الاستعدادات لاستقبال الأسرى المحررين اكتملت والجنوب تحوَّل إلى غابة أعلام ولافتات وصور

TT

اكتملت الاستعدادات لاستقبال الاسرى المحررين ورفات المقاومين في الجنوب. وارتدت القرى والبلدات الجنوبية قبل يوم من تنفيذ عملية التبادل بين «حزب الله» واسرائيل اللون الاصفر (لون حزب الله) رايات وأقواس نصر وأعلاماً على طول الطريق الساحلية من مدينة صيدا وحتى بلدة الناقورة الحدودية التي سيشهد معبرها عملية التسلم والتسليم. وعلى مقربة من المعبر الذي يخضع والمنطقة بأكملها لاشراف الجيش اللبناني والقوات الدولية، وفي ارض مفتوحة اشبه بملعب لكرة القدم، كان فتية وشبان «حزب الله» في ورشة شاقة لترتيب المكان الذي اعد لاستقبال أولي للاسرى والرفات، اذ راحوا يثبتون المنصات الخشبية التي سيقف عليها عميد الاسرى سمير القنطار وأربعة من عناصر حزب الله الى جانب نعوش تحتوي رفات المقاومين.

واشار «حزب الله» الى ان الاستقبال في الناقورة سيقتصر على اهالي الاسرى والقيادات السياسية والحزبية وعائلات الشهداء اي انه سيكون بمثابة استقبال رمزي. ويرجح ان تتولى مروحية نقل القنطار ورفاقه من الناقورة الى بيروت حيث الاستقبال المركزي. وستنظم للرفات استقبالات لدى مرورها براً في القرى والبلدات الساحلية وصولاً الى بيروت حيث جهز «حزب الله» شاحنات مكشوفة ستحمل النعوش. وكانت معلومات تحدثت عن احتمال ان ينقل القنطار ورفاقه الى بيروت براً حيث ستقام له استقبالات شعبية على طول الطريق.

في الطريق الى الناقورة وعند رأس البياضة وقبلها القليلة، ما زالت آثار حرب يوليو (تموز) 2006 بادية. ثمة مبان ومنازل مهدمة ينصرف العمال الى اعادة بنائها وازالة الركام.

فرق «حزب الله» تعمل بشكل متواصل. «عندنا نقص في صور السيد والرضوان (يقصد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والقيادي في الحزب عماد مغنية) وبدنا نجهزها كيف ما كان» يقول احد شبان الحزب. بينما تستخدم زينب موظفة المطبعة كل التقنيات وبرامج «الفوتو ـ شوب» لانتاج آلاف الصور للاسرى العائدين ولبعض الشهداء المعروفين، كدلال المغربي. تتقن زينب عملها في استخدام الصور الرقمية (الديجيتال). وهي راحت عبر هذه التقنية تطبع صوراً للاسير سمير القنطار بعدما ألبسته زياً قتالياً. تواصل زينب عملها لترسل دفعات من الصور واللافتات الى القرى والبلدات الجنوبية.

كذلك وفي اطار التحضيرات، ستقوم فرق من الانضباط التابع لحزب الله بنشر مئات العناصر على طول الخط الساحلي خلال مرور النعوش التي ستحمل الرفات والجثث. ويشار الى ان «حزب الله» رفع لافتات ورايات برتقالية اللون كتأكيد على تحالفه مع «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون. كما نشر رايات خضراء، وهو اللون الذي تعتمده حركة «امل» بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري وقوى اسلامية سنية قريبة من الحزب، وحمراء وهو لون قوى اليسار خصوصاً الحزب الشيوعي اللبناني الذي تعود اليه رفات مقاتلين كانوا سقطوا في مواجهات مع الاسرائيليين قبل العام 1990 ومنها رفات المقاتلين الشيوعيين الذين نفذوا عملية تفجير اذاعة ميليشيا انطوان لحد التي كانت تتعامل مع الاسرائيليين خلال احتلالهم الجنوب. وفي اماكن عديدة رفع الحزب الاعلام الفلسطينية بكثافة.

ويشير مسؤول في «حزب الله» الى ان الحزب صادق وجاد في تحويل يوم عودة الاسرى والجثامين الى يوم وطني، بعيداً عن الانقسامات السياسية اللبنانية. ويقول ان يوم الاربعاء «سيشكل بداية لمصالحة مع اشد الخصوم السياسيين في لبنان».