الأمين العام لمؤتمر الدين من أجل السلام: حصاد نتائج المؤتمر العالمي للحوار سيستمر مع استمرار الزمن

عده رسالة عميقة من خادم الحرمين لشعوب العالم للبحث عن السلام

TT

عبر الدكتور وليم فندلي، في الولايات المتحدة، عن تقديره لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لعقد المؤتمر العالمي للحوار وعده رسالة عميقة من خادم الحرمين الشريفين لشعوب العالم للبحث عن السلام والتعايش السلمي وفق القواسم الإنسانية المشتركة التي تجمع عليها الأديان السماوية والثقافات والحضارات المختلفة. وقال «إن هذا المؤتمر يدعونا إلى التحرك نحو تغيير ما يدور في العالم حيث يموت ملايين الأطفال بسبب الفقر والمجاعة»، وأضاف فيندلي في تصريح صحافي «إن المشكلات والمعضلات التي نعيشها في عالمنا اليوم لن تحل ما لم يتعاون أهل الأرض جميعا متحدون». ولفت النظر إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز  مع بابا الفاتيكان بنيدكت السادس عشر، وقال «إن ما تحمله تلك الصورة الجميلة للقاء من معاني جميلة لا تعني أن يتخلى كل طرف عن معتقداته، بل تعني التفاهم والتعاون من أجل كرامة الإنسانية ورفعتها».

وعن توقعاته لنتائج المؤتمر في المستقبل المنظور قال فندلي «إن حصاد نتائج هذا المؤتمر سيستمر مع استمرار الزمن، ويجب ألا ننظر إلى العناوين التي تتصدر الصحف، بل ننظر إلى القلوب التي أودع الله فيها السكينة، وإلى الزعماء الصادقين الذين يدعون الناس إلى التعاون في ما بينهم، ومع وجود مثل هذه الأمور فإننا بحاجة إلى تسريعها والإعلان عنها، ولا شك أننا سنقطف ثمار هذا الجهد المخلص الذي بذله خادم الحرمين الشريفين».

وعن الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام المختلفة في غرس الأخلاق الحميدة التي تحافظ على تماسك الأسرة وكيان المجتمعات، قال فيندلي «إن هناك وسائل للوقوع في الخطأ يغري بها الشيطان لأجل الابتعاد عن الفضيلة ويصورها بطريقة تجعل منها فضائل»، وعد أفضل الطرق لتجنبها هو الابتعاد عن تلك الوسائل جميعا، وألا يقع الإنسان في شرك الشيطان أو شرك جنوده.

وقال «إن بعض الناس غير المحصنين من هذه الأفخاخ ينجرون في متاهات المدنية الحديثة وينسون القيم والمثل الفاضلة التي نتعلمها من الدين ومن التقاليد الأصيلة الموروثة».

وأضاف «أنه ليس من العيب الاستفادة من المدنية الحديثة ومن العلوم العصرية في مواجهة المخاطر المحدقة التي تهدد الجنس البشري مثل التغير المناخي وغيره، ولكن لا يمكن للمدنية الحديثة أن تصنع أخلاقا حميدة جديدة وقيما فاضلة مطورة تتماشى مع العصر. لأن الأخلاق الحميدة هي شيء متوارث ومنصوص عليه في الكتب السماوية. ولكن بتعاون الأسرة والمجتمع وبتغذية الروح وبالاستفادة مما منحنا الله إياه من المعرفة يمكن التعرف على المشاكل التي نواجهها في البيت وفي المدرسة وفي حياتنا العامة والخاصة، وفوق هذا كله أن نشعر بما ذكر القرآن من الخضوع والاستسلام للرب الخالق ولتعاليمه السامية التي نزلت على رسله والتي تتحقق منها العدالة ومنه يمكننا الإصلاح والتعديل».

وعن الآليات المناسبة للتوصل إلى تفاهم مشترك بين أتباع الأديان السماوية والثقافات والحضارات، وصولا للتعايش السلمي، استشهد  فيندلي بقول الله تعالي في كتابه الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، وأضاف «إن المهمة التي يجب أن نحملها هي التعرف على بعضنا البعض، وألا نسخر من بعضنا بعضا أو نعمم صفات البعض على الكل، وهو الأمر الذي يتطلب شجاعة منا وجرأة، كما يتطلب منا أن نعمل ببساطة وبقلوب صافية، فلا يمكننا أن نشعر بالرحمة إلا إذا طبقناها بأنفسنا، كما أننا لن نشعر بالمحبة إلا إذا كانت جزءا من حياتنا.

وعن موقفه من الهجوم على الدين الإسلامي الحنيف من بعض وسائل الإعلام في الغرب، قال فيندلي «إن هناك مأساتين تتعاقبان على بعضهما البعض وتغذي إحداهما الأخرى: الأولى أنه في كل دين من الأديان توجد طائفة صغيرة تفسر تعاليم دينها بطريقة خاطئة، والمأساة الأخرى هي الفهم الخاطئ للإسلام من غير المسلمين، ويأتي دور الإعلام ليبرز ويضخم هاتين المأساتين».

وخلص فيندلي إلى القول «إنه يجب علينا أن نبتعد عن الروتين العادي في الحوارات ونترجمه إلى خطوات عملية، وعندها عندما يفسر الإسلام بطريقة مغلوطة، يقف المسيحي مدافعا عن الإسلام، ويجب أن نستعيد الدين ممن اختطفوه من وسائل الإعلام ومن المتطرفين وغيرهم ممن استغلوا الدين لأهداف بعيدة عنه وعن أهدافه السامية».