والدة القنطار: لم أقطع الأمل يوما بعودة ابني.. ولساني يعجز عن وصف هذه اللحظات

في بيروت.. ترقب واستعدادات للاحتفاء بالأسرى المحررين

TT

ساعات الانتظار كانت طويلة في شوارع بيروت وتحديدا على طول الطريق المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي. فمن انتظر عقودا وسنوات لم يعد يقوى على الانتظار ساعات وحتى دقائق قليلة. منذ مساء يوم الثلاثاء بدأت الرايات ترفرف على الأعمدة. بعدما كانت تقتصر على الأعلام اللبنانية وتلك الخاصة بحزب الله أضيفت اليها صباح أمس رايات حركة أمل وعدد قليل من أعلام الحزب القومي السوري. لافتات مرحبة بالأسرى وبنجاح حزب الله في اتمام «عملية الرضوان لتحرير الأسرى واستعادة جثامين الشهداء»، مع صور للقائد الشهيد عماد مغنية، وأخرى تشير الى أن «حرية أسرانا انجاز الله على أيدينا» و«تحرير الأسرى وسام على صدر الوطن» و«أولى بشائر النصر» و«بشارة الحرية» التي لا تزال تعلوها عبارة «هدية بلدية طهران الى الشعب اللبناني الشريف والمقاوم» التي كانت قد وضعت بعد حرب يوليو (تموز) 2006 بعدما تبرعت ايران باعادة اعمار الضاحية الجنوبية لبيروت. الشرائط الصفراء التي وضعها المنظمون في حزب الله على جوانب الأرصفة منعا لوقوف السيارات لم تمنع الناس من التجمع تحت الاشجار وعلى الأرصفة حاملين الاعلام والصور واللافتات تحت اشعة شمس تموز (يوليو) الحارقة ومترقبين لسماع الأخبار من هنا وهناك لمعرفة ما ستؤول اليه نتيجة فحص الحمض النووي للجنديين الاسرائيليين ليتم تسليم الأسرى في الناقورة على وقع أناشيد حزب الله التي تصدح في الأجواء من السيارات.

حالة عائلات الأسرى التي تنتظر في قاعة الاستقبال مع الأسرى المحررين سابقا لم تكن مختلفة. عيونهم شاخصة على الشاشة لمتابعة سير اللحظات الأخيرة قبل اللقاء الموعود. قلوب الأمهات تشتعل حرقة للقاء الأول. أم سمير القنطار التي عبرت عن فرحتها لحظة معرفتها بوصول ابنها الى الأراضي اللبنانية وأرسلت له القبلات، قالت: «لم أقطع الأمل يوما بعودة ابني. وها هي اليوم تحققت أمنيتي. لساني يعجز عن وصف هذه اللحظات وانا كنت دائما اصبر بقوة سمير وعزمه. أتمنى له ولرفاقه المجاهدين طول العمر». أما والدة الأسير المحرر خضر زيدان وأخته فأكدتا أن فرحتهما لا توصف، وقالت أم خضر «اشعر وكأنني أنتظر ولادة ابني من جديد». أعداد المحتفلين كانت تتزايد مع تقدم ساعات النهار لا سيما أن يوم اتمام عملية التبادل كان يوم عطلة في لبنان بعدما أصدر مجلس الوزراء اللبناني قرارا باقفال المؤسسات الرسمية والخاصة تكريما للأسرى. عناصر الانضباط في حزب الله الذين ارتدوا الزي الأسود واعتمروا القبعات الصفراء، أخذوا على عاتقهم، بحضور قوى الأمن اللبنانية، عملية التنظيم اضافة الى الدوريات السيّارة التي كانت تجوب المنطقة مستطلعة الأجواء على الأرض. وبالاضافة الى أفراد عائلات الأسرى التي توافدت منذ الصباح الباكر الى المطار، كان حضور لافت لفدوى البرغوتي زوجة الأسير الفلسطيني مروان البرغوتي التي حضرت خصيصا من فلسطين للوقوف الى جانب عائلة الأسرى ولا سيما عائلة القنطار في لحظة استقبال سمير. وقالت: «في هذا اليوم اللبناني والعربي، يوم الحرية الذي يعيشه كل اللبنانيين والفلسطينيين والعرب بفرحة عارمة وفي استقبال القائد المناضل سمير القنطار وباقي الاسرى المحررين وبعدما انتظرنا سمير ثلاثين عاما نعتبر ان هذا اليوم سيمحو ثلاثين عاما من الاهمال والتقصير في ملف الاسرى والمعتقلين، ونأمل ان تكون بادرة اولى لاطلاق بقية الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون العدو والاحتلال الصهيوني، وان شاء الله في التبادل المقابل يكون زوجي بين المفرج عنهم، وهذا أملنا الكبير وانا على ثقة بانه سيأتي هذا اليوم». كما حضرت عائلات الشهداء الذين سيتسلمون رفات أبنائهم اليوم، ومن بين هؤلاء عائلة الشهيد يحيى سكاف التي أتت من الشمال للمشاركة في الاحتفال. وقال جمال شقيق سكاف ان مشاركته في هذه المناسبة هي مشاركة في «عرس تحرير الأسرى الذين بدمائهم الزكية رووا أرض الوطن»، وأكد «أن العدو يتكتّم على تفاصيل اعتقال يحيى رغم أن المعلومات التي لدينا تؤكد أنه كان لا يزال على قيد الحياة لكن سلطة العدو أعلنت استشهاده».