قد وجه رسالة إلى الرئيس الاريتري قال خلالها: «انه لا يوجد في بلدنا أي حق من حقوق الإنسان أو حرية التعبير. ويعيش الشعب الجيبوتي تحت الإرهاب والديكتاتورية من قبل رئيس الدولة وجنرال ابن عم له. وعليه نطلب منكم سيادة الرئيس (أفورقي) أن تضع طموحاتكم حدا للعهد الملكي عندنا ونحن المعارضة سندير بلدنا بشفافية».

ولفتت الرسالة، التي لم توضح السلطات الجيبوتية كيفية العثور عليها، إلى أن الوضع الخطير على الحدود بين جيبوتي واريتريا منذ اندلعت المواجهات العسكرية في منطقة دوميرا بإقليم أبخ في ابريل (نيسان) الماضي، مشيرة إلى أن قوات البلدين أصبحت وجها لوجه حتى انتقل الأمر في نهاية المطاف إلى المواجهة الدموية في العاشر من الشهر الماضي.

وأضافت منذ ذلك الوقت، والقتال محتدم بين حشود القوات من كلا الجانبين من جهة. وهنالك وفيات وإصابات وتدمير للممتلكات من جهة أخرى. وهذه حالة خطيرة ليست في مصلحة أي من البلدين. ولا تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالشعوب والموارد.

لكن حزب حركة النهضة نفى من جانبه هذه الاتهامات وقال في المقابل إن «هذه الوثيقة المزعومة لا أساس لها من الصحة في واقع الأمر، مؤكدا أن رئيسه لم يكتب لا رسالة ولا بيانا دعا من خلاله الرئيس الإريتري للمساس بالاستقلال الوطني وسلامة الأراضي الوطنية وأمن الدولة وإنهاء حكم الرئيس جيله».

واعتبر الحزب في بيان له أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «المزاعم التي يتم السعي بشكل ميئوس فيه لتلفيقها بنا ليست سوى من نسج خيال السلطة الذي يبدو أنه لا يعرف الحدود، مشددا على أن حل الحركة المبني على هذه المزاعم هو ببساطة غير شرعي ومرفوض».

وأكد أن حل الحزب يشكل خرقا لما وصفه بالحق الثابت للشعب الجيبوتي، لكنه مع ذلك حث أتباعه على عدم الرد على هذه الاستفزازات.

إلى ذلك، تسلمت القوات الأمنية المتمركزة في جيبوتي من نظيرتها الفرنسية قبل يومين قيادة الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب المسؤولة عن مهمة الإشراف على أنشطة التحالف الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب. وقالت مصادر إعلامية إن مراسم التسليم والتسلم جرت في احتفال مقتضب حضره قائد القوات الفرنسية الجنرال فيليب ليفورت وكبار الضباط الفرنسيين، إضافة إلى مسؤولين عسكريين من القوات الألمانية. وعبر القائد الألماني الجديد مايكل جروجس الذي أسندت إليه المهمة عن اعتزازه بتسلم بلاده قيادة عملية محاربة الإرهاب في المنطقة، منوها بالدعم الذي تقدمه جيبوتي للقوات الألمانية والذي سهل لهذه القوات مهمتها وذلل كافة الصعوبات أمامها.

يشار إلى أن القوات الألمانية التي تتمركز في جمهورية جيبوتي منذ شهر فبراير (شباط) من عام 2002، ويصل قوامها إلى عدة مئات من الرجال والنساء، تقوم بعمليات لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع القوات الجيبوتية والأميركية والأوروبية المرابطة في المنطقة.