القوات الجوية الإيرانية تجري مناورات ضخمة للردع.. وتعلن تطوير أنظمة رادارية

قائد الحرس الثوري الإيراني: الولايات المتحدة وإسرائيل أحستا بـ«ضعفهما»

TT

أعلنت إيران أن قواتها الجوية تزمع اجراء مناورة واسعة النطاق لتعزيز قدراتها على الردع، في مواجهة أية تهديدات بعد اسبوع من تجربة اطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى من طراز شهاب 2 وشهاب 3، أثارت استياء دوليا كبيرا. وقالت قناة «برس تي.في» الايرانية الرسمية على موقعها على الانترنت، ان قائد القوات الجوية احمد ميجاني، قال إنه ستجري تدريبات قتالية ودفاعية في المستقبل القريب. وقال ميجاني «طورنا اسطولنا الجوي وانظمة الرادار والانظمة الصاروخية، خلال السنوات القليلة الماضية، ونحن مستعدون الآن للتصدي لأي تهديد». وتشير التقديرات الى ان ايران لديها 280 طائرة قتالية، تشمل طائرات ميج ـ 29 الروسية الصنع، لكن يمكنها تشغيل 80 في المائة فقط أو أقل من هذه الطائرات.

وأجرت ايران تجربة في الاسبوع الماضي، لاطلاق صواريخ من بينها صاروخ شهاب 3، تقول انه يمكنه ان يصل الى اسرائيل وقواعد اميركية في الشرق الاوسط، إلا ان خبراء عسكريين ومسؤولين اميركيين شككوا في حقيقة قدرات صواريخ إيران. وبعض المنشآت الاميركية عبر الخليج تقع على مسافة تقل عن 200 كيلومتر من الساحل الايراني، وتوجد قواعد جوية وبحرية في دول عربية قريبة مثل قطر والبحرين. لكن محللين يقولون ان القدرة الحقيقية للرد على أي هجوم، ستكون من خلال استخدام تكتيكات تقليدية أكثر منها صاروخية، مثل نشر طائرات صغيرة لضرب مصالح اميركية أو اسرائيلية. من جهة أخرى،، قال قائد الحرس الثوري الايراني، ان ايران يمكنها درء اية تهديدات. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري قوله امس «اعداء ايران لا يجسرون على توجيه اي تهديد مباشر، أو القيام بأي عمل ضد ايران». وقال جعفري ان الولايات المتحدة واسرائيل أحستا بـ«ضعفهما»، في مواجهة ايران، لذلك «هما تحاولان ممارسة الضغوط على ايران من خلال العقوبات» الاقتصادية. وقال في كلمة القاها في مدينة اروميه الشمالية الغربية إنه بـ«الاجراءات التي اتخذناها، اقتلعنا التهديدات الموجهة الى بلادنا من جذورها، وفي مهدها»، مشيرا الى تصدي إيران لهجمات اصبحت متواترة لـ«المتمردين» في المحافظات الايرانية الحدودية ولاسيما في محافضة سيستان بلوشستان (جنوب شرق) وهي المناطق ذات الاكثرية الكردية في شمال غربي البلاد. وقال جعفري «على المتمردين المسلحين واعداء الثورة أن يتوقعوا تلقي ضربات غضب لحرس الثوري».

الى ذلك، قالت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» ان ايران لديها القدرة على اطلاق صاروخ ذاتي الدفع، يمكنه اصابة اجزاء من شرق أوروبا وجنوبها. وقال تراي اوبرنج اللفتنانت جنرال بالقوات الجوية ومدير وكالة الدفاع الصاروخي للصحافيين، انه يعتقد ان ايران تملك الآن صاروخا مداه 1250 ميلا (2000 كيلومتر) لكنه رفض ان يبين ما إذا كانت تجربة اطلاق هذا الصاروخ أم لا؟ وقالت ايران الاسبوع الماضي، ان من ضمن الاختبارات التي اجرتها خلال مناوراتها العسكرية، اختبارين لاطلاق صواريخ، تضمنا عددا من الاسلحة من بينها ما سماه التلفزيون الايراني الحكومي الصاروخ شهاب ـ 3، وهو صاروخ متوسط المدى، يمكن استخدامه في ضرب اسرائيل. ويبلغ مدى النسخ القديمة من الصاروخ شهاب ـ 3 /800 ميل/ 1300 كيلومتر، لكن نسخة جديدة مطورة يعتقد ان مداها يصل الى 1250 ميلا، الامر الذي يجعله قادرا على اصابة اهداف في اليونان وصربيا ورومانيا وروسيا البيضاء. ويقول البنتاغون ان ايران تعكف أيضا على تطوير صاروخ يعمل بالوقود الصلب، يعرف باسم عاشوراء يبلغ مداه 1250 ميلا. وكان اللفتنانت جنرال مايكل مابلز مدير وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون، قد قال في شهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في 27 من فبراير (شباط) إن «ايران مستمرة في تطوير واكتساب صواريخ ذاتية الدفع، يمكنها ضرب اسرائيل ووسط اوروبا، بما في ذلك مزاعم ايران بشأن نسخة ذات مدى أكبر من الصاروخ شهاب ـ 3 وصاروخ جديد ذاتي الدفع متوسط المدى، يبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويسمى عاشوراء». وعلى صعيد آخر، افاد مصدر دبلوماسي ايراني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، سيصل الى دمشق اليوم للقاء المسؤولين السوريين لـ«شكر سورية على موقفها حول الملف النووي الايراني». وقال المصدر ان «متقي سيلتقي المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد، ونظيره السوري وليد المعلم، ونائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، ليشكر سورية على الموقف الداعم للرئيس الاسد حول الملف النووي الايراني».

ومن المتوقع ان يحمل متقي رسالة من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى نظيره السوري. واضاف المصدر ان متقي سيتناول في محادثاته «الدعم الايراني لسورية، فيما يتعلق بحقوقها في استعادة الاراضي السورية المحتلة في الجولان، بالاضافة الى الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها». وسيعقد متقي مؤتمرا صحافيا في دمشق قبل مغادرته سورية. وكان الرئيس السوري قد اكد السبت في باريس، ان ايران لا تسعى الى الحصول على السلاح النووي، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرؤساء الفرنسي والسوري واللبناني وامير قطر. وقال الأسد «لا يمكن ان نحكم على اشياء لا نراها»، محذرا من ان «الحل يجب ان يكون سياسيا فقط، واي حل غير سياسي ستكون عواقبه وخيمة». وأضاف «نحن ضد اي وجود نووي او اسلحة دمار شامل في الشرق الاوسط وسورية، تقدمت بمشروع الى الأمم المتحدة لإخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل».