مصدر جزائري ينفي «مزاعم» أميركية حول وجود أرصدة مالية لقيادات «القاعدة» في الخارج

بعد تجميد واشنطن ودائع 4 من أبرز قياديي التنظيم المسلح

TT

نفى مصدر رسمي جزائري ما وصفه بـ«مزاعم أميركية»، بخصوص امتلاك قيادات من «قاعدة المغرب الإسلامي» أرصدة مالية في الخارج. يأتي ذلك في أعقاب إعلان الخزانة الاميركية تجميد ودائع أربعة من أبرز قياديي التنظيم المسلح الاكثر خطورة في منطقتي المغرب العربي والساحل الافريقي.

وقال المصدر الرسمي لـ«الشرق الاوسط» مفضلا عدم نشر إسمه، إن المتابعة الدقيقة لمصادر تمويل نشاطات «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، تؤكد أن الاموال التي تضمن استمرار التنظيم محلية بالاساس، وتأتي من السطو على مقار البنوك ومراكز البريد والمؤسسات الخاصة والعمومية، وسلب أموال المدنيين في الأماكن المعزولة. وتأتي أيضا، حسب المصدر، من أموال الفدية التي يجنيها من وراء اختطاف أثرياء وأبنائهم.

وأفاد نفس المصدر أن الحديث عن أرصدة مالية لعناصر القاعدة في الخارج، «أمر مستبعد لأن التنظيم لا يستطيع التحكم في أمواله في ظل المراقبة الشديدة لحركة رؤوس الأموال في البنوك عبر العالم». وكانت «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، اشتكت قبل ثلاثة أشهر، في رسالة بثتها بشبكة الانترنت، من تجفيف منابع التمويل، ودعت أنصارها إلى التبرع بما لديهم من مال لـ«إبقاء جذوة الجهاد في الجزائر مشتعلة». وأعلنت وزارة الخزانة الاميركية أول من أمس عن تجميد أموال أربعة مسؤولين في تنظيم القاعدة. وقال آدم شوبين مدير مكتب مراقبة الاموال الاجنبية في وزارة الخزانة إن «الجزائر أبدت شجاعة لافتة إزاء الهجمات الارهابية الفظيعة التي استهدفت شعبها» مؤكدا أن «الارهابيين الاربعة الذين نستهدفهم اليوم يعدون من بين الاكثر تورطا في أعمال العنف هذه».

وأضاف نفس المسؤول «نحن فخورون بدعم جهود الجزائر والمجتمع الدولي لمكافحة هذا التهديد القاتل وسنواصل هذا الدعم». وتشمل هذه العقوبات التي تستهدف الارهابيين وكل من يقدم اليهم دعما أو مساعدة مادية، تجميد أموالهم في الولايات المتحدة ومنع المواطنين الاميركيين من اقامة علاقات عمل معهم.

والجزائريون الاربعة الذين تستهدفهم هذه العقوبات هم صلاح قاسمي الشهير بـ«صلاح أبو محمد»، وهو مسؤول «لجنة الاعلام والدعاية»، والناطق باسم التنظيم. ويحيى جوادي زعيم التنظيم في المنطقة الصحراوية المعروف باسم «يحيى أبو عمار»، وهو المسؤول عن اختطاف سائحين نمساويين في فبراير (شباط) الماضي ولا يزال يحتجزهما في منطقة قرب الحدود المالية الجزائرية. إضافة إلى احمد دغيدغ المعروف باسم «أبو أحمد الجيجلي» المسؤول المالي في التنظيم، وعبيد حمادو المسؤول أيضا في التنظيم وهو أحد قيادات المنطقة الصحراوية.

يشار إلى أن الخزانة الاميركية أعلنت العام الماضي تجميد أرصدة القائد العام للتنظيم عبد المالك دروكدال، وقال الاخير في أحد بياناته أنه لا يملك أموالا في الخارج. ومنذ مطلع يوليو (تموز) الجاري، أكد أن دروكدال في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» أن تنظيمه «لن يتردد في ضرب الولايات المتحدة عندما يتيسر لنا ذلك وحيثما تيسر لنا ذلك، أو في أي مكان آخر في العالم».