الخرطوم تصعد من حملتها المناهضة لمدعي لاهاي وتصف اتهامه بإشعال الحريق في البلاد

الآلاف من أنصار الرئيس يرددون في مظاهرة تأييد: «سير سير يالبشير نحن جنودك للتعمير»

الرئيس البشير يحيي مؤيديه أثناء مظاهرة ضد المحكمة الجنائية في الخرطوم أمس (أ. ب)
TT

صعدت الخرطوم من حملتها المناهضة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في العاصمة الهولندية لاهاي، قبل يوم واحد من اعتزام الأخير إعلان قائمة جديدة من المتهمين بالجرائم ضد الإنسانية في اقليم دارفور، تشير التسريبات الى ان من بين القائمة الرئيس السوداني عمر البشير. وأدان مجلس الوزراء في اجتماع استثنائي امس برئاسة الرئيس عمر البشير، ما أسمته بتحركات المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان، ورفض الاعتراف بالمحكمة الجنائية، كما رفض أي قرار أو مذكرة يصدرها المدعي العام للمحكمة في هذا الشأن. فيما خرج الآلاف من مناصري الرئيس السوداني في مظاهرة كبرى نددت بالمحكمة الجنائية الدولية.

ووصف المتظاهرون من خلال الشعارات، التي رفعوها والهتافات، التي رددوها مدعي لويس مورينو اوكامبو بانه إرهابي ومخلب قط لقوى تسعى الى تفتيت السودان. وأيد المتظاهرون الرئيس البشير، وهتفوا بروحه: «نحن معك... سير سير يا بشير نحن جنودك للتعمير». من جانبه، حيا البشير المتظاهرون من على منصة عالية امام مبنى مجلس الوزراء، الذي وصلته المظاهرة بعد ان جابت مدن العاصمة. قال عبد الباسط سبدرات وزير العدل السوداني امام المتظاهرين أن أوكامبو قاضي محكمة لاهاي بتوجهاته لا يستهدف رأس الدولة وإنما يستهدف الشعب السوداني واستقراره وسلطاته لأن رأس الدولة يمثل الأمة ويمثل الإرادة الشعبية ويشرف على المؤسسات. واضاف أن هذا التوجه يستهدف المؤسسات الدستورية والتنفيذية والانتخابات المقبلة وصمود الشعب السوداني ويهدف أشعال الحريق في كل السودان.

وقال ان على الشعب السوداني أن يقف وقفة صلبة تختفي فيها الانتماء للقبيلة والحزب والجهة ويعلو فيها الانتماء للوطن. وأبان أن وزارة العدل تعمل مع الهيئة القضائية والمحكمة الدستورية وخبراء القانون في الدول الأفريقية وجامعة الدول العربية ودول عدم الإنحياز لخوض معركة قانونية مع أوكامبو وغيرهم من المستهدفين للسودان واستقراره لتفنيد إدعاءاتهم، وقال إن السودان سينتصر في النهاية لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه. ومن جهته قال الدكتور أزهري التيجاني وزير الإرشاد والأوقاف امام المظاهرة أن ما يشهده السودان من تنمية واستقرار واستثمارات أجنبية تحرك الدوائر الإستخباراتية ودول الاستكبار ضده، مؤكدا انطلاق السودان رغم كيد الأعداء. وأضاف أن معالم الاستقرار المتمثلة في التنمية وإجازة قانون الإنتخابات والتراضي بين الأحزاب لن ترضي أعداء الوطن، وقال إن السودان سيقابل كيدهم بحزم وعزم تماما كما فعل مع السلام ودواعيه، ودعا الشعب السوداني إلى استثمار هذه السانحة لتعبئة إيمانية وحملة للدعاء والتضرع والذكر والوفاق لصد كيد الأعداء.

وفي السياق، اجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اتصالا هاتفيا لافتا بالرئيس عمر البشير، وقال السكرتير الصحافي لرئيس الجمهورية الاتصال ان مون نقل قلقه للبشير من تحركات مدعي لاهاي، واضاف ان مون ابدى استعداده للعمل لاحتواء هذا التقرير، وطالب السودان بأن يظل على موقفه من التعاون مع المنظمة الدولية والامم المتحدة وقواتها ومكاتبها بالسودان بحكم الشراكة الكاملة بينهما في العملية السلمية.

وقال بدري ان الامين العام طالب الرئيس البشير بحماية القوات الهجين العاملة بدارفور وجنوب السودان، وبالمقابل طالبه البشير بالعمل على استرداد المعدات التابعة لتلك القوات والتي استولى عليها مسلحون، ووصف ذلك بالتصعيد الخطير للمسلحين، وقال للامين العام انهم اذا لم يستردوا هذه المعدات فإن السودان سيأخذ المبادرة بنفسه لاستردادها. وحسب بدري فان الرئيس البشير أكد للأمين العام بأن أي تصعيد سيؤثر سلباً على المنطقة بأسرها وعلى عملية السلام والديمقراطية والتنمية بالسودان وسيزيد من معاناة المواطنين في تلك المنطقة.

في غضون ذلك، ادان مجلس الوزراء تحركات المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان. وشدد المجلس في بيان والذي تلاه للصحافيين الزهاوي إبراهيم مالك وزير الإعلام والاتصالات الناطق الرسمي باسم الحكومة عقب الجلسة الإستثنائية للمجلس امس على قدرة الحكومة على الحفاظ على سيادة البلاد وعزة أهلها، مؤكدا مضي السودان حكومة وشعبا حتى يعم السلام ارجاء البلاد وتجري الإنتخابات في مواعيدها مع تمسك الحكومة بجميع الإتفاقات الدولية والمواثيق مع جميع الأطراف في الداخل والخارج. ودعا المجلس المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات الكافية لتحقيق السلام والاستقرار ووقف الكيد والابتزاز السياسي غير المسؤول.