رئيسة حركة «بس» النسوية العراقية: الأحزاب السياسية لا تريد للمرأة أن تأخذ دورها

نرمين عثمان لـالشرق الأوسط»: العراقيات أول ضحايا الإرهاب والاضطهاد

نرمين عثمان («الشرق الأوسط»)
TT

في أول نشاط غير حكومي بعد تنفيذ عملية (صولة الفرسان) لفرض القانون، استضافت مدينة البصرة، جنوب العراق، مؤتمرا نسويا لمناقشة قضية العنف ضد المرأة، وذلك من خلال ورشة عمل اقامها الملتقى العراقي وحركة (بس) النسوية التي تديرها نرمين عثمان، وزيرة البيئة، بحضور ميسون الدملوجي عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية، ومسؤولة منظمة نسوية.

البصرة التي تنهض توا وتلملم انفاسها بعد ان خضعت طوال السنوات الثلاث الماضية لسيطرة الميليشيات المسلحة والاحزاب الشيعية، استقبلت نساء العراق اللواتي قدمن من كل محافظات العراق ومن اقليم كردستان العراق، حيث غابت التسميات القومية والطائفية وبرز مفهوم واحد الا وهو هموم المرأة العراقية المشتركة، سواء كانت عربية ام كردية، شيعية او سنية، مسلمة او مسيحية، اذ اتسع صدر المدينة التي عرفت بطيبة اهلها الاصليين، واتسع كذلك شط العرب لمناقشة قضية تعاني منها المرأة العراقية في كل مكان، الا وهي تعرضها للاضطهاد.

تصف عثمان حركة (بس) النسوية، ووزيرة المرأة بالوكالة، قائلة «هدف هذه الحركة هو اشراك المرأة العراقية في عملية بناء السلام بحيث يكون لها دور مؤثر في القضايا الوطنية واشراكها في كل المسائل التي تعنى ببناء السلام»، مشيرة الى ان «المرأة العراقية هي اول ضحايا الارهاب والاضطهاد بينما هي غائبة عن طاولات الحوار والمفاوضات التي تجرى بين اطراف النزاع التي هي ضحيته».

وقالت عثمان لـ«الشرق الأوسط» في البصرة، ان هذه الندوة تقام بالمشاركة مع الملتقى العراقي الذي يترأسه الدكتور برهم صالح، بينما تتولى هي(عثمان) مسؤولية نائب الرئيس. واضافت عثمان قائلة، ان «الملتقى العراقي يعمل، كمنظمة غير حكومية، على تعزيز الحوار الوطني والتواصل الثقافي على قاعدة الثوابت المشتركة لدعم تطلعات الشعب العراقي في الحرية والسلم الاجتماعي ونبذ العنف من خلال برامجه وجهوده المدنية»، مؤكدة دور الاعلام الحر كشريك استراتيجي وداعية الى التحالف وتكثيف الجهود مع المنظمات الشقيقة التي تسعى الى الاهداف ذاتها، مثلما هذه الندوة التي تقام بالاشتراك مع حركة(بس)، مشيرة الى ان الملتقى العراقي منظمة لكل العراقيين المؤمنين بنهج التواصل والاعتدال والوسطية وتعزيز روح المواطنة وتكافؤ الفرص. وتهتم منظمة الملتقى العراقي بقضايا عدة تهم المرأة والشباب في العراق واعضائها من كافة الاطياف الاجتماعية والدينية وترعى مشاريع كثيرة من ضمنها مشروع واعدون الذي يوفر للطلبة المتفوقين زمالات دراسية جامعية ويرعى الطاقات الشبابية المبدعة.

وعن سبب عقد هذه الندوة في مدينة البصرة، قالت وزيرة البيئة والمرأة «لقد اردنا ان نحيي هذه المدينة التي تحملت الكثير من الاضطهاد وعلى مر العصور، كما ان المرأة العراقية في البصرة تعرضت للكثير من الاضطهاد كون هذه المدينة تمثل بؤرة النزاعات السياسية، وقد تعرضت النساء هنا للقتل المنظم من قبل بعض الجماعات المتطرفة»، منوهة الى ان «المرأة العراقية، سواء في البصرة او باقي محافظات العراق وفي اقليم كردستان ضحية العلاقات والعادات العشائرية والخلافات السياسية، لا سيما انه لا توجد احصائيات دقيقة عن اعداد النساء اللواتي يتعرضن للاضطهاد والقتل»، مشيرة الى ان «مثل هذه الندوات اقيمت في الانبار وبغداد واربيل والسليمانية، ونحن نحاول الوصول الى العائلات العراقية لرصد حالات الاضطهاد التي تتعرض لها المرأة ومعالجتها عمليا من خلال اقامة ورشات العمل والمحاضرات وتقديم برامج تلفزيونية واذاعية لتوعية المرأة بدورها الاجتماعي، وقد نشطت فضائية الحرية في بغداد بمناقشة موضوع اضطهاد المرأة بجرأة، وذلك من خلال برنامجي (ونطقت شهرزاد) و(كشف المستور) اللذين تعدهما وتقدمهما الدكتورة فيروز حاتم، اذ تمت مناقشة مشكلة الدعارة من قبل اخصائيين، ذلك ان هذه المشكلة تعد واحدة من اخطر الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، وما يزيد من مشكلة اضطهاد المرأة هو ان غالبية الاحزاب السياسية هدفها ألا تأخذ المرأة دورها الطبيعي».

وقالت عثمان «باعتباري كوزيرة للمرأة، بالوكالة، فقد طالبت ببناء ملاجئ في جميع المحافظات العراقية لاستقبال النساء اللواتي يتعرضن للاضطهاد وحصلنا على موافقة من الحكومة الا ان الاشكال الان هو من يدير هذه الملاجئ، هل هي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ام الداخلية ام العدل». واشارت وزيرة البيئة والمرأة الى ان «هناك مئات المنظمات النسائية المدرجة ضمن منظمات المجتمع المدني واكثرها نشاطا هي (شبكة النساء) التي تضم 80 منظمة نسوية تترأسها هناء أدور».