القوات العراقية تتسلم مهام الأمن في الديوانية.. ولا موعد لتسليمها في الأنبار

بغداد تتطلع إلى تولي السلطة الأمنية في كافة محافظات البلاد قبل نهاية العام

رجال شرطة عراقيون يؤدون التحية أثناء حفل تسلم السلطة الأمنية من القوات المتعددة الجنسية في الديوانية أمس (رويترز)
TT

تسلمت القوات العراقية الملف الأمني في محافظة الديوانية من القوات المتعددة الجنسية، خلال احتفال رسمي شارك فيه مسؤولون حكوميون وممثل عن الجانب الاميركي. ويعتبر نقل السلطات الامنية في الديوانية خطوة جديدة في اتجاه تولي الحكومة العراقية السلطة الامنية في كافة انحاء البلاد، وهو هدف تعمل الحكومة العراقية على تحقيقه قبل نهاية العام الحالي.

واصبحت الديوانية، وكانت تسمى القادسية، المحافظة العاشرة من محافظات العراق الـ18 التي تتسلم المهمات الامنية من قوات التحالف، بعد المحافظات الكردية الثلاث في اقليم كردستان شمال البلاد، وست محافظات في جنوب العراق، هي ذي قار وميسان والمثنى والبصرة وكربلاء والنجف.

وعزف النشيد الوطني العراقي في مستهل الاحتفال، الذي حضره مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي، ممثلا رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال الربيعي في كلمته: «نطمح الى ان نصل الى المحافظة الـ18 قبل نهاية هذا العام»، في اشارة الى السعي لتسلم المهمات الامنية في جميع المحافظات العراقية وعددها 18. وأضاف: «سوف تكون جميع المحافظات العراقية تحت سيطرة السلطات الامنية العراقية قبل نهاية هذا العام وبداية السنة القادمة ان شاء الله». ويذكر ان تفويض بقاء القوات المتعددة الجنسية في العراق من مجلس الأمن ينتهي نهاية العام الحالي، وتعمل بغداد وواشنطن على التوصل الى مذكرة تفاهم ثنائية لبقاء القوات الاميركية في البلاد.

ومن جهتها، تتحفظ القوات الاميركية عن الحديث عن نقل كامل السلطات الامنية للعراقيين في جميع المحافظات. وقال ناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في بغداد الرائد فيشر، ان «تحديد موعد نقل السلطة (الى العراقيين) في المحافظات العراقية الثماني المتبقية يعود للحكومة العراقية». ولكن كانت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) قد قالت في تقرير ربع سنوي ان القوات العراقية يمكنها ان تتمتع «باكتفاء ذاتي تقريبا بنهاية عام 2008».

ووجه الربيعي الشكر «للقوات المتعددة الجنسية لاسهامها في الاستقرار والامن في هذه المحافظة». وخاطب الربيعي اهالي الديوانية قائلاً: «لقد حان الوقت الان لابناء الاقليم لطي صفحة الأمن وبدء صفحة جديدة من اعادة البناء، من اجل ايجاد وظائف جديدة وجعل المحافظة اكثر ازدهارا بين جميع المقاطعات الاخرى».

وقال ممثل القوات الاميركية اللفتنانت جنرال لويد اوستن، في كلمة القاها أمس اثناء حفل تسليم السلطة: «الاحتفال اليوم ليس لتسلم الملف الامني فقط، بل للاحتفال بتقدم اداء مجلس المحافظة والحكومة المحلية وقدرتهما على العمل معا». واكد ان تسليم الملف الامني للقوات العراقية هو ثمرة جهود جبارة للقوات الامنية العراقية. واوضح ان القوات المتعددة الجنسية ستواصل دعم المحافظة ودعم القوات العراقية في حربها ضد اعداء العراق.

وعلى الرغم من نقل السلطة الامنية الى العراقيين، مازالت هناك قوات اجنبية في المحافظة. وقال الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية في العراق الرائد فيشر: «هناك حوالى 1200 جندي في منطقة وحدة القوات المتعددة الجنسية الوسطى الجنوبية، وهذه منطقة تتضمن القادسية». وأضاف لـ«الشرق الاوسط»: «لا توجد خطط متعلقة بمستوى القوات مرتبطة مباشرة مع نقل السلطات الامنية»، موضحاً ان «القوات المتعددة الجنسية ستنتقل الى مراقبة، وبعيداً عن المراكز ذات الكثافة السكانية، وسنواصل تقييم قابليتنا الاجمالية على خفض عدد قوات التحالف». وحضر الاحتفال في الديوانية ايضا نائب رئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية ومحافظ الديوانية حامد الخضري، اضافة الى قادة عسكريين عراقيين ومسؤولين محليين. وقال العطية: «المناسبة اليوم تمثل صفحة مشرقة في سلسلة النجاحات التي تشير الى استكمال مهارات وقدرات القوات العراقية». واضاف لا بد من ان نواصل طريق تسلم الملفات الامنية.

من جانبه، قال الخضري في كلمته ان «احتفال اليوم يعتبر خطوة مهمة في طريق تحقيق السيادة الكاملة على كل شبر من ارض العراق».

وخاطب الخضري قوات الامن في محافظته ان «أمن المحافظة ورجالها ونساءها واعراضها امانة في اعناقكم. عليكم مواصلة الجهد.. والتدريب والتحلي بالدقة واليقظة والحذر وتجنب الغفلة».

وهدفت العملية الى اعادة سلطة المسؤولين المحليين على الديوانية المدينة ذات الغالبية الشيعية التي يسكنها نحو مليون نسمة. وعرضت قوات الأمن العراقية امام الحضور فعاليات للتدريبات، قامت بها عناصر الامن. وكانت الديوانية تخضع لسيطرة القوات الاميركية والبولندية منذ اجتياح العراق في مارس (اذار) 2003. وشهدت هذه المحافظة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 مواجهات بين القوات العراقية وميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر. وانتهت بعملية عسكرية اميركية عراقية مشتركة اطلق عليها اسم «وثبة الاسد».

ويذكر انه كان من المتوقع نقل السلطات الامنية الى العراقيين في محافظة الانبار الشهر الماضي. وبينما قالت السلطات العراقية ان الطقس السيئ ادى الى تأخير المراسم، بعد نشوب عاصفة ترابية، الا ان موعد تسليم السلطات في اول محافظة ذات غالبية سنية لم يحدد بعد. وقال رئيس مجلس محافظة الانباء عبد السلام العاني لرويترز أمس، ان «مجلس المحافظة اقترح تأجيل نقل السلطة لثلاثة اشهر». وصرح الشيخ علي حاتم السليمان، وهو من الشيوخ البارزين في الانبار، بأن شيوخ العشائر في الانبار يريدون تأجيل نقل السلطة الى ما بعد الانتخابات المحلية، بسبب خلافات سياسية مع مجلس المحافظة. وأضاف لرويترز: «هناك صراعات عميقة بين شيوخ العشائر ومجلس المحافظة، موضحاً: «اننا لا نثق فيهم».

ومن جهته، قال الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية: «بسبب الطقس والعواصف الرملية، لم تتمكن الشخصيات الرفيعة من حضور حفل تسليم السلطة في الموعد الاولي ومواعيد بعدها، وعلى المسؤولين العراقيين تحديد مواعيد اضافية لاقامة حفل نقل السلطة».

وفي تطورات امنية اخرى، قال الجيش الأميركي أمس إن اثنين من جنوده قتلا في هجمات منفصلة في العراق، بينما اعلن مسؤول امني عراقي أمس عن العثور على صواريخ ايرانية الصنع خلال مداهمات نفذتها قوات عراقية جنوب مدينة الكوت، كبرى مدن محافظة واسط، جنوب بغداد. وقال النقيب عزيز الامارة من شرطة مدينة الكوت لوكالة الصحافة الفرنسية: «عثرت قواتنا خلال عملية تفتيش على 15 صاروخا من طراز كاتيوشا وستة صواريخ ايرانية الصنع».