الجنرال بيرغنر: وجودنا ليس لمهاجمة دول الجوار .. وعلى طهران أن تلتزم بوعودها لبغداد

مسؤول العلاقات في القوات الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: سندعم العراق ضد أية تهديدات بصرف النظر عن مصدرها

الجنرال بيرغنر أثناء حديثه لـ«الشرق الاوسط»
TT

اعلن مسؤول رفيع في القوات متعددة الجنسيات عن انسحاب اللواء الخامس من قوات مشاة البحرية (المارينز) من العراق، مشيرا الى ان هناك اربعة ألوية تم سحبها، وهي اربعة الوية مارينز ووحدة تسريعية تابعة لها ايضا، وأن هذه القوات وصلت الى الاراضي الاميركية. وقال ان وجود القوات الاميركية في العراق ليس للهجوم على دول مجاورة، بل لدعم العراق.

واوضح الجنرال كيفن بيرغنر، المتحدث الرسمي ومسؤول العلاقات العامة والاستراتيجية للقوات المتعددة الجنسيات في العراق ان «جدولة انسحاب او بقاء القوات الاميركية في العراق يعتمد على نتيجة المباحثات بين الحكومتين العراقية والاميركية فيما يتعلق بالاتفاقية المزمع توقيعها بين الطرفين».

واضاف الجنرال بيرغنر في حديث خص به «الشرق الاوسط»، قبيل انتهاء مهامه في العراق والانتقال الى منصبه الجديد مدير دائرة العلاقات العامة في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ان «رايان كروكر (السفير الاميركي في بغداد) اكد احترام الادارة الاميركية لما تقرره الحكومة العراقية، وان واشنطن لا ترغب بإقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق»، مشيرا الى ان القوات الاميركية «لا تريد استخدام الاراضي العراقية كمنطلق للهجوم على اية دولة اخرى». وقال «نحن هنا ليس لاسباب هجومية، بل لغرض مساعدة العراقيين في بناء بلدهم وتحقيق نظام ديمقراطي مستقر».

وحول المفاوضات بين بغداد وواشنطن، اوضح بيرغنر قائلا: «من المثير للاهتمام اننا ننظر الى هذه المباحثات كمؤشر وكعلامة كبيرة على تحسن الوضع الامني الحاصل اليوم في العراق وهو دليل على التزام الحكومة العراقية بتحقيق الاستقرار من جهة، وعلى تسلم الملف الامني في المحافظات العراقية، من جهة ثانية»، مشيرا الى ان «القوات المتعددة الجنسيات قامت بتسليم الملف الامني الى العراقيين في تسع محافظات عراقية، وهناك محافظتان سيتم تسليم الملف الامني الى الجهات العراقية فيهما، وهذا دليل واضح على تحسن الوضع الامني في العراق».

وعن سبب مخاوف ايران من عقد الاتفاقية الامنية بين العراق واميركا، قال بيرغنر: «هذا سؤال يجب ان يوجه الى الحكومة الايرانية، نحن هنا لمساعدة العراقيين، ونعمل مع الحكومة العراقية لتحسين اوضاع البلد، ولدينا علاقات وثيقة مع حكومة بغداد والقوات الامنية العراقية، والجميع يلاحظ ان الحكومة العراقية غالبا ما تطمئن ايران بان هذه الاتفاقية لا تستهدفها ولن يقع اي هجوم عليها انطلاقا من الاراضي العراقية. كما انه ليس هناك اي فقرة في الاتفاقية تتحدث عن قيام قواتنا بعمليات عسكرية ضد اي بلد من العراق». مشددا على ان «حكومة الولايات المتحدة الاميركية تقدر شجاعة الحكومة العراقية في تنفيذ برامجها والتصدي للتدخلات الخارجية، ونحن سنبقى ندعم العراق ضد اية تهديدات بغض النظر عن مصدر هذه التهديدات». وقال بيرغر «اكرر ان مهمتنا في العراق هي لدعم الحكومة العراقية والشعب العراقي وتوفير الامن في البلد، وتركيزنا فقط على ما يحدث هنا وليس لمهمات الهجوم على الاخرين، وان على ايران ان تلتزم اكثر بوعودها التي قطعتها للعراقيين».

وعن التدخل الايراني في الشؤون الداخلية العراقية، خاصة النفوذ الايراني في البصرة والعمارة، قال بيرغنر، ان «العراق وايران دولتان متجاورتان وتشتركان بخط حدودي طويل، والمعروف ان محافظتي البصرة والعمارة قريبتان من الحدود العراقية الايرانية، ولمحاربة نفوذ اي دولة خارجية ومحاربة الارهاب والخارجين عن القانون فان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قام بعملية عسكرية في البصرة (صولة الفرسان)، وفي العمارة (بشائر السلام) وقد تم القبض على العديد من المجرمين والسيطرة على كميات كبيرة من الاسلحة هناك».

وعن وجود القوات الاميركية في شوارع بغداد وغيرها، قال بيرغنر «قبل 14 شهرا كان الموقف الامني سيئ ومحرج، وكان هناك الكثير من الصراع الطائفي والاقتتال والخسائر، وحتى نحقق الأمن للعراقيين كان لا بد من وجود قواتنا بينهم وفي الاحياء السكنية في المناطق القلقة او الساخنة، وهذا يعني ان تعيش قواتنا بين العراقيين، وهذا تضمن زيادة في عدد قواتنا والقوات العراقية، وهكذا وفرنا الأمن داخل بغداد وفي الحزام المحيط للعاصمة، ومن اجل ذلك زدنا من اعداد القوات المتعددة الجنسيات من 15 لواء الى 20 لواء، كما قمنا بزيادة العمليات الهجومية ضد مواقع الارهابيين والقضاء على مجاميعهم، وهذا ما ساعدنا على حماية المواطنين».

وعن خطة الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية في العراق، القاضية بتقليص اعداد القوات الاميركية، اوضح الجنرال بيرغنر «نقوم الان بتقليص عدد القوات الاميركية في العراق من 20 لواء الى 15 لواء، على ان يتم تنفيذ هذه الخطة حتى نهاية الشهر الحالي، والجنرال بترايوس بنى هذه الخطة على اساس التقدم والنمو الحاصل في قدرات وعدد القوات العراقية»، مشيرا الى ان «عدد المقاتلين في القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في العراق هو 172 الف مقاتل، وسيتم سحب 26 الفا منهم ليبقى 146 الف مقاتل في العراق».

واضاف بيرغنر ان «الفترة القادمة هي مرحلة تقييم الاوضاع الامنية واداء القوات العراقية ليتقرر بعد ذلك سحب المزيد من قواتنا واعادتهم الى الوطن، ومرحلة التقييم ستبدأ خلال الاسابيع المقبلة».

وعن طاقة القوات العراقية، قال بيرغنر، ان «عدد افراد القوات المسلحة العراقية هو 566 الف مقاتل عراقي، وهذا يعني ان هناك زيادة مقدارها 150 الف جندي خلال 14 شهرا»، مشيرا الى ان القوات العراقية اليوم لها قوة جوية تمتلك طائرات نقل وطائرات استطلاع وطائرات هليكوبتر، والقوات العراقية يتحسن اداؤها بصورة سريعة».