سعيد جليلي مقرب من نجاد وناقل رسائله إلى العالم

تخرج من نفس الجامعة وشارك في الحرب ضد العراق وأصيب بها

TT

سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي كبير المفاوضين النوويين والذي رأس وفد بلاده في اجتماع جنيف أمس، هو أحد أشهر الساسة الإيرانيين الآن، ولد جليلي عام 1965 في مدينة مشهد، ودرس في جامعة العلوم والصناعة بطهران وهي نفس الجامعة التي درس بها الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد.

ويحمل جليلي شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، ويتقن اللغتين الإنجليزية والعربية، كما ألف كتابي «السياسة الخارجية لرسول الإسلام (ص)»، و«نموذج الفكر السياسي للإسلام في القرآن الكريم».

وشارك جليلي مثله مثل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في حرب الخليج الأولى بين طهران وبغداد في الفترة من (1980 – 1988)، وأصيب في تلك الحرب بجروح في ساقه أدت إلى إصابته بعرج لا يزال واضحاً حتى اليوم.

بدأ جليلي حياته الدبلوماسية عام 1989، وتولى العديد من المسؤوليات في سفارات إيران بالخارج، كما عمل أيضا في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، قبل أن يصبح مستشارا رئاسيا ثم نائبا لوزير الخارجية، مكلفا عن دائرتي أوروبا والاميركتين في سبتمبر (أيلول) 2005، أي بعد وقت قصير من وصول أحمدي نجاد إلى سدة الحكم في إيران. ولكن في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2007 تولى سعيد جليلي منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي خلفا لنظيره السابق علي لاريجاني الذي قدم استقالته قبل نحو شهر من تقرير وكالة الطاقة الذرية حول مدى تعاون إيران النووي، ورغم الاعتقاد حينذاك بأن استقالة لاريجاني ستؤثر على مفاوضات إيران النووية، إلا أن الحكومة الإيرانية أكدت أن موقفها بشأن البرنامج النووي لن يتغير. ووفقاً لبعض المحللين الغربيين والمحليين فإن لاريجانى استقال بسبب آرائه المختلفة مع الرئيس محمود أحمدي نجاد حول كيفية التعامل مع الغرب بشأن المصالح النووية لطهران، حيث أن لاريجانى كان أكثر التزاما بإيجاد حل دبلوماسي للبرنامج النووي محل الجدل في حين لم يكن أحمدي نجاد يفضل كثيرا إجراء محادثات مع الغرب. وجاء اختيار نجاد، لجليلي ليحل محل لاريجاني.. ويعد جليلي من المقربين للرئيس الإيراني الحالي، وربما ظهور جليلي إلى جانب نجاد بشكل دائم يفسر تلك العلاقة الوثيقة بينهما، وقد رافقه خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية عام 2007 لإلقاء كلمته أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويؤكد جليلي اتفاقه مع نجاد ومشاركته الآراء، إلى جانب معرفته المسبقة بالرئيس منذ مدة طويلة ترجع إلى أوائل الثمانينات من القرن الماضي.

ويعتقد المحللون أن موقف إيران من الحوافز والعروض الدولية لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم، لم يتغير بعد تولي جليلي لمنصبه الجديد، وأن ما يفعله جليلي ليس التفاوض مع الأطراف الدولية، وإنما نقل رسائل الرئيس الإيراني إلى الأطراف الدولية المعنية بملف إيران النووي. من ناحية أخرى يرى المحللون أن اختيار جليلي لذلك المنصب يهدف إلى زيادة سيطرة أحمدي نجاد على السياسة النووية للبلاد، كما يعتبرونها خطوة على طريق تقوية معسكر احمدي نجاد وإغلاق الباب أمام أية خلافات خاصة خلال انتخابات الرئاسة الإيرانية المقبلة في صيف 2009.

*وحدة الأبحاث