الوزير شطح: الأمن والسلاح والعلاقة بالتنظيمات متروكة للحوار

أكد أن الحكومة الجديدة ليست لتمرير الوقت حتى الانتخابات النيابية

TT

انصرف امس وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة الى تلقي التهاني وترتيب اوضاعهم في انتظار انطلاق المسيرة الحكومية بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من باريس، والتقاط الصورة التذكارية في القصر الجمهوري بعد غد الاربعاء.

ووسط الترحيب الواسع بولادة الحكومة ووفقاً لما درجت عليه العادة، ستعقد جلسة تخصص لتسمية اعضاء لجنة اعداد البيان الوزاري الذي لن يكون «المكان الصالح لحل الخلافات بين اللبنانيين» كما اوضح وزير المال الجديد محمد شطح، مشيراً الى ان «مواضيع الامن والسلاح وعلاقة الدولة بالتنظيمات، وخصوصاً سلاح حزب الله، ستكون مدار بحث في الحوار الذي سيطلقه الرئيس سليمان». ونفى، في حديث اذاعي بث امس ان تكون الحكومة الجديدة «لتمرير الوقت حتى اجراء الانتخابات النيابية» مشدداً على البرنامج الاصلاحي لـ«باريس ـ3» واستمرار تطبيقه. واكد انه «كان هناك تصميم من كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري وقيادات 14 آذار على تشكيل الحكومة» متحدثاً عن «تضحيات وتنازلات من خلال القبول بما يقل عما كانوا يعتبرونه من حقهم».

واذ رفض الربط بين زيارة الرئيس سليمان الى باريس وتشكيل الحكومة، قال: «ان ولادة الحكومة اعطت دفعاً للعهد». وشدد على ان «مواضيع الامن والسلاح وعلاقة الدولة بالتنظيمات وخصوصاً سلاح حزب الله ستكون مدار بحث سياسي في الحوار الذي سيطلقه الرئيس ميشال سليمان بعدما تشكلت حكومة الوحدة الوطنية». واعتبر ان «تثبيت الوضع القائم لجهة السلاح وعلاقة الدولة بحزب الله او تغييره من خلال مضمون البيان الوزاري يؤسس لخلاف». ووصف هذا الموضوع بانه «اولوية الجمهورية» وبانه «الامتحان الصعب للبنان بعد تأسيس حكومة جديدة وانتخاب رئيس توافقي».

من جهته، قال وزير الزراعة ايلي سكاف: «عندما كنا في موقع المعارضة كنا معارضين لأداء رئيس الحكومة السابقة وعدم قبوله بمشاركتنا في القرارات المصيرية للبلد. اليوم اصبحنا جزءا أساسيا من القرار. طبعا اليوم تغير كل شيء. ولبنان يمر اليوم بمرحلة صعبة ونريد معالجة مشاكل لبنان الأمنية والسياسية والاقتصادية. نرى اليوم ولادة لبنان جديد. والمنطقة بأسرها قادمة على تغييرات». وأضاف: «من الصعب في فترة عشرة اشهر (العمر المتوقع للحكومة الجديدة) ايجاد حلول لكل رواسب وتراكمات السنوات الماضية. لكن يجب علينا ان نقوم بواجباتنا. والاهم من كل شيء هو توافر النوايا والإرادة الحسنة لدى الطرف الآخر. عندها لا نحل مشاكلنا في عشرة اشهر، بل في شهر واحد فقط».

وأكد وزير الثقافة تمام سلام انه سيكون في مقدم اهتمامات الحكومة «الوضع الامني ومعالجة الوضع الاجتماعي وتعزيز اواصر التعاون مع الجميع للخلاص من الازمة التي بدأت بوادرها تلوح مع تشكيل الحكومة والتعاون مع جميع الوزراء لتأتي نتائج عملها بالسرعة الممكنة بعد الارتياح الكبير الذي ساد جميع المواطنين».

ورفض وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين اعتبار توزيره تحدياً وقال: «كان امراً عاقلاً وطنياً وحكيماً ايجاد تنويع في التمثيل الاسلامي اللبناني الشيعي». وأضاف: «الطوائف لا تحتكر بأحزاب. وتوزيري والأمير طلال ارسلان وآخرين يأتي في اطار التنوع خارج الحزب التقدمي الاشتراكي وكذلك عند السنة وعند الشيعة»، ووجه ثلاث نصائح هي «عدم الخوف والتخويف ومشاركة صحيحة على قاعدة الندية وقبول الآخر، اضافة الى نهائية الوطن اللبناني والثبات فيه».

وبالنسبة إلى ملف السلاح مع اقتراب الانتخابات النيابية، قال: «هذا الملف من الملفات التي يجب ان توضع على طاولة مجلس الوزراء في نصاب مكتمل قانوني ودستوري». واعتبر ان «موضوع الانتخابات المقبلة قضية كبرى. وهو من مهام الحكومة اضافة الى كل ما يتعلق بتسهيل اجرائها بشكل صحيح في موعدها بناء على الاصول وقانون انتخاب جديد ومتطور».

من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ان «التحدي الذي يواجهنا هو الانتقال بلبنان من حالة مأزومة الى حالة من الاستقرار السياسي والأمني». واضاف: «الملف الأمني هو بعهدة الحكومة بجميع أطرافها. فحكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت يجب ان تتشارك في الموضوع الأمني لتؤمن حالة من الاستقرار، لأن الجميع معني باستقرار البلد» مؤكدًا في هذا الإطار «أن الأمن في لبنان يحتاج الى قرار سياسي تنتج عنه تدابير معينة يجمع عليها جميع الأطراف. وكذلك الأمر بالنسبة الى ملف الانتخابات، إذ إن الولوج الى المرحلة الانتخابية يستوجب مناخًا سياسيًا مؤاتيًا يسمح بتخطي كل المعوقات، وبالتالي اجراء الانتخابات بصورة صحيحة ونزيهة بحيث تكون تنافسية لا تصادمية».

على صعيد ردود الفعل المرحبة بتشكيل الحكومة، املت الرابطة المارونية ان «تعمل الحكومة الجديدة كفريق واحد يسوده الانسجام لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بالبلاد». واعتبر عضو الهيئة التنفيذية في حركة «أمل» حسن قبلان «ان إنجاز البند الثاني من اتفاق الدوحة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية خطوة أساسية على طريق ترسيخ السلم الاهلي والعيش المشترك وتحصين الواقع الداخلي وحفظ الوحدة الوطنية. وان هذه الحكومة ليست فقط لادارة قانون الانتخابات النيابية وإقراره بل لاستحقاقات وقضايا أساسية مهمة من اجتماعية واقتصادية وأمنية وسياسية».

وقال عضو المكتب السياسي في «حزب الله» محمود قماطي: «نحن اليوم في اجواء ايجابية استطعنا ان نتوصل فيها الى حكومة وانتخاب رئيس ومشاركة. وهذا جيد ويريح البلد، لاننا نريد ان نعيش معاً في لبنان، لانه لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق والمشاركة».

وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله ان الحكومة الجديدة «فيها كل الامل في ان تحفظ للبنان قوته وان ترعى انتخابات نيابية حرة ونزيهة تعكس التمثيل أو شبه التمثيل الحقيقي للشعب اللبناني في إنتاج مجلس نيابي جديد وبالتالي إنتاج سلطة جديدة تسودها روح التوافق والثقة بين أطيافها لنأخذ هذا البلد إلى شاطئ الأمان».

وأمل عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك «ان تقوم الحكومة الجديدة بكل مسؤولياتها تجاه الوطن وان تعمل من اجل الخروج من المزارع والكيانات الطائفية والمذهبية ليكون لبنان لكل اللبنانيين». وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر: «ان المطلوب من حكومة الوحدة الوطنية اليوم ان... تبدأ بممارسة الحكم من خلال اظهار انها حكومة قرار موحد يتعاون افرادها في ما بينهم من اجل مصلحة الوطن والمواطن».

وقال رئيس «حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون» محمد درغام: «ان مطالعة اسماء اعضاء الحكومة العتيدة يعكس الصورة القائمة في الشارع وموازين القوى السلمية منها والمسلحة. ولا يحتاج الى تفسير ولا تأويل ولا فذلكات. لكننا نبدي رأينا بأن حزب ايران (حزب الله) ومعه حلفاؤه غزاة بيروت وصلوا الى كل مبتغاهم».

من جهة اخرى، رأى النائب سمير فرنجية (قوى 14 آذار) ان كلام الرئيس السوري بشار الاسد عن التبادل الدبلوماسي مع لبنان له «رمزية استثنائية» واعتبر «ان استحالة تنفيذ مشروع حزب الله سرعت الحل في لبنان» مشيراً الى ان «اجتياح بيروت هو عمل اكبر من ان يستوعبه هذا الحزب».

وقال: «ان الانجاز الذي حققناه عبر تشكيل الحكومة هو اننا نقلنا صراعنا من ساحات الاغتيالات والاشتباكات الى ساحة المؤسسات». وحدد نقطتين لانجاح الانتخابات النيابية: الاولى مسألة السلاح. والثانية تطوير قوى «14 آذار» باتجاه توسيعها وخوض هذه المعركة بعنوان واحد يجمع الناس ويدور حول دولة الاستقلال.