قاض أميركي يقرر بدء محاكمة سائق بن لادن بغوانتانامو

«سي آي إيه» : سالم حمدان كان أكثر من مجرد سائق.. بايعه وحمل معه السلاح

TT

قرر قاض فدرالي أميركي في واشنطن اول من امس السماح ببدء محاكمة السائق السابق لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن أمام محكمة عسكرية استثنائية الاثنين المقبل في قاعدة غوانتانامو بكوبا في أول محاكمة من نوعها لأحد المحتجزين في هذا المعتقل، رغم محاولات محامي الدفاع تأجيل هذه المحاكمة.

وكان طرفا الدعوة، محامو الدفاع عن المعتقل اليمني سالم أحمد حمدان، ومحامو الإدارة الأميركية، قدما مرافعات استمرت ساعتين أمام القاضي، طلب فيها الدفاع مراجعة إجراء محاكمة حمدان، الأمر الذي رفضه القاضي جميس روبرتسون وقرر بدء المحاكمة في موعدها المقرر. واحتج محامو الدفاع عن حمدان بحاجتهم إلى وقت للطعن في نظام اللجان العسكرية القضائية، في حين بنى محامو الإدارة الأميركية مرافعتهم على أساس «المصلحة العامة»، معتبرين أن «من مصلحة الجمهور أن يشاهد أشخاصاً مماثلين يمثلون أمام العدالة بأسرع وقت». وأوضح جوزيف ماكميلان، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن حمدان، أن أعضاء الهيئة «مقتنعون بأن حمدان يجب ألا يمثل» أمام هذه اللجنة العسكرية، كما طعن محامو الدفاع في «دستورية» و«قانونية» هيئة عسكرية شكلت كمحكمة استثنائية في سابقة هي الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. الى ذلك قال ضباط مخابرات اميركيون من «سي أي ايه» اول من امس ان اليمني سالم حمدان كان أكثر من مجرد سائق لاسامة بن لادن زعيم «القاعدة».

وقالوا للقاضي في جلسة تمهيدية قبل المحاكمة في القاعدة البحرية الاميركية في كوبا ان حمدان كان ينقل أسلحة وقال انه بايع ابن لادن وكان يحصل على شيك راتبه من زعيم «القاعدة» مباشرة. وكان حمدان وقع في الاسر في افغانستان عام 2001. وقال محامون عن الارهابي المتهم الذي يمثل امام أول محكمة اميركية لجرائم الحرب منذ الحرب العالمية الثانية ان حمدان كان مجرد سائق وميكانيكي في فريق سائقي ابن لادن أدى هذه الوظيفة لانه كان في حاجة الى راتبه الشهري منها وقدره 200 دولار.

وفي شهادة على مدى يومين قال ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي وضباط اتحاديون اخرون ان حمدان دلهم على مخابئ ابن لادن ومعسكرات تدريبه في أفغانستان. وقال روبرت مكفادين الضابط في مصلحة التحريات الجنائية للبحرية الذي استجوب حمدان في غوانتانامو عام 2003 : «شرح سالم كيف انه بايع أسامة بن لادن». واشار مكفادين الى حمدان وابن لادن معا في صورة قدمت الى المحكمة ولاحظ انهما كان يحملان بنادق. ومن المقرر ان يمثل حمدان للمحاكمة يوم الاثنين بتهم التآمر وتقديم دعم مادي الى ارهابيين. وكانت محكمة اتحادية رفضت في واشنطن جهود محاميه لتأجيل محاكمته اول من امس. ويواجه حمدان وهو في أواخر الثلاثينات من العمر احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة اذا أدين. وكانت جماعات حقوقية واخرى انسانية قد اعتبرت محكمة جرائم الحرب الاميركية التي انشئت لمحاكمة المشتبه بهم في قضايا الارهاب بعد هجمات 11 من سبتمبر (ايلول) عام 2001 على الولايات المتحدة غير عادلة. وكان محامو حمدان قد جادلوا بان حكما تاريخيا للمحكمة العليا الاميركية الشهر الماضي اعطى سجناء غوانتانامو الشهر الماضي وهم نحو 265 سجينا في الوقت الحالي وكثير منهم محبوسون منذ سنين بدون توجيه اتهام اليهم، لهم حقوق دستورية اساسية. غير ان قاضي المحكمة الجزئية الاميركية جيمس روبرتسون أيد حجة الحكومة ومفادها ان قانونا صدر عام 2006 يسانده الرئيس جورج بوش لا يسمح بمثل هذه الطعون الا بعد محاكمة.