وفيق صفا المفاوض الأول وموضع ثقة نصر الله

قليل الكلام كثير «الأفعال» ورجل المهمات الصعبة

TT

كان رئيس «لجنة الارتباط والتنسيق» في «حزب الله» وفيق صفا نجما فوق العادة في عملية التبادل أمس. فقد اعطى وصوله في موكب مموه الى معبر الناقورة علامة الانطلاق لعملية التبادل، معلنا بعد القول «بسم الله» انطلاقة العملية التي استغرقت نهارا كاملا لم يتوقف خلاله صفا عن متابعة كل شاردة وواردة، مع ابداء تسامح لافت حيال وسائل الاعلام وهو المعروف بحبه للابتعاد عن الاضواء.

وصفا هو المفاوض الاول عن «حزب الله» في كل عمليات التبادل التي جرت مع اسرائيل منذ تأسيس الحزب تعاونه مجموعة من الكوادر. ويرتبط الفريق مباشرة بالأمين العام السيد حسن نصر الله. ويرئس صفا «لجنة الارتباط والتنسيق» التي كانت تسمى سابقاً «اللجنة الأمنية» وتم تغيير اسمها لاحقاً لتصبح «لجنة الارتباط» بعد اتفاق الطائف وحلّ الميليشيات اذ لم يعد الطابع الامني مناسبا في العهد الجديد، وهي تتولى التنسيق والعلاقة مع الأجهزة الأمنية اللبنانية بالإضافة إلى الكثير من المهمات الخاصة.

وقد تولى صفا رئاسة هذه اللجنة سنوات عدة قبل اتفاق الطائف، ثم تركها لمتابعة بعض المهمات التي يكلفه بها الأمين العام للحزب. وعاد لتولي هذه المسؤولية عام 2000 وهو من الفريق الذي أشرف سابقاً على مفاوضات التبادل مع الاسرائيليين عبر الوسيط الألماني. ويحظى صفا بثقة نصر الله. وهو من كوادر «حزب الله» الأساسيين ومن الذين شاركوا في المجموعات الأولى للحزب عام 1982. ويتميز بتكتمه وقلة كلامه، اذ لا يتحدث الا عند الضرورة القصوى وبشكل مقتضب على رغم كونه من المتابعين لملف المفاوضات وللكثير من المهمات الخاصة.

ظهر صفا كثيرا في الفترة الماضية، كان أمام الكاميرات عند استقبال الاسير المحرر نسيم نسر. وفيما كان نسر يصافح مستقبليه، حمل عنصران من «حزب الله» صندوقاً خشبياً من سيارة ووضعاه على الأرض أمام وفيق صفا الذي حول مناسبة اطلاق نسر من «عمل روتيني» أوحت به اسرائيل بقولها انه انهى مدة سجنه الى مرحلة أولى من عملية التبادل بإعلانه ان الصندوق يحتوي اشلاء اسرائيلية، قائلا: «نشكر الصليب الأحمر الدولي واليونيفيل والدولة اللبنانية. وهذا الصندوق يحتوي بعض أشلاء لجنود العدو تركها خلال حرب يوليو (تموز) في أرض المعركة، نسلّمها إلى الصليب الأحمر الدولي». صفا نفسه كان برر، خلال ظهور اعلامي، التكتم الشديد على مصير الجنود الاسرائيليين الذين يقعون في قبضة الحزب بالقول: «تعلمنا ان لا نعطي الإسرائيلي شيئا بالمجان» مذكرا الجميع بان الإسرائيلي «بقي سنوات يمنع الزيارة عن الحاج مصطفى الديراني لسنوات. وكان يريد ثمناً لهذه الزيارة، فلماذا نحن نعطي الإسرائيلي شيئا بالمجان؟ يريد أن يتيقن من مصير جنوده، إذاً فليطلق أسرى في مقابل ذلك».