إسرائيليون يهددون بتحويل احتفالات حزب الله.. مآتم

والد أحد الجنديين القتلى يقول إن على قاتل ولده أن يدفع الثمن

TT

أثارت الأجواء الاحتفالية التي بثها حزب الله في لبنان والشعور بالانتصار إزاء اتمام صفقة تبادل الأسرى وتحرير سمير قنطار ورفاقه الأربعة، غضبا عارما في اسرائيل. فانطلقت التصريحات الرسمية وغير الرسمية تبث الروح الانتقامية. وراحت أوساط اسرائيلية عديدة تهدد بتحويل هذه الاحتفالات الى مأتم. وكان هناك من هدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله شخصيا، بالقول ان «عليه من الآن فصاعدا ان لا ينام الليل».

وتأخر الجيش الاسرائيلي في تسليم سمير قنطار ورفاقه، بحجة فحص الجينات الحامضية (DNA) للتأكد من ان الرفات في التابوتين اللذين سلمهما حزب الله الى اسرائيل هي فعلا رفات الجنديين الأسيرين، ايهود غولدفاسر والداد ريجف، مما أخر تسليم الأسرى اللبنانيين عدة ساعات. واستغل الاسرائيليون وجود مئات وكالات الانباء والصحافيين الأجانب الذين حضروا خصيصا لتغطية أنباء هذه الصفقة وكيفية تنفيذها، وبينها أهم القنوات الفضائية الغربية، فراحوا يتحدثون عن «الفوارق الهائلة في القيم والأخلاق» بينهم وبين اللبنانيين، الذين يحتفلون في الجهة المقابلة.

وتوج هذه التصريحات الرئيس شيمعون بيرس، الذي أضاء شمعة حزن وتوحد مع روح غولدفاسر وريجف في مقر الرئاسة، وقال: «هذا هو الفرق بيننا وبينهم، نحن نضيء الشموع حزنا وألما على أرواح ابنائنا، وهم يحتفلون ويقرعون الطبول احتفالا بالقاتل سمير قنطار الذي حطم بكعب بندقيته جمجمة الطفلة عنات هران قبل أن تتم أربع سنوات من العمر». وكان ألوف الاسرائيليين قد تجمعوا أمام بيتي غولدفاسر في مدينة نهاريا وريجف في قريات موتسكين الواقعة ما بين حيفا وعكا، تضامنا معهما في مأساتهما، حالما بث تلفزيون «المنار» صور التابوتين الأسودين اللذين ضما رفات الجنديين. فقد كانت هذه أول مرة يشاهد فيها ذوو الجنديين صورا تؤكد وفاتهما. وقد فوجئوا بتصريح أحد قادة حزب الله انه كان قد أسر الجنديين وهما على قيد الحياة. فخرج والد الجندي غولدفاسر الى عشرات الصحافيين المحليين والأجانب، وقال: «نحن في مأساة كبرى، نشاهد تلفزيون حزب الله ونحن غارقون في الحزن. لقد اعلنوا ان الولدين (يقصد الجنديين) أسرا وهما على قيد الحياة، ويسلموننا اياهما اليوم في التابوت. إذن هنالك من قتلهما. ومن قتلهما يجب أن يدفع الثمن. أنا أتمنى لحسن نصرالله أن لا ينام في الليالي من الآن فصاعدا».

وأضاف غولدفاسر، متوجها للصحافة الغربية بشكل خاص: «طيلة سنتين وحتى اللحظة الأخيرة، لم نكن نعرف ما هو وضع ابنينا. حزب الله تعمد حرماننا من الخبر اليقين. فإذا كان هذا التعذيب يروق لحزب الله فأنا أشفق عليه وعلى قائده نصر الله. وإذا كان اطلاق سراح سمير قنطار، قاتل الطفلة، انتصارا لدى اللبنانيين، فإنني أشفق عليه أيضا. أنا لا أفهم كيف يمارس حزب الله هذا الاستهتار بعقول اللبنانيين. فهو يشعر بالانتصار، مع ان خطف الجنديين جرهم الى حرب قتل فيها 800 لبناني ودمر فيها ربع لبنان».