صديقة سمير القنطار الصحافية اليهودية: تأخير إطلاق سراحه جعله متطرفا

التقته في سجنه طوال سنة وتبادلا التجارب والمواقف

TT

انتقدت الصحافية الاسرائيلية حين كوتس ـ بار الحكومة على التأخير في اطلاق سراح الأسير اللبناني السابق سمير القنطار وقالت انه «لو تم اطلاق سراحه قبل ثلاث سنوات، لما كان بهذا التطرف ضد اسرائيل».

وقالت كوتس ـ بار، التي تعتبر نفسها الصديقة اليهودية للأسير اللبناني السابق، انها تعرفت عليه واستمعت لآرائه فوجدته مرنا ومعتدلا. وكان من المفترض أن يتم اطلاق سراح سمير القنطار في صفقة تننباوم (الضابط في جيش الاحتياط الاسرائيلي الذي تورط في تجارة المخدرات وأغراه أحد نشطاء حزب الله ليأتي اليه وأوقعه في الأسر، ثم اطلق سراحه في صفقة تبادل بين اسرائيل في زمن حكومة شارون سنة 2004). ولكن الامتناع عن اطلاق سراحه آنذاك وتبني حزب الله لقضيته، دفعا به الى أحضان حزب الله فتحول غضبه الى كراهية، على حد قول الصحافية اليهودية. وفي مقال مطول نشر في صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، أمس، كشفت كوتس ـ بار عن قصتها مع القنطار فقالت انها توجهت اليه قبل أربع سنوات طالبة اجراء حوارات معه في اطار مهمة صحافية انسانية. وفي البداية ساد الشك عنده حول أهدافها من جهة، وغلب عليها التردد من جهة ثانية لأن أحدا في محيطها لم ينصحها بالمضي في هذه التجربة. وقد طلب اليها القنطار أن تكتب الحقيقة فقط قائلا لها «أنا أكلمك بصدق وواقعية، فلا تنجري وراء الكليشيهات» فوافقت وهكذا سادت الثقة بينهما.

والتقت كوتس ـ بار طيلة سنة مع القنطار في سجنه في نفحة في النقب ثم في «هداريم»، السجن الذي بقي فيه حتى اطلاق سراحه. واجتمعت به عدة ساعات كل مرة. وكانت اليهودية الوحيدة التي التقاها خلال 29 عاما، من خارج اطار موظفي السجون والمحاكم. وقد وافق معها على انها لو جاءته في فترة صباه حالما اعتقل، لما كان وافق على لقائها ـ «ولكن السنين تفعل فعلها في الانسان. وقد علمتني أن أصغي لكل انسان في العالم». وقالت انهما تحدثا في مختلف القضايا الانسانية، فأطلعها على صور أفراد عائلته وحدثها عن حياته وأفكاره فيما حدثته هي عن والدها، الناجي من الهولوكوست (كارثة اليهود في زمن النازية الألمانية). وأشار لها أن تقرأ عددا من الكتب حول الصراع الاسرائيلي العربي. وتطرقت الصحافية الاسرائيلية الى ما ينشر في اسرائيل عن القنطار كما لو انه قاتل أطفال، بسبب قتل الطفلة عنات هران البالغة من العمر 4 سنوات. فحسب الرواية الاسرائيلية قام سمير القنطار في حينه بضرب رأسها بالصخر أو بكسر جمجمتها بكعب البندقية. فقالت له: أنا أم لطفلة عمرها خمس سنوات، وكل مرة أخرجها من الحمام وألفها بالمنشفة، أتذكر عنات.

وقد رد القنطار عليها مقدما روايته عن هذه العملية للصحيفة الاسرائيلية التي قالت: «لقد غضب بشدة من هذه الرواية وقال انه لا يوجد أحقر من هذا الافتراء ضده. فالاسرائيليون ـ كما قال ـ هم أكثر من يعرف ان الطفلة عنات قتلت بالرصاص. ولم تكن بين يدي ساعة مقتلها، بل كانت بالقرب من والدها دان هران، الذي كان يصيح بقوات الجيش الاسرائيلي التي هاجمتنا بأن لا يطلقوا الرصاص، لكنهم لم يكترثوا لرجائه وواصلوا اطلاق الرصاص حتى قتلوه ثم قتلوا ابنته».

وتقول كوتس ـ بار انها ردت عليه قائلة: «رغم ما تقول تبقى هناك حقيقة وهي انه لولا مجيئك الى بلادنا في ذلك القارب لتنفيذ عملية ارهاب، لكانت عائلة هران تعيش اليوم في حال طبيعي» فأجابها «ولولا مجيئكم الى بلادنا فلسطين، وتشريدكم شعبنا واحتلالكم أرضنا، لكنت أنا اليوم طالبا في جامعة أكسفورد. أتعرفين ان جيشكم دمر لبنان ثلاث مرات؟ هل تعرفين كم من البيوت أحرقت في لبنان على من فيها خلال قصفكم؟». وعلى الرغم من النقاشات الحادة بينهما، كما تقول، فإنهما حافظا على علاقة ودية رتيبة. وذات مرة قال لها القنطار انه يراها خارج الصراع الاسرائيلي العربي، لكنها أجابته قائلة: «هذا مستحيل».