صفير وصفه بالإيجابي وعون اعتبره تتويجا لحرب تموز والحريري يتمناه مناسبة لتكريس الوحدة الوطنية

وفد إيراني في بيروت للمشاركة في «يوم تحرير الأسرى»

الأسرى اللبنانيون ينتظرون إنتهاء إجراءات الإفراج عنهم قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر (أ.ف.ب)
TT

أجمعت المواقف وردود الفعل في لبنان على الإشادة بإنجاز عملية التبادل بين «حزب الله» وإسرائيل وسط أجواء احتفالية. وفيما اكتفى البطريرك الماروني نصر الله صفير بوصف العملية بـ«الإيجابية»، اعتبرها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون «تتويجا لحرب تموز» مؤكدا «أن الأسرى المحررين هم نماذج للوطنية ولهم سيكون كلّ الاهتمام». من جهته دعا رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري إلى «أن تشكل هذه العودة مناسبة لتكريس الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين». وفي اطار المواقف المرحبة، سجلت دعوات إلى جلاء مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.

وصف البطريرك صفير عملية تبادل الاسرى بـ«الايجابية». وأشار، في حديث صحافي، الى انه «عادة يكون في الدولة جيش لا جيشان. وحزب الله موجود والضرورة أوجدته. وهو يقوم بما يراه واجبا. وبعض الناس ينتقدونه وإذا كان هناك جيش آخر في الدولة فالأمور لا تستقيم».

واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوفد الايراني الذي شارك في يوم تحرير الاسرى برئاسة المستشار الاول لوزير الخارجية الايراني حسين شيخ الاسلام وعضوية مدير عام الشرق الاوسط وشمالي افريقيا في وزارة الخارجية غضنفر ركن أبادي والقائم بالاعمال الايراني مجتبي فردوسي بور بحضور النائب علي حسن خليل والمستشار الاعلامي علي حمدان. وقال شيخ الاسلام بعد اللقاء: «أتيت اليوم في زيارة رسمية للبنان لكي أتقدم من لبنان حكومة وشعبا ومقاومة بأسمى آيات التهنئة والتبريك بهذا الانجاز التاريخي الكبير. وهذا الإنجاز الكبير لا يتمثل فقط بالمجالات العسكرية والمواجهات غير المتكافئة وإنما ايضا يتمثل بالإنجازات السياسية والاعلامية ايضا».

من جهة ثانية قال العماد عون في حديث تلفزيوني أمس: «ان هذا اليوم يعد تتويجاً لحرب تموز، فبعودة الأسرى اللبنانيين والجثامين... استطاع لبنان فرض تقليد جديد فتمّ احترام جثمان الشهيد، وعودته الى الوطن لدفنه. وهذا ما يدعونا الى الفخر والاعتزاز». ورحب النائب سعد الحريري بعودة الاسرى الى رحاب الوطن وطي صفحة هذه القضية وقال: «ان عودة أي أسير لبناني الى وطنه لبنان تمثل بالنسبة الى اللبنانيين مناسبة مباركة، فكيف هي الحال في عودة جميع الاسرى اللبنانيين من سجون ومعتقلات العدو الاسرائيلي الذي مارس ابشع اساليب التدمير والقتل ضد لبنان وشعبه وأبنائه؟». واضاف: «اننا في مناسبة عودة الاسرى الى ربوع الوطن، وكما سبق ان دعونا منذ اليوم الاول للإعلان عن عملية التبادل الى ان تشكل هذه العودة مناسبة لتكريس الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين، نكرر اليوم دعوتنا هذه للانطلاق بلبنان الى الامام بالتزامن مع انطلاق عمل حكومة الوحدة الوطنية في مسيرة جديدة». واعتبر الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي «أن المقاومة اللبنانية استكملت في تموز 2008 نصر تموز 2006، وقدمت للعرب والعالم نموذجا عمليا جديدا عن استراتيجية التحرير والردع في مواجهة العدو الإسرائيلي». وتمنى «أن تكون هذه المناسبة دافعا جديدا للبنانيين بمختلف أطيافهم ومشاربهم وانتماءاتهم السياسية، لكي يوحدوا صفوفهم».

وعبرت «قوى 14 آذار» في بيان لها أمس عن سعادتها لعودة الاسرى المحررين وجثامين الشهداء من اسرائيل، واعتبرت «ان هذه الخطوة تمت بإشراف الامين العام للامم المتحدة تندرج في اطار تنفيذ القرار 1701، وانه ينبغي على الامم المتحدة الاسراع في عودة مزارع شبعا الى السيادة اللبنانية». وأثنت على «الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) لتحقيق هذا الهدف».

وهنأ وزير الخارجية فوزي صلوخ قيادة المقاومة وعموم اللبنانيين بـ«الانجاز الكبير الذي تحقق بعودة الاسرى والجثامين الى ربوع الوطن». وتوجه وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين بالتهنئة الى «العرب واللبنانيين لمناسبة تحرير الاسرى واستعادة رفات الشهداء المقاومين ليدفنوا في تراب وطنهم وبين اهلهم».

ووجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة تهنئة الى اللبنانيين قال فيها: «ان استقبال لبنان للأسرى مشهد يبعث على الفخر والعزة فهو تجسيد للنصر الذي تحقق. «.

وأثنى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على»عودة الأسرى إلى ربوع الوطن وفي مقدمهم عميدهم سمير القنطار ابن الجبل الأشم المفطور على التضحية والفداء والنضال من أجل القضايا الوطنية والعربية». وقال: «إننا ندعو الجميع إلى المشاركة الكثيفة في هذا العرس الوطني التاريخي لاستقبال الأسرى والشهداء والأبطال».

ورحب بطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بنجاح عملية تبادل الأسرى بين لبنان واسرائيل. وقال رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي: «إن انجاز تحرير الاسرى والمعتقلين يفتح الافق امام انتصارات حاسمة على العدو الاسرائيلي في المستقبل ويؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الامة لا يكون فيها للكيان الصهيوني اي وجود على الاطلاق». وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس: «اننا نرى سلسلة من الانتصارات على اسرائيل، فهذا العدو لا يفهم الا لغة القوة». من جهته، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله: « نؤكد ان المقاومة الاسلامية استطاعت ان تلحق الهزيمة تلو الهزيمة بهذا العدو المتغطرس وتلقنه اننا شعب واننا امة لا نترك حقنا ولا نترك اسرانا ولا نترك شهداءنا كما لن نترك ارضنا تحت الاحتلال».

واعتبر عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم ان إقفال ملف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية «يقتضي تحقيقات مكثفة مع زعماء الميليشيات آنذاك ويحتاج الى دراسات وتمحيص حتى داخل الأراضي اللبنانية هذا فضلاً عن تشكيل لجنة موضوعية في أسرع وقت ممكن».

وحيت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية «الاسرى المحررين وعميدهم الاسير سمير القنطار وجثامين الشهداء». وطالبت بـ«استمرار حملة التحرك حتى كشف مصير جميع المفقودين اينما كانوا في اسرائيل او سورية». وفي الاطار نفسه، رحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بصفقة «تبادل الأسرى واستعادة رفات مئات الشهداء الأبطال بين حزب الله وإسرائيل». ودعت الفلسطينيين في لبنان إلى «استقبال الأسرى والشهداء بعرس وطني موحد تحت راية استمرار النضال والمقاومة حتى تحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي».