تل أبيب تحذر الإدارة الأميركية من نصب حزب الله رادارات وصواريـخ في جبل صنين الإستراتيجي

اعتبرته تهديدا للأسطولين الأميركي والإسرائيلي في البحر المتوسط ولطيرانها

أحد عناصر حزب الله يمتطي حصانا خلال احتفالات الحزب بعملية تبادل الأسرى في الناقورة أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي تكتمل فيه الاستعدادات لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حكومة اسرائيل وحزب الله اللبناني، يبدو محور الصدام بين الطرفين جاهزا، حيث تحدثت مصادر اسرائيلية مطلعة عن قضيتين ستلتهبان قريبا: الأولى تتعلق بانتقال خالد مشعل ورفاقه للاستقرار في الضاحية الجنوبية في بيروت، ضيوفا لدى حزب الله، والثانية تتعلق بالمعلومات عن سيطرة قوات حزب الله على جبل صنين الاستراتيجي في لبنان.

وحسب تلك المصادر فإن حالة التأهب التي أعلنها الجيش الاسرائيلي في الشمال، أمس الأول، جاءت ليس لمواجهة عمليات متوقعة من حزب الله بعد انتهاء الصفقة، بل جاءت إنذارا وتحذيرا لحزب الله على أثر سيطرته على جبل صنين. فهذا الجبل يتسم بارتفاعه الكبير (2600 متر عن سطح البحر) وأهميته الاستراتيجية، حيث يطل من جهة على طريق دمشق بيروت، ومن جهة ثانية على البحر الأبيض المتوسط، والرادارات فوقه تكشف المنطقتين، ولذلك كان موضوع خلاف دائم بين اسرائيل وسورية.

وتضيف تلك المصادر أن اسرائيل توجهت إلى الادارة الأميركية محذرة من أن حزب الله نصب فوق الجبل رادارات وصواريخ أرض ـ جو وأرض ـ أرض وصواريخ موجهة لسلاح البحرية وانها، أي اسرائيل، ترى في هذا تطورا خطيرا وتصعيدا حربيا وإخلالا في التوازنات، وتعتبره تهديدا لسلاح الجو الاسرائيلي (الذي ينفذ طلعات جوية دائمة في سماء لبنان) ولسفن الأسطولين البحريين الأميركي والاسرائيلي. وقالت ان بعض ضباط الحرس الجمهوري الايراني شوهدوا وهم يتفقدون المنطقة فوق الجبل، وليس من المستبعد أن يتوافد العشرات منهم لادارة العمليات العسكرية منه. ولذلك طلبت اسرائيل من واشنطن أن تتدخل بنفوذها وعلاقاتها في المنطقة لكي يعمل الجيش اللبناني على إنزال قوات حزب الله عن الجبل، وإلا فإن الجيش الاسرائيلي «سيضطر الى القيام بعملية عسكرية يقضي فيها على هذه القوات وهي فوق الجبل».

وقالت المصادر ذاتها إن معلومات وصلت الى تل أبيب من لبنان تفيد بأن حزب الله يعمل على ترميم عمارتين في الضاحية الجنوبية في بيروت، لاستخدامهما من أجل أغراض سرية. وستكونان في الظاهر مخصصتين لإسكان بعض العائلات اللبنانية والفلسطينية. ولكن حزب الله ينوي أن يوفر فيهما بيوتا ومكاتب لقادة حماس، بمن فيهم خالد مشعل ورفاقه في القيادة وكذلك قادة الجهاد الاسلامي. وأكدت أن مشعل ورفاقه سيغادرون دمشق في غضون بضعة أسابيع للاستقرار في بيروت تحت حماية حزب الله.

ولم يعرف الاسرائيليون كيف يفسروا هذا التطور، وهم محتارون بين عدة احتمالات: فالبعض يقول إن الانتقال من دمشق الى بيروت هو اختيار فلسطيني تم بالتنسيق مع كل الأطراف، من ايران الى سورية الى حماس الداخل (في الضفة الغربية وقطاع غزة) وسببه الشعور بأن سورية باتت محرجة أمام الغرب من وجود هؤلاء القادة على أراضيها، خصوصا بعد أن فتحت الطريق للمفاوضات مع اسرائيل. وهناك من يرى أنه إجراء مؤقت طلبه السوريون لفترة قصيرة، حتى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وسيعودون الى دمشق بانتهاء زيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي اليها. والبعض يقول إن انتقال قادة فصائل الرفض الفلسطينية من دمشق الى بيروت جاء في اطار عملية توزيع الأدوار، التي تديرها ايران من طهران .

وقد عقب مسؤول اسرائيلي على هذه الأنباء بالقول انه إذا كانت صحيحة، فإنها تشير الى ان حزب الله يشعر بثقة غير عادية بالنفس ويسمح لنفسه بأن يلعب لعب الدول، وقال انه بقدر ما هو أمر سيئ لاسرائيل، حيث انه يعتبر إخفاقا آخر يضاف الى اخفاقاتها في الحرب الأخيرة، فإنه فرصة ذهبية لها لكي توجه لهذا الحزب ضربة قاصمة.