أصوليو لندن ينعون ضابط المدفعية المصري المتهم في تفجير السفارتين

إبراهيم عيدروس زعيم خلية «الجهاد» بلندن سيدفن في مقابر العائلة بالزقازيق

ابراهيم عيدروس
TT

نعى اسلاميون في بريطانيا امس ضابط المدفعية المصري ابراهيم عيدروس، الذي اتهم في تفجير سفارتي اميركا في شرق افريقيا عام 1998، وكان عيدروس قد افرج عنه من مستشفى برودمور بانجلترا قبل عامين بموجب قانون «الاحتجاز من دون ادلة» بسبب ظروفه الصحية الصعبة. وعاشت عائلة الاسلامي المصري المتهم بالانتماء الى القاعدة وتزعم خلية «الجهاد» بلندن منذ الافراج عنه في ظل ظروف انسانية صعبة للغاية، وباتت تعيش باكملها قيد الاقامة الجبرية، وعائلة عيدروس مكونة من 6 اولاد (اكبرهم في العشرين من العمر) وكانوا محرومين من استخدام الهواتف الجوالة، والخطوط الارضية باوامر مباشرة من الداخلية البريطانية، فيما كان عيدروس الذي اعتقل في سجون ومستشفيات شديدة الحراسة ببريطانيا، منذ عام 1998 ممنوعا من استخدام الهواتف الجوالة او الاقتراب من الانترنت او مغادرة منزله لاي سبب. من جهته نعى الاسلامي المصري ياسر السري اللاجئ السياسي في بريطانيا، مدير المرصد الاسلامي في لندن، وهو هيئة حقوقية تهتم باخبار الاصوليين حول العالم، من مستشفى هامر سميث بغرب لندن، حيث يحتجز جثمان عيدروس في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» بقوله: «مات غريبا ومات مظلوما ونحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله احدا، وننعيه الى اخوانه وعائلته في الزقازيق بمصر». وطوال يوم امس بذل السري جهودا مع القنصلية المصرية ببريطانيا لتأمين نقل جثمان عيدروس الى القاهرة، حيث من المقرر دفنه في مقابر العائلة في الزقازيق بمحافظة الشرقية. من ناحية ثانية، قال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن، انه زار عيدروس قبل ساعات من وفاته في مستشفى هامر سميث، وكانت معنوياته مرتفعة، وكان يتسامر معه في الادب والشعر، الذي كان يشغف بهما. واوضح ان عيدروس كان رجلا دمث الخلق مواظبا على الصلاة، وخاصة الفجر، ومن هواة الرياضة. ويضيف كان يقول لي انها «شدة وستزول ان شاء الله»، بعد ان خضع للعلاج بالكيماوي، وكان متفائلا للغاية رغم المشاكل والالام التي يعاني منها، بل كان رجل بشوشا يحبه من يقترب منه. يذكر ان ضابط المدفعية المصري ابراهيم عيدروس اتهمته السلطات الاميركية مع الاسلامي المصري عادل عبد المجيد عبد الباري في قضية الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في وقت واحد تقريبا، في السابع من اغسطس (آب) 1998. وقد اسفر الاعتداءان عن مقتل 224 شخصا، بينهم 12 اميركيا. ويحتجز عادل عبد المجيد حاليا في سجن لونج لارتن على ذمة طلب ترحيله الى اميركا. وقد اتهم عيدروس وعبد الباري بانهما توليا في مراحل مختلفة قيادة خلية منظمة «الجهاد» في لندن المرتبطة بتنظيم القاعدة الذي يقوده بن لادن. وهناك متهم ثالث موقوف في بريطانيا يدعى خالد الفواز (سعودي) محتجز على ذمة نفس الطلب الاميركي لترحيله الى الولايات المتحدة. وعثر في مكتب الرجلين على ما يبدو على نسخة من اعلان للجهاد الاسلامي مؤرخ في الرابع من اغسطس 1998، يؤكد فيه التنظيم انه سيشن عمليات انتقامية ضد الولايات المتحدة، لانها اوقفت بعض اعضاء هذا التنظيم.

وتزعم المصادر الاميركية ان وثائق تعلن المسؤولية عن الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين ارسلت من مكتب عبد الباري في صباح اليوم الذي وقع فيه الاعتداءان، الى هيئات صحافية في فرنسا وقطر والامارات العربية المتحدة وتحمل بصمات اصابع الرجلين.

وابراهيم عيدروس صادر ضده حكم غيابي من محكمة هايكستب العسكرية بشمال القاهرة بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من البانيا» وكان قد حوكم في القضية المسماة «اعادة تشكيل تنظيم الجهاد»، ولكنه حصل على حكم بالبراءة منها، واقيل من القوات المسلحة المصرية بعدها. واتهم عيدروس ايضا بزعم انه سلم جوازات سفر مزورة الى اعضاء في تنظيم «الجهاد» وقدم لهم دعما لوجستيا.

واحتجز عيدروس في عملية التحدي23 سبتمبر (ايلول) 1998، التي شاركت فيها اسكوتلنديارد بالتعاون مع المخابرات البريطانية، وأدت الى اعتقال ستة من الاصوليين المصريين. وكانت عائلته قد ارسلت عدة رسائل الى الداخلية البريطانية مصحوبة بتقارير طبية تتحدث عن حالته الصحية الصعبة، مما ساهم في تأمين خروجه من السجن بموجب الاقامة الجبرية. واشارت التقارير الطبية الى ان حالة عيدروس تتدهور بسبب الخلايا السرطانية في نخاع العظام. وقال تقرير طبي موقع من قبل اخصائيين معتمدين في علاج امراض الدم ان عيدروس، الذي احتجز في مصحة برودمور الخاصة بالامراض النفسية، يعاني من زيادة في خلايا البلازما بنسبة 23 في المائة بأشكال لانمطية.

واعتبرت مصادر الاصوليين في لندن ان «توقيع الظواهري على بيان «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» في فبراير (شباط) 1988، كان نذير شؤم على جماعة الجهاد المصرية، وجعل السلطات الاميركية «تتوحش»، في محاربة اعضاء التنظيم العزل الموجودين في اوروبا، تطالب السلطات الاميركية حاليا بترحيل عادل عبد المجيد عبد الباري، وتضيف المصادر ان ملاحقة السلطات الاميركية لقادة التنظيم بعد تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في اغسطس 1998، ادى الى انهيار قواعد التنظيم السرية في العواصم الغربية، بعد اعتقال ابرز قادة تنظيم «الجهاد» في البانيا، وترحيلهم الى مصر، ضمن قضية «العائدون من البانيا»، كذلك الظهور المفاجئ للقيادي احمد سلامة مبروك ابرز قادة التنظيم والساعد الايمن للظواهري، في محكمة هايكستب العسكرية بشمال القاهرة، والصادر ضده حكم غيابي سابق بالاعدام، زاد من محنة التنظيم، لما افشى به من معلومات عن قياداته تحت وطأة التعذيب.