التركي: إعلان مدريد ركز على رؤية ومبادئ مشتركة وتضمن توصيات محل اتفاق الجميع

أكد في مؤتمر صحافي ضرورة تكامل الجهود الشعبية مع الجهود الرسمية لإنجاح الحوار

د. عبد الله بن عبد المحسن التركي أثناءإحدى جلسات المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الإسبانية مدريد أمس (واس)
TT

أوضح الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس المؤتمر العالمي للحوار، أن نظرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، نظرة عالمية، فهو يدرك أن في الرسالات الإلهية ولدى أتباع الأديان والثقافات المعتبرة قيماً مشتركة ورصيداً كبيراً في مواجهة وحل المشكلات الإنسانية.

وقال إن «هذه النظرة يجب أن نركز عليها، فالمؤتمر لا يحمل توجها سياسيا معينا، ولا يحمل آيديولوجية معينة، ولكنه ينظر نظرة إنسانية، ومن هنا وجهت الدعوة للمشاركين كأشخاص باعتبارهم شخصيات متميزة في المجال الديني أو في مجال الحوار أو في العلاقات الإنسانية».

وبين الدكتور التركي، في كلمة استهل بها المؤتمر الصحافي المشترك مع الدكتور عز الدين مصطفى ابراهيم، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الثقافية، الذي عقد عقب اختتام المؤتمر، أن إعلان مدريد ركز على رؤية مشتركة وعلى مبادئ محل اتفاق الجميع، وتضمن توصيات اتفق عليها الجميع.

وأكد ضرورة تكامل الجهود الشعبية مع الجهود الرسمية لإنجاح الحوار، حتى يكون للدين والثقافة والقيم أثر على السياسة وعلى العلاقات العالمية.

بعد ذلك أجاب الدكتور عبد المحسن التركي على أسئلة الصحافيين، موضحا أن هناك رغبة في نقل الحوار وأهميته من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين ليكون عالميا، لأن إعلان مدريد ركز على بعض الأمور التي تتطلب إجراءات دولية عالمية، وهيئة الأمم المتحدة هي الهيئة التي تلتقي فيها جميع دول العالم. وبين أن إعلان مدريد لم يتضمن الدعوة لعقد مؤتمر آخر مثل هذا المؤتمر، ولكنه ركز على إشاعة ثقافة الحوار، من خلال عقد ندوات ومؤتمرات في أنحاء العالم، ونص على تكوين فريق عمل يدرس عوائق الحوار، وفي الحلول التي يراها لإزالة تلك العوائق، مشيرا إلى أن توصيات المؤتمر موجهة لكل مؤسسات الحوار في العالم.

وأكد التركي أن رابطة العالم الإسلامي وغيرها من المؤسسات سواء في البلاد الإسلامية أو في خارجها معنية بهذا الأمر، ويسرها أن تعقد العديد من الندوات أو اللقاءات حول قضايا الحوار.

وأشار إلى أن اليهود أتباع ديانة معتبرة، وموسى عليه السلام من الأنبياء الذين يقدرهم المسلمون، وقال «إنه لا توجد مشكلة بين الديانة الإسلامية والديانة اليهودية أو المسيحية، ولكن المشكلة قد تكون في تصرفات الأتباع وممارساتهم».

وعن دور الإعلام في نشر ثقافة الحوار أكد الدكتور التركي أهمية ثقافة الإعلاميين في معرفة أوضاع العالم، سواء الثقافية أو الدينية أو الفلسفات، حتى يتمكن من تقديم رسالة أفضل في هذا المجال.

وعن إمكانية إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالحوار أوضح أن هذا الموضوع محل اهتمام وتفكير وبحث، وقد لا تكون قناة واحدة، بل أكثر من قناة، لأن الحوار يمكن من التواصل العالمي بين الثقافات والحضارات وتصحيح الصورة وتعرف كل طرف على الآخر.

وشدد الدكتور التركي على ضرورة تركيز وسائل الإعلام في مختلف دول العالم على المشترك الإنساني، لأن التركيز على السلبيات لن يوصل إلى نتيجة.

من جانب آخر قال الدكتور عز الدين مصطفى إبراهيم، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الثقافية، إن «الآليات الموجودة لاستمرار الحوار قائمة ولن تتوقف عند اللجوء لهيئة الأمم المتحدة، بل انه قد تكون فريق عمل يحدد الخطوات القادمة»، وأضاف وقد «سمعت خادم الحرمين الشريفين في الرياض يقول بلغة واضحة انه ليس مؤتمرا واحدا وإنما سوف تعقبه لقاءات أخرى في أماكن أخرى من العالم»، مشيرا إلى أن هناك اقتراحاً قائماً بعقد لقاء أو مؤتمر في اليابان.   وأكد الدكتور إبراهيم أن الدين الإسلامي لا يمنع التحاور مع احد أبدا، فهو منفتح على الجميع.