الأسد يعلن توسطه في الملف النووي الإيراني.. وسولانا يلتقي جليلي 19 يوليو في جنيف

الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» : المباحثات لفهم الرد الإيراني على سلة الحوافز * كرزاي يعارض استخدام أفغانستان لأي هجوم ضد طهران

رياضية ايرانية ضمن اول 3 رياضيات يشاركن لاول مرة في اولمبياد بكين (ا ف ب)
TT

قال الرئيس السوري بشار الاسد ان شن هجوم عسكري على ايران بسبب برنامجها النووي سيكون له عواقب خطيرة على الولايات المتحدة واسرائيل والعالم. الى ذلك وفيما نقلت وكالة انباء الجمهورية الايرانية (أرنا) عن مسؤول بارز بوزارة الدفاع الإيرانية أمس قوله ان التجارب الصاروخية التي أجرتها ايران الاسبوع الماضي «ستقوي موقفها» في المباحثات النووية المرتقبة مع دول «5 + 1»، قال مكتب منسق الشؤون الامنية والسياسية الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لـ«الشرق الأوسط» إن سولانا سيجري محادثات مع مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي يوم السبت المقبل في جنيف حول الرد الإيراني على سلة الحوافز الغربية الذي قدم لطهران منتصف يونيو (حزيران) الماضي. وحول احتمالات الهجوم على إيران، قال الاسد أمس في مقابلة مع اذاعة «فرانس انتير» إن مثل هذا الهجوم سيكلف الولايات المتحدة والعالم غاليا، مضيفا أنه سيؤثر ان حدث على اسرائيل. وتابع أن اسرائيل ستدفع ثمن هذه الحرب بشكل مباشر لان هذا ما قالته ايران. ومضى قائلا «إن المشكلة لا تكمن في الفعل، ورد الفعل بل في انه حين يبدأ طرف مثل هذا العمل في منطقة الشرق الاوسط لا يمكنه التحكم في ردود الفعل التي يمكن ان تمتد لسنوات، بل لعقود».

وأضاف الاسد أن المنطق يملي الا يحدث هجوم على ايران بسبب التداعيات الخطيرة لذلك، ولكنه اوضح أن الادارة الاميركية الحالية لا تتفق مع هذا المنطق بالضرورة. وذكر أن الادارة الاميركية الحالية مبدأها شن الحرب وهي لا تتفهم منطق سورية ومنطق معظم الدول الاوروبية ومعظم دول العالم. وقال الرئيس السوري بأنه سيستجيب لطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ويستغل علاقاته الطيبة مع ايران للمساعدة في تسوية المواجهة النووية مع الغرب. وذكر انه سيجري محادثات مع اصدقائه الايرانيين للوصول للب القضية وتفاصيلها، موضحا انها المرة الاولى التي يطلب فيها من سورية ان تضطلع بدور في المسألة.

وكان مستشار للمرشد الاعلى لإيران آية الله على خامنئي قد قال لـ«الشرق الأوسط» ان طهران لا تحتاج الى وساطات بينها وبين الغرب حول ملفها النووي. وأوضح حسين شريعتمداري في اتصال هاتفي من لندن: «هناك بالفعل مواعيد للقاء بين سولانا وجليلي. نحن نتحدث مباشرة مع الغرب، ونخبرهم بما نريده مباشرة.. نحن نعلن مواقفنا بأنفسنا، لدينا متحدثون باسم إيران، لكن إذا أراد الأسد، ان يكرر مواقف إيران المعروفة، فلا مانع». وتابع: «لا ادري ما المقصود بوساطة سورية. هل يريدون أن تحضر سورية اللقاء (بين سولانا وجليلي)؟ أعتقد أن ساركوزي طلب من الأسد أن يبلغنا بمطلب وقف التخصيب. ونحن موقفنا واضح من هذه القضية، لن نقبل بوقف التخصيب». الى ذلك أكد مكتب سولانا لـ»الشرق الأوسط» ان اللقاء المرتقب بين سولانا وجليلي قرر ان يعقد في جنيف يوم 19 يوليو (تموز) الجاري، مشيرا الى ان «هدف الاجتماع هو اجراء مباحثات مع المفاوضين الايرانيين بعد الرد الإيراني للعرض الذي قدمه السيد سولانا لطهران. وهدف الاجتماع هو توضيح الرد الإيراني، ومعرفة ما إذا كانت إيران راغبة من التفاوض. ومعرفة ما إذا كانت الارضية ممهدة للتقدم في المفاوضات». ويأتي ذلك فيما قال مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» ان اجتماع سولانا وجليلي الهدف منه هو «توضيح النقاط الغامضة» في الرد الإيراني على سلة الحوافز الغربية. وأوضح المسؤول الذي لا يستطيع الكشف عن هويته ان الجانب الغربي يريد ان يستوضح ما إذا للمباحثات ان تمضي قدما، وما إذا كانت طهران ستوافق خلال المناقشات على فكرة تجميد تخصيب اليورانيوم، وهو المطلب الأساسي للدول الغربية.

وحول ما إذا كانت دول 5 زائد واحد قد توافق على فكرة طرحتها إيران سابقا ومفادها بدء مفاوضات موسعة اولا بين طهران والمجتمع الدولي، على أن تقوم إيران خلال المباحثات بوقف التخصيب، قال المسؤول البريطاني: «من الصعب على ان أحدد هذا. هذا يعتمد على ماذا ينوي الإيرانيون فعله. لا نعرف ما إذا كانوا سيقومون مثلا بوقف عمل آلات الطرد المركزي كجزء من اي خطوات قبل بدء المفاوضات، يجب ان ننتظر لنرى ماذا سيفعلون. وهذا تحديدا ما يريد السيد سولانا معرفته من الإيرانيين». الى ذلك نقلت (ارنا) عن مسؤول بارز بوزارة الدفاع الإيرانية قوله امس ان التجارب الصاروخية التي أجرتها ايران الاسبوع الماضي ستقوي موقفها في الجهود الدبلوماسية لحسم المواجهة القائمة بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه. ونقلت الوكالة عن نصر الله عزتي نائب وزير الدفاع الايراني قوله «المناورات ساعدت الجمهورية الاسلامية على الذهاب الى المفاوضات ويدها مليئة بالاوراق». وأدلى عزتي وهو بريجادير جنرال مسؤول عن تنسيق عمليات النقل والامداد في القوات المسلحة الايرانية بهذا التصريح. وتأتي تصريحات عزتي قبل أيام من بدء مباحثات جديدة بين طهران ودول 5 زائد واحد حول الرد الإيراني على سلة الحوافز الغربية التي عرضت عليها، والتي تتضمن مزايا اقتصادية وسياسية وأمنية، مقابل وقف طهران تخصيب اليورانيوم، لكن طهران لم تبد اي بادرة على انها قبلت التجميد. وقال عزتي «في الجدال النووي زعم الطرف الاخر انه على ايران أن تقبل اولا تعليق التخصيب حتى تكون هناك امكانية للتفاوض.. لكن أمام المقاومة الايرانية كان على الطرف الاخر في نهاية المطاف ان يرضخ لرغبة ايران». وعلى صعيد ذي صلة، قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي ان بلاده تعارض استخدام الولايات المتحدة لاراضيها في شن هجوم محتمل على ايران المجاورة. وقال كرزاي لاذاعة «ليبرتي» الفرنسية عندما سئل عن التداعيات المحتملة لنشوب صراع بين ايران والولايات المتحدة «نحن نعي المخاطر». وتابع: «يجب ألا تصبح أفغانستان ساحة صراع لخلافات أي دولة... أفغانستان لا تريد أن تستخدم أراضيها ضد أي دولة وهي تريد أن تكون صديقة لايران كدولة مجاورة تربطهما نفس اللغة والدين». وقال كرزاي ان حكومته التي تولت السلطة بعد أن أطاحت قوات بقيادة أميركية بحركة طالبان عام 2001 سهلت المحادثات بين طهران وواشنطن ولعبت أيضا دور الرسول بينهما من قبل. ولم تستبعد واشنطن التي لديها نحو 32 ألف جندي في أفغانستان وهي أكبر جهة مانحة لكابول استخدام القوة العسكرية ضد ايران.

الى ذلك وبعد نحو 48 ساعة من اعلان شركة «توتال» الفرنسية للنفط أنها لن تستثمر في حقول غاز إيرانية بسبب «المخاطر السياسية»، وقعت مجموعة «غازبروم» الروسية مع ايران اتفاقا يقضي بان تقوم الشركة الروسية العملاقة بمساعدة طهران على تطوير حقولها من النفط والغاز. وكان لافتا ان المباحثات والتوقيع بين طهران وموسكو حدث بسرعة كبيرة.