مصدر بريطاني مسؤول يؤكد رغبة بلاده في التعاون مع دمشق بعد معالجة «مصادر قلقنا»

لندن تراقب تطورات المنطقة ومخاوف من انهيار تركيا

TT

ترفض الأوسط البريطانية الدبلوماسية فكرة أن تكون المملكة المتحدة تحاول عزل سورية، خاصة بعد إرسال مستشار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، نايجل شاينولد، الى دمشق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 ضمن جهود تحسين العلاقات بين البلدين. وبينما فتحت فرنسا صفحة جديدة مع سورية مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد باريس الأسبوع الماضي، تتحفظ المملكة المتحدة على الانفتاح التام على سورية حتى معالجة «مصادر قلق» لها تخص الدور السوري في لبنان والعراق.

وقال مصدر بريطاني رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته انه «لا توجد سياسة عزلة لسورية»، موضحاً أن «هناك 3 قضايا رئيسية يجب معالجتها لتكون أساس تعاوننا». وشرح المصدر أن القضية الأولى هي دور سورية في عملية السلام في الشرق الأوسط، والتي بدأت تتحرك مع المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل التي تسهلها تركيا. ولكن ما زال الملفان السوريان في لبنان والعراق «مصدر قلق حقيقي يجب معالجته» بحسب المسؤول البريطاني. ولفت الى ان سورية «تدعم أفعالا تؤدي الى قتل جنودنا في العراق وأبرياء هناك»، معتبراً أن دورها في لبنان غير ايجابي.

وتؤكد بريطانيا دعمها للجهود التركية لتسهيل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، ولكنها في الوقت نفسه تتخوف من تداعيات الضغوط على حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وقال المصدر المسؤول إن «الخطر هو من دخول تركيا في حالة تذبذب، فتركيا بلد أساسي في المنطقة». وأضاف المصدر أن «الشعب يجب أن يقرر من يحكمه، لا المحامون»، في إشارة الى القضية الدستورية ضد الحزب الحاكم التي تتهمه أوساط علمانية بأنه يهدد الهوية العلمانية في البلد.

ولفت المصدر البريطاني الى أن «كل قضايا الشرق الأوسط في الهواء الآن، فالعلاقات مع سورية ووقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل وتشكيل الحكومة اللبنانية والمفاوضات بين الفلسطينيين، كلها تتحرك». واعتبر انه يجب الانتباه للمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، قائلاً: «على الرغم من شحة التفاصيل العلنية عنها، هناك مفاوضات حقيقية حول القضايا الجوهرية». وتترقب بريطانيا هذه التطورات، مع إبقاء خط التواصل مع سورية مفتوحاً. وقد التقى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، بنظيره السوري، وليد المعلم، في باريس يوم الأحد الماضي وقبلها في اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق في الكويت في ابريل (نيسان) الماضي. وفي ما يخص الشأن الايراني، أكد مصدر بريطاني رفيع المستوى أن «جزءا من الهدف من المفاوضات مع الإيرانيين والعرض الدولي لهم هو لإظهار أهمية هذا العرض ونفي المقولة الإيرانية بأن هناك ثأرا سياسيا ضدهم». واعتبر المصدر أن مشاركة وكيل وزيرة الخارجية الأميركية، ويليام بيرنز، في اجتماع يوم السبت المقبل مع منسق العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، ومديري الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع المفاوض الايراني، سعيد جليلي: «قرار جيد، لإعطاء الإيرانيين رسالة بأننا جادون في عرضنا». وكشفت لندن أمس أن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، اتصلت بنظيرها البريطاني قبل يوم من إعلان مشاركة بيرنز لإعلامه بهذا التطور. وأضاف المصدر البريطاني: «لم نسمع من الإيرانيين أنهم يأتون بعرض جديد لنا، ولكن علينا الاستماع لما سيقررونه»، موضحاً «في حال لم يتم تواصل ايجابي مع الإيرانيين سنعمل على عقوبات جديدة». ولا تعتبر التطورات في العراق على رأس اهتمامات وزارة الخارجية البريطانية في الوقت الراهن. وتنتظر الأوساط السياسية والعسكرية خطاب رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، قبل نهاية الشهر الحالي أمام البرلمان البريطاني لتحديد مستقبل العلاقات بين البلدين وبقاء القوات البريطانية هناك.