إصرار أبومازن على حوار وطني شامل ومطالبة حماس بـ«ثنائي» يعيقان المصالحة

الجبهة الديمقراطية تحذر من تداعيات الاشتراطات التعجيزية

TT

قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن احدى نقاط الخلاف الرئيسية التي تعيق الشروع في الحوار الوطني بين حركتي فتح وحماس هي الخلاف بينهما على طابع الحوار والأطراف المشاركة فيه. وأضاف المصدر انه في الوقت الذي يصر فيه الرئيس محمود عباس (أبومازن) على أن يكون الحوار الوطني «شمولياً» بحيث تشارك فيه كل الفصائل الفلسطينية، فإن حركة حماس تصر على أن جزءاً من القضايا يجب ان تناقش في اطار الحوار الثنائي بين فتح وحماس فقط. وأشار المصدر الى أن قيادات من فتح تحاول حالياً اقناع قيادتي الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين بالموافقة على عرض موقف موحد في أي حوار وطني مستقبلي مع حماس. واضاف أن التصريحات الواضحة التي أدلها بها امين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه اخيراً التي أكد فيها أن أبومازن يسعى الى تمثيل منظمة التحرير كل من «فتح» والجبهتين في أي حوار مع حماس. من ناحيته قال فوزي برهوم الناطق بلسان حماس إن حركته من حيث المبدأ لا تمانع مشاركة الفصائل الفلسطينية الأخرى في الحوار الوطني. واستدرك برهوم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن هناك قضايا خلافية بين حركتي فتح وحماس يتوجب حلها في إطار الحوار بين الحركتين فقط، حيث أنه لا يوجد خلاف بين حركته وكل من الجبهتين في الكثير من القضايا. ورفض برهوم بشدة أن يتم منح منظمة التحرير أي دور تمثيلي في أي حوار، قائلاً «كيف يتم تمثيل منظمة التحرير في الحوار والجميع يدرك أن اعادة بنائها يجب ان يكون على رأس القضايا التي يبحثها أي حوار مستقبلي». وشدد برهوم على ان حركة حماس في المقابل تصر على مشاركة جميع الفصائل في الحوار حول القضايا التي تضمنتها وثيقة الوفاق الوطني واعلان القاهرة، على اعتبار أنها قضايا تهم كل الفصائل الفلسطينية. واستهجن برهوم التخوف من حصر الحوار بين فتح وحماس في القضايا التي هي مدار خلاف بين الحركتين. واتهم برهوم أبومازن بأنه غير جدي في دعوته للحوار بعد رفضه اللقاء مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في دمشق واصداره التعليمات لوفد فتح بعدم لقاء قيادة حماس اثناء زيارته لغزة مؤخراً، الى جانب اضطرار الرئيس السنغالي بذل جهود كبيرة لاقناع وفد فتح بالجلوس حول طاولة طعام مع وفد حماس اثناء لقاءات الحوار في داكار. وكرر صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية موقف الجبهة الداعي الى الشروع الفوري في الحوار الوطني على قاعدة العمل على انهاء مظاهر الانقسام الداخلي. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» حذر زيدان من تداعيات الاشتراطات التعجيزية التي يطرحها «البعض» لجعل امكانية انطلاق الحوار الوطني امراً بالغ الصعوبة. ورفض زيدان الاتهامات الموجهة للأطراف العربية بانها غير جادة في دفع الحوار الوطني الفلسطيني، قائلاً إن الأطراف الفلسطينية هي التي ترفض الوفاء بمتطلبات نجاح الحوار. واشار الى ان اسرائيل استنفدت كل طاقتها في توظيف الانقسام الداخلي الفلسطيني عبر توسيع الاستيطان ومواصلة تنفيذ الانشطة التهويدية في القدس المحتلة بدون أن يتحرك احد لوقفها.

وتابع القول إن المواطن الفلسطيني بدلاً من ان ينتبه الى ما تقوم به اسرائيل اصبح مشغولاً بتأمين الوقود والغاز وغيرهما في ظل الحصار المفروض.