أولمرت يطمئن أبو مازن: المفاوضات مع سورية لن تتم على حساب الفلسطينيين

يعده بالإفراج عن أسرى

ابو مازن واولمرت وساركوزي في حديث ضاحك قبل اجتماعهم في قصر الاليزيه أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتمدت دوائر قصر الإليزيه على «الإخراج» للترويج للقاءات القمة التي تجرى على هامش إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط في باريس. فقد ارتأت هذه الدوائر أن يصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الى باحة الإليزيه في سيارتيهما في وقت واحد وأن تقف السيارتان بالتوازي وعلى مسافة واحدة من درجات القصر التي نزلها ساركوزي ليرحب بضيفيه وتتشابك الأيدي من أجل صورة «تخلد» اللقاء.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك عقب القمة الثلاثية المختصرة، حرص الرئيس الفرنسي على التعبير عن «تأثره» لاستقبال «الصديقين» عباس وأولمرت في باريس وعن تأثره أيضا لاستضافته «أكثرية القادة العرب وإسرائيل على طاولة واحدة». ووصف الرئيس الفرنسي أولمرت وأبو مازن بأنهما «رجلا سلام» عارضا مساهمة فرنسا والاتحاد الأوروبي المساهمة في التطور الاقتصادي والوساطة السياسية بين الطرفين فضلا عن توفير ضمانات أمنية لمواكبة أي اتفاق سلام. وفي إشارة الى علاقته الخاصة مع إسرائيل وصداقته للفلسطينيين، قال ساركوزي إنه كرئيس للاتحاد الأوروبي سيدفع باتجاه تعاون أكبر مع إسرائيل وباتجاه «تنمية» الأراضي الفلسطينية.

وحرص الإليزيه على أن يعقد أولمرت وعباس جلسة حوار في أحد صالونات القصر الرئاسي بعد المؤتمر الصحافي، ووعد ساركوزي بالذهاب مجددا الى الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة وخلال ترؤسه الاتحاد الأوروبي.

وانسحبت أجواء التفاؤل، رغم الصعوبات المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أبو مازن وأولمرت حيث تبارى الاثنان في التعبير عن «تفاؤلهما وجديتهما» في المفاوضات. وقال أبو مازن إن الطرفين «جادان تماما من أجل الوصول الى السلام»، مضيفا أن الجميع يعلم أن «السلام في الشرق الأوسط أساس للسلام في العالم مصلحة الجميع هي في التوصل الى السلام». وعمد أبو مازن الى استبعاد الحديث علنا عن العقبات التي تعترض تقدم المفاوضات بما فيها استمرار إسرائيل في توسيع مستوطناتها ما حفز رئيس الوزراء الإسرائيلي على البقاء في العموميات عن طريق تكرار أن المفاوضات «جدية تماما». غير أن أولمرت اشار الى الصعوبات مداورة عندما أعلن أن الفلسطينيين والإسرائيليين «وصلوا الى مرحلة يتعين معها أن يتخذوا قرارات مهمة و مؤلمة وهي ستقودنا الى مرحلة لم نبلغها في السابق» في إشارة الى «التضحيات» من أجل السلام.

غير أن الرسالة الأهم التي وجهها أولمرت الى أبو مازن تمثلت في «تطمينه» الى أن المفاوضات غير المباشرة مع سورية التي أمل أن تتحول «سريعا» الى مفاوضات مباشرة «لن تكون على حساب المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي».

ووعد أولمرت أبو مازن بالإفراج عن مجموعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين. وقال مصدر مقرب من رئاسة الوزراء الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية انه «ردا على طلب عباس إطلاق سراح سجناء، أعلن رئيس الوزراء انه موافق على القيام بمبادرة». وأضاف المصدر «لقد أشار اولمرت الى انه ينوي القيام بمبادرة تجاه السلطة الفلسطينية وليس تجاه حركة حماس الإسلامية، من دون ان يكون هذا الأمر متعلقا بتبادل أسرى». لكن أولمرت لم يوضح عدد الأسرى الذين سيفرج عنهم ولا موعد الإفراج عنهم.