بيرنز يستخدم خبرته مع الليبيين في الاجتماع مع الإيرانيين

معروف بقدرته على قراءة الإشارات المتناقضة

ويليام بيرنز
TT

اختير ويليام بيرنز، وكيل وزيرة الخارجية الاميركية، ليجلس مع المفاوض الايراني في الملف النووي الايراني سعيد جليلي وبحث الملف النووي الايراني المثير للجدل في جنيف اليوم. وعلى الرغم من ان بيرنز يشارك نظراءه من المديرين السياسيين في وزارات خارجية كل من الصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا والممثل الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا في هذه المهمة، الا ان كل الاضواء ستكون عليه مع ترقب امكانية الانفتاح الاميركي على ايران. وهذه ليست المهمة الاولى لبيرنز في فتح افاق جديدة مع دول قاطعتها الولايات المتحدة في السابق، فكان بيرنز أرفع دبلوماسي يتواصل مع الليبيين قبل تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل نهائي عام 2006. ويمتنع مسؤولون ودبلوماسيون اميركيون عن الحديث للاعلام حول دور بيرنز أو الربط بين التجربة في ليبيا والاوضاع في ايران، خوفاً من ارسال «اشارة» جديدة للايرانيين. ويفضل الاميركيون انتظار نتائج اجتماع اليوم قبل الحديث عن احتمال فتح مسار مشابه مع الايرانيين. وفي اتصالات «الشرق الاوسط» مع عدد من المسؤولين والدبلوماسيين الاميركيين، كان هناك امتناع عن الحديث عن مشاركة بيرنز بسبب اهمية اللقاء والتأكيد على ان الكرة باتت في ملعب الايرانيين وعليهم ابداء رغبتهم في التفاوض، مع تعليق تخصيب اليورانيوم، قبل الحديث عن سيناريوهات مشابهة لكوريا الشمالية أو ليبيا اللتين تخليا عن برنامجهما النووي مقابل علاقات افضل مع الولايات المتحدة وحلفائها. وتفيد مصادر اميركية ان «صبر» بيرنز في التعامل مع الليبيين بين عامي 2003 و2006 ادى الى تطبيع العلاقات، بالاضافة الى قدرته على «قراءة الاشارات المتناقضة». ويعتمد بيرنز على تعليمات واشنطن ولكن ايضاً على خبرته الشخصية في التعامل مع الليبيين لتطبيق سياسة «دبلوماسية الحزم» للتعامل مع الملف النووي الايراني. وقال بيرنز في شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي ان تركيز وزارة الخارجية الاميركية هو «الاستمرار في العمل على هدف اطلاق اعادة دراسة استراتيجية في طريقة تفكير ايران». وأضاف في جلسة يوم 9 يوليو (تموز) الحالي: «على المدى البعيد، نأمل ان نبني علاقات بين شعبينا من خلال التبادل التعليمي والثقافي وغيرها، للتغلب على 30 عاماً من العزلة التي قطعت العلاقات بين مجتمعينا». ويذكر ان فريق كرة السلة الايراني الاولمبي يواجه فرق اميركية في ولاية يوتاه غداً بدعوة اميركية، بالاضافة الى بذل وزارة الخارجية جهوداً لاستضافة فريق كرة القدم الايراني نهاية هذا العام، ضمن جهود اميركية لبناء جسور مباشرة مع الشعب الايراني.

وتأمل واشنطن في دفع هدف تغيير التفكير الاستراتيجي في طهران من خلال عدة مبادرات، بما فيها المشاركة في اجتماع اليوم. كما انها تسعى الى ابطال حجة اي من الدول، مثل روسيا، التي تعتبر ان الولايات المتحدة لم تبذل جهوداً دبلوماسية كافية في الملف الايراني. وتفيد مصادر اميركية واوروبية انه في حال فشلت ايران في ابداء رغبتها في قبول العرض الدولي المقدم لها، وهو وقف تخصيب اليورانيوم مقابل حوافز سياسية واقتصادية وعلمية، ستؤكد واشنطن على انها قدمت كل ما يمكن ان تقدمه من اجل دفع الدبلوماسية الى الامام. ويذكر ان تجربة بيرنز كسفير واشنطن في موسكو ستساعده على توثيق العلاقة الاميركية ـ الروسية في ما يخص الملف الايراني. وركز بيرنز في شهادته على اهمية «الوضع الاقليمي» في مواجهة ايران، مشدداً على ان «تعقيدات السياسة الداخلية واحياء الدبلوماسية الاقليمية المسؤولة تعقد وصول ايران الى الهيمنة الاقليمية التي تسعى لها». وتحدث بيرنز عن اهمية اعادة العلاقات العربية مع العراق، ضمن جهود عزل ايران ومنعها من القوة الاقليمية.