ساركوزي والأمير الوليد بن طلال يضعان حجر الأساس لقاعات الفنون الإسلامية الجديدة في متحف اللوفر

الرئيس الفرنسي أشاد بنصائح مهمة حول استئناف العلاقات مع سورية

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمير الوليد بن طلال خلال وضع حجر الأساس لإنشاء قاعات اللوفر الجديدة لاستضافة الآثار الفنية الإسلامية (ا.ف.ب)
TT

وضع أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والأمير الوليد بن طلال، الحجر الأساس لإنشاء قاعات اللوفر الجديدة التي ستستضيف الآثار الفنية الإسلامية وسط حضور غالبية السفراء العرب المعتمدين في فرنسا ووزراء سابقين وشخصيات اقتصادية وثقافية وإعلامية عربية وفرنسية.

وحضر الحفل، وزيرة الثقافة الفرنسية كريستين ألبانيل، ووزيران سابقان للثقافة الفرنسية هما المهندسان المعماريان اللذان تصورا المشروع، والفرق الفنية المولجة بتنفيذه. وكانت كلمة الافتتاح لمدير متحف اللوفر، فرنسوا لواريت، الذي رحب بالرئيس ساركوزي وبالأمير الوليد بن طلال.

ويقوم المشروع على بناء قاعات ذات هندسة محدثة بمساحة 6000 متر مربع، يعلوها سقف متحرك ومتماوج من الزجاج والصلب يراد له أن يذكر بالبساط الطائر وفق ما قاله أحد مهندسي المشروع، هيوغ دوتون، لـ«الشرق الأوسط».

وينتظر أن يتم الانتهاء من أعمال المشروع الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 86 مليون يورو. وقالت وزيرة الثقافة لـ«الشرق الأوسط» إن «الميزانية متوفرة» وإن الاهتمام منصب على «إنجاح المشروع لما له من مدلولات ثقافية وفنية وحضارية وسياسية».

ويساهم الأمير الوليد بمبلغ 17 مليون يورو، وتعد مساهمته الأكبر بعد الدولة الفرنسية، التي تساهم بعشرين مليون يورو. وقدم السلطان قابوس بن سعيد مبلغ 5 ملايين يورو، وقدم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مبلغا مماثلا. ومن الشركات تبرز «توتال» وشركة «لافارج» وكلتاهما حاضرة بقوة في العالم العربي. وقدمت الشركتان مبلغ 8.5 مليون يورو.

وفي الكلمة التي ألقاها، قال الأمير الوليد إن «الشكر واجب لفرنسا، التي أتاحت لنا أن نعرض الفن الإسلامي في أحد اشهر متاحف العالم». وأعرب الأمير الوليد عن أمله في أن ينفذ المشروع في أسرع وقت «اعتمادا على دينامية الرئيس الفرنسي»، الذي وصفه بأنه صديق لـ«غالبية الدول العربية، إن لم يكن كلها وللعالم الإسلامي». وأعرب الأمير الوليد عن استعداده «لتلبية أي طلب أو احتياج يطلب منا من أجل توثيق العلاقة مع السعودية والعالم العربي». وركز الرئيس الفرنسي في كلمته على المساعي التي تبذلها فرنسا لوصل الحوار وتفادي صدام الحضارات، والتنازع بين الغرب والشرق ومن أجل السلام، مشددا على صداقة بلاده لـ«العالم العربي الذي أريد أن أمكنه من الحصول على الطاقة النووية السلمية، ومن أجل التنمية ولمحاربة الفقر والتطرف». وحيا ساركوزي في البداية الأمير الوليد وكذلك «المونسنيور» الأغا خان. وتحدث ساركوزي مطولا عن السعودية مشيدا "بالدور الذي تلعبه السعودية، بلد الحرمين الشريفين من خلال الإسلام". ووصف خادم الحرمين الشريفين بأنه "رجل حكيم، رجل سلام، ذو ثقافة كبيرة. إن فرنسا معجبة وتدعم كل الأعمال التي قام بها جلالة الملك من أجل حوار الديانات. لقاء الملك مع البابا السنة الماضية هو من أهم أعمال السنة الماضية من أجل عملية السلام".

وشكر الأمير الوليد قائلا "سموك، إن كرمك لافتتاح، تشييد، الامتداد لمتحف اللوفر من أجل أن يتسنى لملايين زوار المتحف معرفة فنون الإسلام. لقد أتى الإسلام بأقدم وأرقى حضارات العالم، ويشهد على هذا رئيس معهد العالم العربي. إن اليوم فرصة للفرنسيين بمن فيهم الزوار الأجانب للمتحف وفرنسا كي يروا ان الإسلام هو التقدم، العلم، الإبداع والحداثة. التعصب باسم الإسلام إنما هو خارج عن الإسلام. القتل باسم الاسلام إنما هو الاستهزاء بالإسلام، عدم احترام حقوق المرأة هو استهزاء بالإسلام. لقد اتاح الإسلام، وهذه القاعات تبين ذلك،أن نرى أروع المجموعات الفنية".

وقال ساركوزي في ختام كلمته متوجها بالكلام إلى الضيوف على المنصة وراءه ومن بينهم الأمير الوليد والأغا خان:

سموك، أنت هنا في بلدك، أنت هنا كصديق.

وأريد أن أقول لك أيها المونسنيور أننا جد مسرورين بوجودك معنا، وكيف ساعدتني نصائحك المهمة خلال هذه الأسابيع والأشهر فيما يخص استئناف العلاقات مع بلد كبير كسورية.