تبرعات بمئات الآلاف لمكتبة بوش مقابل تسجيل لقاءات مع شخصيات الإدارة الأميركية

فضيحة كشفها تحقيق صحافي

TT

كشفت صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية في تحقيق سري اجرته ان احد ابرز المقربين من البيت الابيض وهو متخصص بتنظيم حملات الضغط السياسي (لوبي) يقوم بجمع تبرعات بمئات الالاف لتمويل مكتبة خاصة بالرئيس الاميركي جورج بوش لتخليد ولايتيه الرئاسيتين وذلك مقابل تدبير لقاءات مع كبار الشخصيات في الادارة الاميركية. وفي التحقيق الذي لم يشكف فيه الصحافي عن هويته قال ستيفان باين الذي يؤكد انه جمع تبرعات لصالح الحزب الجمهوري تفوق المليون دولار خلال الاعوام الاخيرة، ان بإمكانه ان ينظم لقاءات مع ديك تشيني نائب الرئيس وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية وغيرهما من كبار الشخصيات في الادارة الاميركية وذلك مقابل دفع مبلغ 250 الف دولار لصالح مكتبة بوش في تكساس.

وباين الذي رافق بوش وتشيني في العديد من الرحلات الى الخارج قال انه بامكانه ان يؤمن لقاء مع الرئيس بوش نفسه. ويأتي كشف هذه الوقائع ليؤكد الشكوك الطويلة حول امتيازات قدمتها الادارة الاميركية مقابل تبرعات لانشاء المكتبات التي يقيمها الرؤساء الاميركيون لتحتوي على ارشيف ولاياتهم الرئاسية بعد انتهاء مدة رئاستهم. وعلى عكس الحملات الانتخابية فان لا بند قانوني يرغم على كشف هوية المتبرعين للمكتبات كما لا حدود للمبالغ المقدمة ولا مانع من تبرعات خارجية. وفي التحقيق الذي اجرته الصحيفة تحت غطاء السرية، طلب من باين تحضير لقاءات في واشنطن لرئيس آسيوي سابق في المنفى فحدد المبلغ المطلوب لذلك قائلا انه سيكون بين 600 الى 750 الف دولار وثلثه على الاقل سوف يذهب مباشرة لتمويل مكتبة بوش وقال ان «عائلة» رجل السياسة هي التي ستدفع التبرع ثم عاد وقال انه اذا دفع المبلغ بكامله اليه فانه سوف يقدم المبلغ المطلوب الى مكتبة بوش على ان يعلن ان المبلغ يشكل تبرعا باسم رجل السياسة «الا اذا طلب ان يبقى اسمه غير معلن لسبب من الاسباب».

وعندما سأله الصحافي المتخفي أي شخصيات يمكن لرجل السياسة هذا ان يقابل في واشنطن كان الجواب: تشيني ربما وعلى الاكيد مستشار الامن القومي او رايس، اعتقد ان لقاء مع رايس او نائبها جون نيغروبونتي امر ممكن ...».واضاف ان المسألة الرئيسية هي ان رجل السياسة الاسيوي سيحظى باستقبال جيد في واشنطن وسيلتقي مسؤولين رفيعي المستوى وسوف نرسل تقييما ايجابيا من الادارة عنه بمعنى ان الرجل «ليس سيئا الى هذا الحد».