الجزائر: الإفراج المؤقت عن عائدين من سجن غوانتانامو في انتظار محاكمتهما

أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: عاملونا جيدا في معتقل كوبا

الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة وحديث مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لدى وصولها الى العاصمة الجزائر في زيارة تستمر يومين ذكر مسؤولون محليون أنها ستركز على زيادة امدادات الغاز إلى المانيا (رويترز)
TT

أفرجت السلطات الجزائرية عن معتقلين عائدين حديثا من سجن غوانتانامو، ووضعتهما تحت الرقابة القضائية تمهيدا لمحاكمتهما حيث وجه لهما قاضي التحقيق بمحكمة الجزائر العاصمة، تهمة «الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج».

وعاد هواري عبد الرحمن ومصطفى حمليلي، أمس، إلى عائلتيهما بالجزائر العاصمة وبشار (800 كلم جنوب العاصمة)، بعد غياب دام 9 سنوات بالنسبة للأول و22 سنة بالنسبة للثاني. ويعد الشخصان أول دفعة من معتقلي غوانتانامو تستفيد من الافراج. ويبلغ عدد السجناء الجزائريين بالمعتقل 27.

والتقت «الشرق الاوسط» بهواري، واسمه الحقيقي سفيان حدرباش (28 سنة)، في بيته حيث بدا متعبا نفسيا وظل يردد: «لقد عاملونا معاملة جيدة هناك (المعتقل) أما هنا (الجزائر) فكانت كل الاجراءات القانونية سليمة»، يقصد أن التحقيق الذي خضع له كان مطابقا للقانون.

وتدخلت شقيقة سفيان لتمنعه من الاسترسال في الحديث، وقالت: «أرجوكم أتركوه إنه متعب، زيادة على أنكم قطعتم غذاءه». وحول سؤال يتعلق بالمكان الذي اقتيد منه إلى معتقل خليج غوانتانامو، قال سفيان: «لقد أخذوني من باكستان». وأغلقت شقيقة سفيان الباب داعية إياه إكمال غذائه.

وظهر على جبهة سفيان جرح عميق وفي خده الأيمن خدوش عميقة أيضا. وقد أصيب في 2001 بجروح خطيرة في رأسه أثناء قصف جوي للقوات الاميركية على كابل، التي أقام فيها مدة قصيرة. ونقل إلى المستشفى بإسلام اباد حيث خضع لعملية جراحية.

أما مصطفى حمليلي، 56 سنة، فقد توجه إلى بيت والديه في بشار وأكد أفراد من الأسرة أنه وصل في آخر النهار، فيما كانت شقيقته التي سعت للتعريف به في وسائل الاعلام تنتظره في مدينة سعيدة (500 كلم غرب العاصمة).

وقال مصدر مطلع إن قاضي التحقيق وجه له تهمة «الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج»، وذكر أن المتهمين نفيا أي علاقة لهما بأي تنظيم مسلح في باكستان، حيث اعتقلتهما السلطات الباكستانية على خلفية أحداث 11 ديسمبر، وسلمتهما للقوات الاميركية وتم ترحيلهما في 2002 إلى معتقل غوانتانامو.

وتذكر شقيقة حمليلي أنه غادر بلدة بشار في 1986 إلى موريتانيا بحثا عن عمل، ومنها إلى الخليج. وفي 1988 سافر إلى باكستان وانضم لأحد مراكز الغوث الانساني. وتقول تحريات الأمن الجزائري نقلا عن المحققين الاميركيين إنه تدرب على السلاح في أفغانستان. وذكر مصطفى في آخر رسائله إلى شقيقته انه يريد الاستقرار في الجزائر، وناشد السلطات إحضار زوجته الباكستانية وأولاده الثلاثة من باكستان.

وغادر سفيان أو «هواري»، الجزائر في 1999 متوجها إلى فرنسا بحثا عن عمل. وتنقل بوثائق مزورة إلى بريطانيا حيث تعرف على باكستانيين في أحد مساجد لندن، نصحوه بالسفر إلى بيشاور طلبا للعلم الشرعي، وفعل ذلك ثم تنقل إلى أفغانستان التي بقي فيها فترة قصيرة. ويقول المحققون الاميركيون إنه تدرب على السلاح أيضا.

يشار إلى أن القضاء الجزائري حاكم ثلاثة من المرحلين من باكستان، فأدان أحدهم بخمس سنوات سجنا وآخر بثلاث سنوات سجنا، فيما استفاد الثالث من البراءة.