المؤتمر العالمي للحوار يختتم أعماله بالدعوة لبذل جهود دولية للتصدي لظاهرة الإرهاب وتعريفها

المشاركون أصدروا إعلان مدريد وقدموا شكرهم لخادم الحرمين

جانب من الحضور في إحدى جلسات المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الإسبانية مدريد أمس (واس)
TT

أختتم المؤتمر العالمي للحوار أعماله أمس الجمعة في العاصمة الإسبانية مدريد الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على مدى ثلاثة أيام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، واستضافته مملكة إسبانيا بإصدار اعلان مدريد، الذي اكد أن الإرهاب ظاهرة عالمية تستوجب جهوداً دولية للتصدي لها بروح الجدية والمسؤولية والإنصاف، من خلال اتفاق يحدد معنى الإرهاب، ويعالج أسبابه، ويحقق العدل والاستقرار في العالم. ودعا منظمو المؤتمر الامم المتحدة الى تنظيم «دورة خاصة للحوار» بين الاديان «للتصديق على نتائج» مؤتمر مدريد.

واضاف البيان المعنون «إعلان مدريد» ان مثل هذه الدورة ستتيح «النهوض بالحوار بين اتباع الديانات والحضارات والثقافات.

وبدأت الجلسة بكلمة الرئيس البرتغالي السابق خورخي سمبايو المفوض السامي الدولي لتحالف الحضارات ألقاها نيابة عنه إقبال رضا، أكد فيها أهمية هذا المؤتمر الذي جاء بدعوة من خادم الحرمين الشريفين، معربا عن تقديره للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على هذه المبادرة التي تجسد حرصه على التعايش السلمي بين مختلف الشعوب.

وأكد المفوض السامي الدولي لتحالف الحضارات أن الترويج بأن الأديان هي السبب في الصراعات التي يشهدها عالمنا اليوم غير صحيحة ووصفها بالأمر الخطير. وقال «إن معظم الصراعات هي سياسية بالدرجة الأولى فالتمييز والتهميش الاجتماعي والظلم الاجتماعي وانعدام العدل والاختلالات السياسية كلها لها دور في هذه الحروب». وأضاف «إن التأثير الايجابي للديانات السماوية نجده في التعاليم الدينية التي تحض أتباعها على التشبث بها مثل الحق في حياة كريمة وكل هذا سيؤصل العلاقات بين الشعوب والمجتمعات».   إثر ذلك ألقيت كلمة ضيوف المؤتمر ألقاها نيابة عنهم رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان الكاردينال جان لويس توران نقل فيها تحيات بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر للمشاركين، وأكد أن الحوار الذي يستند إلى المحبة والاحترام هو أحسن طريقة للوصل إلى الانسجام والسعادة والسلم بين مختلف شعوب الأرض.

وعبر عن امتنانه لخادم الحرمين الشريفين لتبنيه لهذه المبادرة، وقال «منذ الافتتاح سطر الملك عبد الله بن عبد العزيز الخطوط العريضة لهذا المؤتمر حينما قال في كلمته التي افتتح بها المؤتمر (وإذا كنا نريد لهذا اللقاء التاريخي أن ينجح فلا بد أن نتوجه إلى القواسم المشتركة التي تجمع بيننا، وهي الإيمان العميق بالله والمبادئ النبيلة والأخلاق العالية التي تمثل جوهر الديانات)». وأضاف «أنه من خلال مداولات المؤتمر تبين أنه بالإمكان أن نجتمع ونحترم عقائدنا وأن نتعلم طرقا جديدة للحوار». بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة أكد فيها أن هذا المؤتمر العالمي للحوار المنعقد في مدريد الذي جاء بدعوة ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وتنظيم من رابطة العالم الإسلامي ضم شخصيات متميزة من أتباع الأديان والفلسفات المعتبرة وبخاصة من له تجربة في الحوار من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أنه سادت المشاركين في المؤتمر الرغبة الصادقة في الحوار الجاد المثمر، والتعاونُ الصادقُ بين مختلف أتباع الأديان والفلسفات من أجل الإسهام في إسعاد البشرية، والتخفيف من أزماتها ومواجهة دعوات الصراع بين الحضارات. وبين أن المشاركين عبروا عن ضرورة التعاون فيما يعلي من شأن القيم الفاضلة، ويعمق روح التعاون والتسامح، ويسهم في الحفاظ على البيئة التي خلقها الله وسخرها لبني الإنسان، ويحافظ على الأسرة والمجتمعات، ويعمق الإيمان بالله وطاعته في نفوس الناس. وقال «لقد كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح المؤتمر منطلقاً للمؤتمرين فيما تناولوه من قضايا. وكذلك كانت كلمة الملك خوان كارلوس، وما عُرِض في جلسات المؤتمر من آراء قيمة، ومقترحات مفيدة».

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن رابطة العالم الإسلامي تقدر للجميع جهودهم وتعاونهم، وتنظر إلى هذا المؤتمر نظرة متميزة، وتتطلع إلى مزيد من التعاون مع مختلف المؤسسات والمنظمات والشخصيات الراغبة في الخير، والداعية إليه من مختلف أنحاء العالم، وتعد المشاركين في هذا المؤتمر بمزيد من المتابعة، واللقاءات المثمرة. وأكد المؤتمر في إعلان مدريد على وحدة البشرية وسلامة الفطرة الإنسانية في أصلها وأن التنوع الثقافي والحضاري بين الناس آية من آيات الله، وسبب لتقدم الإنسانية وازدهارها، كما أكد على أهمية الدين والقيم. وكان المؤتمر العالمي للحوار عقد جلسة عمله الخامسة صباح أمس تحت عنوان «إشاعة ثقافة الحوار والتعايش»، بفندق أوديتريوم بالعاصمة الإسبانية مدريد برئاسة القس الدكتور رياض جرجور، الأمين العام للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي في أميركا. وناقش المشاركون خلال الجلسة أربع أوراق عمل، حيث قدم نبيل لوقا بباوي، عضو مجلس الشورى المصري، ورقة عمل عن الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش. كما قدم البروفيسور يوزو أتاكاكي، الأستاذ في جامعة طوكيو وعضو منتدى الحوار الإسلامي الياباني، ورقة عمل بعنوان «رسالة من الشرق عن الحوار القائم على التجربة الذاتية»، تلاه الدكتور وليم بيكر، رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في أميركا بورقة العمل الثالثة عن «الحوار والسلام والتعايش». وكانت الورقة الرابعة للدكتورة مكية نجار، الباحثة الإسبانية في العلاقات الدولية ـ المسلمون في أوروبا ـ عن «دور المرأة في إشاعة ثقافة التعايش والحوار».