نزع كاميرا مراقبة من أمام منزل المفتي يثير استنكاراً سياسيا واسعاً

السنيورة والحريري تدخلا حتى اتخذ الجيش إجراءات أمنية

TT

أثار الاشكال الأمني الذي حصل أول من أمس في بيروت بين حراس منزل مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ومرافقي الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي يقيم في شقة مقابلة من المبنى نفسه، ردود فعل مستنكرة ومطالبة بضرورة قيام القوى الأمنية اللبنانية بدورها وضبط الأمور. واعتبرت ما حصل اعتداء على الطائفة الاسلامية السنية وعلى كل اللبنانيين على حد سواء. وأفادت المعلومات أن الاشكال نشأ عند قيام مرافقين لمراد بنزع كاميرا للمراقبة من أمام منزل المفتي، الأمر الذي تسبب في تصادم بين حراس الطرفين. ومنعاً لتفاقم المشكلة، تدخل عدد من المسؤولين وفي مقدمهم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أجرى اتصالا بالمفتي مطمئناً. وحضر لاحقاً رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري وبعض القيادات الأمنية الى منزل المفتي. وتردّد أن الحريري تابع تطورات القضية من منزل قباني الى أن اتخذ الجيش الاجراءات الأمنية اللازمة لحل المشكلة، وأعاد تثبيت الكاميرا مكانها. ودان النائب في كتلة «المستقبل» جمال الجراح «التعرض لمقام مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني». وناشد رئيس الجمهورية وقائد الجيش وضع حد لما وصفه بـ«انفلات العصابة المسلحة على المقامات والمواطنين على السواء، كي لا تأخذ الامور مجريات تهدد السلم الاهلي». وقال: «اننا وفي اجواء عودة الاسرى من سجون الاحتلال الاسرائيلي، والتي كانت نتيجة طبيعية لتضحيات الشعب اللبناني وصموده، نتمنى ايضا تحرير المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري، وتحرير لبنان من اعتداءات الميليشيا المسلحة على المواطنين والمقامات الدينية ونواب الامة». من جهته، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتوح «ان الاعتداء على منزل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني هو اعتداء على كل المقامات الدينية في لبنان». وقال «ان هذا العمل الميليشيوي في توقيته يندرج في سياق خطة امنية تنفذ الميليشيا المسلحة للنائب السابق عبد الرحيم مراد قسما منها، وذلك في اطار تقسيم الادوار والمهمات الامنية لانهاك العهد الجديد. وهي تريد ان تذكرهم بان مشروع الدويلات والميليشيات حاضر».

كذلك، استنكر رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى عمر مسقاوي الحادث وصدر عن اللقاء الاسلامي في صيدا وصور بيان اعتبر «الاعتداء اساءة متعمدة لمفتي الجمهورية اللبنانية وأبناء الطائفة الاسلامية السنية في لبنان والعالم العربي والاسلامي، ولكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية كافة». وأكد وزير الثقافة تمام سلام خلال الزيارة التي قام بها الى دار المفتي قباني على حرمة هذا المنزل وحصانته. وقال: «أدعو الجميع إلى الاهتمام بهذا الموضوع وعدم السقوط لا سمح الله، في صغائر لا تفيدنا ولا تفيد طائفتنا ولا تفيد بلدنا».

كما استقبل المفتي قباني وزير الدولة خالد قباني، الذي قال «إن دار الفتوى ومنزل الإفتاء دار لها حرمتها وتمثل ما تمثل، هي تمثل كل المسلمين واللبنانيين جميعاً. وبالتالي كل تعرضٍ لهذه الدار هو تعرض لكرامة اللبنانيين والكرامة الوطنية».

وتلقى مفتي الجمهورية اتصالات من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ووزراء ونواب حاليين وسابقين والعديد من الشخصيات التي أجمعت على ادانة ما حصل.