إسرائيل تشترط نقل الأسرى المحررين إلى مطار بيروت للحؤول دون احتفاء حزب الله بالصفقة على حدودها

تل أبيب تتحسب لانتقام حزب الله لمقتل مغنية وتعلن حالة تأهب

عدد من ذوي الأسرى اللبنانيين في اسرائيل تجمعوا امس قبالة مقر الصليب الاحمر الدولي في بيروت حاملين صور أبنائهم وأقاربهم المنتظر ان تفرج اسرائيل عنهم غداً (أ ف ب)
TT

مع اقتراب تطبيق صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، أعلنت قيادة اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي حالة تأهب على الحدود مع لبنان استعدادا لمرحلة ما بعد صفقة تبادل الأسرى. جاء هذا الإعلان في الوقت الذي هاجم فيه وزير الدفاع الاسرائيلي، إيهود باراك، قرار مجلس الأمن 1701، الذي ـ حسب قوله ـ «لم ينفذ ولا ينفذ وكما يبدو لن ينفذ في المستقبل أيضا. انه فاشل. فاشل في تحقيق تغيير باتجاه السلام وفاشل في إلزام لبنان بتنفيذ حصته من القرار، وهي تجريد حزب الله من السلاح، فحزب الله يحظى بمساعدات سورية سخية ويعزز بذلك قوته بشكل كبير».

ولكن أوساطا عسكرية قالت ان التأهب ناجم عن معلومات مصدرها لبنان تقول ان حزب الله سيتفرغ، بعد تطبيق الصفقة، لتنفيذ عملية انتقام لاغتيال قائد قواته العسكرية، عماد مغنية.

من جهة ثانية تواصل مصلحة السجون الإسرائيلية استعدادتها لتنفيذ الصفقة، رغم الجهود المبذولة لتعطيلها، فقد نقلت الأسرى اللبنانيين الأربعة المنوي إطلاق سراحهم، ماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وخضر زيدان، من معتقلهم في بيت ليد الى السجن المحتجز فيه الأسير سمير قنطار، في تلموند، وقد أجريت لهم فحوصات طبية، أمس، بحضور مندوب الصليب الأحمر، الذي انفرد بهم لنصف ساعة وأخبرهم عن برنامج اطلاق سراحهم.

وحسب معلومات إسرائيلية ستنفذ الصفقة غدا، إذا أقرت بشكل نهائي خلال جلسة الحكومة، وستنفذ عن طريق معبر الحدود الدولية مع لبنان في رأس الناقورة، حيث سيتسلم حزب الله أولا رفات حوالي 200 لبناني وفلسطيني وتتسلم إسرائيل بقايا أشلاء بعض جنودها من الحرب الأخيرة، ثم يتسلم حزب الله الأسرى الخمسة (قنطار ورفاقه)، وتتسلم إسرائيل الأسيرين الداد ريغف وايهود غولدفاسر.

وتجاوبا مع الرغبة الاسرائيلية في أن لا تقام احتفالات لبنانية على حدودها بتحرير الأسرى الخمسة، تقرر أن ينقل الأسرى بطائرة مروحية تابعة للجيش اللبناني من مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة الى مطار بيروت الدولي. وبالمقابل فإن إسرائيل لن تجري أية احتفالات أو طقوس بعودة الأسيرين. وقد فسر مسؤول اسرائيلي هذا الترتيب بالقول: «على العالم أن يشاهد كيف يسود الحزن إسرائيل وهي تتسلم أبناءها الجنود وكيف يحتفي حزب الله بـ«الإرهابي» سمير قنطار، الذي كان قد خطف طفلة يهودية عمرها أربع سنوات وقتلها بيديه بضرب رأسها بكعب المسدس، ويجعل من حريته انتصارا للإرهاب». ويذكر ان الجهود لتعطيل الصفقة لم تنته بعد في اسرائيل، إذ ينوي ذوو الشرطي الياهو شاحر، الذي قتله سمير قنطار قبل 29 عاما، التوجه الى محكمة العدل العليا لطلب إبطالها بدعوى ان قنطار يجب أن يبقى في الأسر. وقد بدأوا في اجراء لقاءات مع الوزراء في الحكومة الإسرائيلية لإقناعهم بالتصويت ضد الصفقة في جلسة الحكومة اليوم. وكان من المفترض ان تعقد جلسة عاجلة بين رؤساء أجهزة المخابرات الاسرائيلية وبين رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، قبيل منتصف الليل، لدى عودته من باريس، لإبلاغه انهم حتى الآن يرون ان الصفقة سيئة وانه يجب تأجيلها الى حين يقدم حزب الله معلومات إضافية عن رون أراد، أو على الأقل يسلم اسرائيل بقية الصفحات من دفتر مذكراته. وفي جلسة الحكومة الإسرائيلية المقرر عقدها اليوم سيبحث مجددا موضوع الصفقة، حيث سيطرح رؤساء المخابرات موقفهم ويطرح رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش موقفهم المضاد، بتأييد تنفيذ الصفقة. ويقدر المراقبون أن تقر الحكومة هذه الصفقة لتخرج الى حيز التنفيذ غدا، رغم كل الاعتراضات.