مشاركون يعتبرون المؤتمر رسالة بأن المسلمين شركاء في المستقبل.. ونتائجه ستظهر على العلاقات الإنسانية

شخصيات من الغرب والشرق تنوه بمبادرة خادم الحرمين وبتنوع المشاركين

خادم الحرمين الشريفين يرحب بالمشاركين في المؤتمر أمس (واس)
TT

أكد عدد من الشخصيات المشاركة في المؤتمر العالمي للحوار، الذي افتتح أمس في مدريد، أهمية المؤتمر بالنظر لأن جميع الأديان السماوية ومختلف الثقافات والحضارات المعتبرة ممثلة فيه، مما يعني أن الجميع يحرص على البحث عن مخرج للأزمات والصراعات التي يشهدها العديد من مناطق العالم، والفساد الأخلاقي الذي استشرى في كثير من المجتمعات، والأخطار التي باتت تهدد البيئة، مما يعرض الحياة البشرية للخطر.

وقالوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أمس، انهم يعلقون عليه آمالا كبيرة ليكون منطلقا إلى مؤتمرات مماثلة تفضي بالنتيجة إلى حلول للقضايا والمشكلات التي تعاني منها البشرية في عصرنا الحاضر، لاسيما ما يتعلق بالقيم والأخلاق والأسرة والبيئة.

فقد أكد نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية أن توقيت المؤتمر مهم ورسالة واضحة وصريحة لأنها تريد أن يعلم العالم كله أن المسلمين شركاء لهم  في الماء الكلأ وشركاء في المستقبل وفي التحديات التي تعاني منها الأمة البشرية. وأضاف، إننا كمسلمين في الولايات المتحدة نعيش هذه التجربة بشكل يومي، والنخبة المسلمة الموجودة في الولايات المتحدة هي فخر للأمة الاسلامية ولأميركا، وقوتنا الحقيقية هي في ديننا وعقيدتنا. وفي ذات السياق قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران محمد علي التسخيري، انه في هذا الجو المكفهر المظلم يأتي هذا الصوت المنير من مؤتمر مدريد ليقول للعالم إن الحوار هو طريق الإنسانية، وإن المشكلات لا تحل بالصراع والإدعاءات الفارغة، وإنما تحل عبر التركيز على القيم الإنسانية المشتركة، كما عبر نداء مكة، وعلى التلاقي الإيجابي المثمر.

من جهته، عد رئيس تجمع المسيحيين والمسلمين من أجل السلام في الولايات المتحدة وليام بيكر المؤتمر من أهم المؤتمرات التي عقدت في هذا الشأن. وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يدعو لعقد هذا المؤتمر يبعث برسالة واضحة لمن يبث الدعايات المغرضة عن الإسلام وعن المملكة العربية السعودية.

وقال القس فادي داوو رئيس المؤسسة اللبنانية لدراسات الأديان والتضامن الروحي، والسكرتير العام المشارك ومدير برنامج الحوار المسيحي المسلم في مجلس كنائس الشرق الأوسط، إن هذا المؤتمر الذي جاء بمبادرة من شخصية كبيرة لها مكانتها في العالم الإسلامي، وهو خادم الحرمين الشريفين، تميز بتنوع المشاركين فيه الذين يمثلون جميع الأديان السماوية والثقافات والحضارات للتعرف على بعضهم البعض والبحث في السبل التي تكفل التعايش السلمي لمختلف الشعوب في عالمنا المعاصر.

من جانبه عبر مدير مركز المعلومات في منظمة الشين بيت اليهودية بالولايات المتحدة ديفيد مايكلز باسم الطائفة اليهودية عن التقدير والاعتزاز لدعوته للمشاركة في هذا المؤتمر. وأعرب عن تقديره للترتيبات التي وصفها بالضخمة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لإنجاح أعمال المؤتمر. وأكد أهمية المؤتمر التي اكتسبها من راعي المؤتمر والداعي لانعقاده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي اهتم بذلك شخصيا ودعمه.

وقال إن هذا يعطينا أملا في التغلب على الشكوك التي تحاول التفريق بين الديانات السماوية، واصفا المؤتمر بأنه خطوة مهمة ورمزية تؤدي إلى تعاون فعال في كثير من القضايا. وأضاف أنا كيهودي ملتزم أحترم المبادئ التي يلتزم بها المسلم، ولا شك أن هناك بعض القواسم المشتركة بين اليهودية والإسلام في بعض المعاملات التي لا يشترك فيها سواهما. وتابع قائلا: إننا في حاجة لمثل هذا المؤتمر لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهنا اليوم، من خلال القواسم المشتركة بين الأديان والحضارات المعتبرة، خاصة ما يتصل بحماية الأسرة وتمسك الناس بالقيم والأخلاق ونبذ العنف والجريمة والحفاظ على البيئة، موجها اللوم على وسائل الإعلام التي تركز على إيجاد التوتر بين الأديان.

وشدد رئيس المجلس العالمي للمجتمع الأريائي في الهند سوامي أغني فش على ضرورة العمل على تقريب وجهات النظر بين جميع المشاركين حول القواسم المشتركة للعلاقات الإنسانية، خاصة في ما يتصل بالقيم والأخلاق ونبذ العنف والتطرف وتعزيز دور الأسرة في المجتمع والحفاظ عليها من الانحلال الأخلاقي. أما كبير المستشارين في الغرفة التجارية الهندية الروسية الدكتور م. م فارما فقد وصف دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذا المؤتمر بأنها مبادرة كريمة ستخدم هدفا أسمى، وهو جلب السلام للعالم، مؤكدا أن هذه المبادرة ستكون محل تقدير وإكبار من جميع العالم.

في السياق ذاته أكد أسقف المعصرة وحلوان ودار السلام في مصر الأنبا بيسنتي على ضرورة أن تعيش البشرية في ود وحب بمختلف ثقافاتها وحضاراتها.