تل أبيب: «القاعدة» تجند فلسطينيين من القدس وإسرائيل لاغتيال الرئيس بوش

الشبان الستة اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم خلال التحقيق

TT

وفق لائحة اتهام قدمت الى محكمة إسرائيلية، أمس، نجح تنظيم «القاعدة» العالمي في تجنيد 6 شبان فلسطينيين، 4 من القدس الشرقية المحتلة واثنان من مواطني إسرائيل العرب (فلسطينيي 48)، في تنظيم خطط لاغتيال الرئيس الأميركي، جورج بوش، وغيره من الشخصيات المهمة التي تصل الى القدس.

وادعت المخابرات بأن الشبان الستة اعترفوا بالتهم الموجهة اليهم خلال التحقيق، ولذلك أعدت لهم لائحة اتهام سريعة، بعد أقل من شهر من إلقاء القبض عليهم.

ويتضح من لائحة الاتهام، كما صاغتها النيابة الإسرائيلية، ان الشبان الستة هم الذين بادروا بإرادتهم لتشكيل التنظيم. اثنان منهم طالبان في الجامعة العبرية في القدس، أحدهما محمد نجم، 24 عاما، هو من مدينة الناصرة في الشمال، يدرس الكيمياء ويقيم في مساكن الطلبة في الجامعة. ومن غرفته يطل على الملعب الرياضي التابع لجهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلية «الموساد». وقد لاحظ ان الملعب يستخدم في أحيان كثيرة لهبوط الطائرات المروحية، وفهم من خلال متابعة العديد من سيارات الشرطة والإسعاف ان هذه المروحيات تقل شخصيات مهمة تزور إسرائيل. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، شاهد طائرة الرئيس بوش تهبط في المكان، فبدأت تتبلور لديه خطة لإسقاط مروحية بوسائل بسيطة في أثناء هبوطها.

وقد دخل محمد نجم الى عدة مواقع في الانترنت، ليفحص امكانية ايجاد وسائل لإسقاط الطائرة. واتصل بعدة مواقع يستخدمها الإسلام السياسي وتنظيماته العسكرية. ووصل بهذه الطريقة الى تنظيم «القاعدة» العالمي، فتلقفوه وراحوا يزودونه بالمواد المكتوبة التي تتضمن مواقف سياسية متطرفة ومواد ارشادية حول اعداد العبوات الناسفة.

وفي هذه الأثناء، أفشى محمد نجم سره أمام زميله وصديقه، ابراهيم ناشف، 22 عاما، وهو طالب في كلية العلوم أيضا ويدرس الفيزياء والحاسوب، وقدم من مدينة الطيبة ويقيم في مساكن الطلبة. واتفقا على اكمال المشوار معا. وكانا يترددان على المسجد الأقصى المبارك في الشق الشرقي المحتل من المدينة، فالتقيا هناك وتصادقا مع أربعة شبان آخرين، هم: أنس شوبكي،21 عاما، وأحمد شوبكي ،21 عاما، وهما قريبان من حي جبل المكبر جنوبي القدس، ويوسف سومرين (21 عاما) من بيت حانينا وكامل أبو قويدر، 22 عاما، من حي شعفاط، وتحول الأقصى الى موقع اللقاء الدائم لهم جميعا.

وجاء في لائحة الاتهام ان الشبان الستة بدأوا يخططون لتنفيذ عمليات نوعية ضد اسرائيل وضيوفها منذ مطاع السنة، ولم يخفوا نواياهم خلال مراسلاتهم في الانترنيت. وان النيابة الاسرائيلية تتهمهم بالعضوية في تنظيم ارهابي والتخابر مع عميل أجنبي ومساعدة العدو في وقت الحرب وحيازة مواد تحريضية وتجنيد أشخاص واقامة بنية تحتية لتنظيم إرهابي. وهذه تهم توصل صاحبها، إذا ما أدين فيها، الى السجن حوالي 20 عاما.

وقد نشر النبأ عن هذه المحاكمة بشكل صاخب في اسرائيل ورأى فيها المسؤولون «تصعيدا خطيرا في نشاط الارهاب الدولي، يستند الى مواطنين اسرائيليين وفلسطينيين يتسمون بالسذاجة والبساطة». ولكن ذوي المعتقلين، يتهمون الشرطة والمخابرات ووسائل الاعلام بتضخيم الموضوع. وقال أحد أقرباء الشاب من الناصرة، أمس، «أشم رائحة بدعة في الموضوع. فهؤلاء شبان صغار لا علاقة لهم بـ«القاعدة» ولا غيرها. يدخلون في الانترنت وتغريهم مختلف المواقع الشابة لا أكثر. وحتى حسب لائحة الاتهام، فإنهم لم يفعلوا شيئا وكل الاتهامات ضدهم تتحدث عن نوايا». وقال أحد أقرباء الشاب من الطيبة، انه بعد أن شاهد طريقة اعتقال إبراهيم الناشف، والتي شارك فيها حوالي مائة شرطي يرافقهم رجال مخابرات وقوات قمع مظاهرات، ورأى لائحة الاتهام، أدرك ان هذه لعبة استعراض عضلات من المخابرات.

الجدير ذكره ان المخابرات الإسرائيلية كانت قد ضبطت قبل حوالي الشهر، شابين آخرين من فلسطينيي 48، هما طاهر وعمر أبو سكوت، ادعت انهما تجندا لتنظيم «القاعدة». وهما يقبعان في السجن حاليا.