لندن تكشف عن خطط لمكافحة التطرف الإسلامي في المدارس

مجلس من الأكاديميين من جامعتي أوكسفورد وكامبردج لإعطاء النصائح بشأن التصدي للأصوليين

TT

اعلنت الحكومة البريطانية امس انها ستعمل على تلقين الشباب البريطاني المسلم قيم المواطنة في المدارس التابعة للمساجد للحيلولة دون تأثرهم بالتطرف الاسلامي. وسيتم تطبيق تجربة الدروس الجديدة بدءا من الفصل الدراسي الجديد في سبتمبر (ايلول) المقبل في لندن وغيرها من المناطق التي تسكنها اعداد كبيرة من المسلمين مثل برمنغهام وليشستر وسط انجلترا واولدهام وروشتديل وبرادفور شمال انجلترا.

وتأتي هذه المبادرة في اطار مجموعة من الاجراءات بينها تشكيل مجلس جديد من الاكاديميين ورجال الدين وقادة المجتمع لاعطاء النصائح بشأن معالجة التطرف والتصدي للاصوليين، واظهار انه لا يوجد تضارب بين ان يكون الشخص مسلما وبريطانيا في الوقت ذاته. وسيتم انشاء المجلس بمعرفة عدد من الباحثين في جامعتي اوكسفورد وكامبردج البريطانيتين العريقتين، وسيعمل بشكل مستقل حسبما اوضح مسؤولون بريطانيون. ومن المخطط ان يضم المجلس 20 باحثا في الدراسات الاسلامية لم يتم الاعلان بعد عن اسمائهم. ومن المنتظر ان يبحث المجلس قضايا هامة مرتبطة بمسلمي بريطانيا مثل واجباتهم نحو الدولة كمواطنين بريطانيين. وأكدت هيزل بليرز وزيرة الاقاليم والحكم المحلي ضرورة تزويد الشباب المسلم من بين سكان بريطانيا المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة، بالمهارات اللازمة للوقوف في وجه المتطرفين. وقالت «يجب علينا ايجاد اماكن آمنة لاجراء حوارات منطقية بشأن المسائل التي يمكن ان يسعى المتطرفون الى استغلالها والعمل على تعريف الشباب بان دينهم ينص على تعلم قيم المواطنة المشتركة». من جهته قال الشيخ الدكتور كمال الهلباوي الناشط الاسلامي المتحدث الأسبق باسم «الإخوان في الغرب»، ان هناك حاجة الى وجود منهج واضح لتدريس الاسلام للاطفال. وأضاف نحن مع مناهج تشعر الاطفال المسلمين بالعزة والفخر لانهم ينتمون لهذا الدين، ونعمل في الوقت ذاته على ترسيخ مفهوم المواطنة في نفوسهم. وأوضح الذي يشغل ايضا منصب مستشار مركز دراسة الحضارات العالمية بلندن، ورئيس مركز دراسات الإرهاب من وجهة النظر الاخرى لـ«الشرق الأوسط»، اننا يجب الا نفصل المدرسة عن المجتمع حتى لا يشعر ابناؤنا بالاسلام فوبيا، ومن المهم ان ندرس الاجيال الجديدة مفهوم ومنهج الوسطية في الاسلام، كجزء من حملة التصدي للفكر المتطرف». واضاف الهلباوي «نريد ان يشعر اطفالنا بالفخر لانهم مسلمون، وبالفخر لانهم بريطانيون في الوقت ذاته». وسعت السلطات البريطانية الى التفاعل اكثر مع المسلمين في البلاد منذ التفجيرات الانتحارية في لندن في 2005 والتي فجر فيها اربعة بريطانيين انفسهم في وسائل النقل في المدينة مما ادى الى مقتل 52 شخصا.

ويتم التركيز على تشجيع روح الهوية الوطنية المشتركة لمكافحة ما يسمى بـ«صدام الحضارات» بين الشرق والغرب خصوصا بعد حرب العراق. ونشرت الحكومة الشهر الماضي برنامج «التخلص من التطرف» الذي يتضمن نصائح للسلطات المحلية بترسيم مناطقها استنادا الى الديانة لضمان وضع انظمة تقضي على أي تمويل او دعم من جماعات غير مناسبة.