خبير فلسطيني لـ «الشرق الأوسط»: إسرائيل تحول المستوطنات إلى مدن لحسم مصير الضفة

بعد أن تم الإعلان عن 6 مستوطنات حتى الآن كمدن

TT

حذر الدكتور خليل التفكجي، أبرز الخبراء الفلسطينيين في مجال الاستيطان، من أن إسرائيل تحاول حسم مصير الضفة الغربية عبر تحويل المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية الى مدن، وبدفع اليهود الارثوذكس للاستيطان هناك. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال التفكجي إن تحويل المستوطنات في الضفة الغربية ذات الطابع الريفي الى مدن يتيح للمستوطنين الحصول على مساعدات مالية من الحكومة الإسرائيلية لإقامة مناطق صناعية وكليات جامعية، وهذا يؤدي بدوره الى إغراء المزيد من اليهود للقدوم للاستيطان هناك. واشار الى انه تم الإعلان عن ست مستوطنات حتى الآن كمدن وهي عمانوئيل التي تقع في شمال الضفة الغربية، والتي يقطنها اليهود الأرثوذكس من أتباع حزب «يهدوت هتوراة» الاشكنازي، ومستوطنة «كريات سيفر» التي تقع للغرب من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية والتي يقطنها بشكل خاص أرثوذكس معظمهم من الشرقيين الذين يؤيدون حركة شاس، ومستوطنة «بيتار عليت»، التي تقع في محيط القدس والتي يقطنها ارثوذكس شرقيون من مؤيدي حركة شاس، ومستوطنة «معاليه أفرايم»، التي تقع في منطقة غور الاردن وتعتبر اكبر مستوطنات الضفة، ومستوطنة «معاليه ادوميم شمال شرقي القدس» و«ارئيل»، التي تقع شمال غربي الضفة الغربية. وعزا التفكجي توجه اليهود المتدينين الأرثوذكس للاستيطان في الضفة الغربية بشكل مكثف في الآونة الاخيرة الى المزايا الاقتصادية التي يحصلون عليها، وليس بسبب الدوافع العقائدية. وأكد ان المستوطنين يحصلون في الضفة الغربية على أراضي للبناء مجاناً الى جانب تقديم الدولة لهم قروض ميسرة جداً تسدد خلال مدة طويلة جداً، الى جانب حصولهم على مساعدات اقتصادية من الوزارات المختلفة حيث تعتبر المستوطنات ضمن «المناطق المفضلة أ »، والتي يحظى سكانها بإعفاءات جمركية ولا يتم استيفاء رسوم للتعليم. وأشار الى أن المستوطنات تمنح اليهود الأرثوذكس العيش في بيئة متجانسة من ناحية دينية وثقافية، وذلك بعد أن بات من المتعذر العثور على شقق سكنية في المدن الحريدية داخل اسرائيل. وشدد التفكجي ان توجه اليهود الأرثوذكس للاستيطان في الضفة الغربية سيكون له دور كبير في زيادة الثقل الديموغرافي للمستوطنين بسبب معدلات الولادة العالية في اوساطهم. ويذكر ان متوسط عدد افراد العائلة اليهودية الارثوذكسية يبلغ 8 افراد، مع العلم أن أغلبيتهم الساحقة لا تعمل ويعيشون على المخصصات التي تقدمها لهم الحكومة الاسرائيلية. واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان وجود حركة شاس الارثوذكسية في حكومة اولمرت كان له بالغ التأثير في زيادة الإغراءات لدفع الارثوذكس للتوجه للاستيطان في الضفة الغربية. وقد ربط رئيس حركة شاس ايلي يشاي الذي يشغل منصب وزير الصناعة والتجارة في حكومة اولمرت بين بقاء حركته في حكومة اولمرت وبين التزام الحكومة بمواصلة المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية وتحديداً في القدس المحتلة ومحيطها.