مصدر سياسي في تل أبيب: نصر الله عرض نفسه وسيطا حول صفقة تبادل أسرى مع حماس لكن إسرائيل رفضت

لأنها لم ترد إعطاء حزب الله وزعيمه فرصة أخرى لتعزيز مكانته في العالم العربي

TT

في الوقت الذي اتهمت فيه إسرائيل قادة حركة حماس بعرقلة الجهود للتفاوض حول صفقة تبادل أسرى يطلق فيها سراح الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، لقاء مئات الأسرى الفلسطينيين، كشف مصدر سياسي إسرائيلي كبير أن الأمين العام لحزب الله، الشيخ حسن نصر الله، عرض نفسه وسيطا بين الطرفين، لكن إسرائيل رفضت الاقتراح.

وقال المعلق السياسي للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي التجاري، أمنون ابراموفيتش، ان المصدر الكبير كشف له ان نصر الله قدم الاقتراح بأن يتوسط بين إسرائيل وحماس خلال لقائه مع الوسيط الألماني، غيرهارد كونراد، الذي توصل الى صفقة التبادل الأخيرة بين اسرائيل وحزب الله. وقال له ان اسرائيل رفضت العرض لأنها لم ترد اعطاء حزب الله وزعيمه فرصة أخرى لتعزيز مكانته في العالم العربي ولقناعتها بأن حماس لن تكون معنية بهذه الوساطة، زاعما ان «حماس تكره حزب الله أكثر مما تكرهه اسرائيل».

وكانت مصادر إسرائيلية ردت على الاتهامات التي وجهها مسؤولون في حماس وفي مصر ونشرت في «الشرق الأوسط» بأن اسرائيل تراجعت عن التفاهمات التي توصلت اليها مع الحركة عبر الوسطاء المصريين وان هذا التراجع هو الذي يعرقل استئناف المفاوضات حول الصفقة. فقالت ان حماس هو الذي يعرقل الصفقة. وأكدت هذه الأوساط ان مصر دعت وفد التفاوض من حركة حماس للقدوم الى القاهرة في الأسبوع المقبل للاتفاق على آلية التفاوض، ولكن الوفد لم يحضر. وادعت ان السبب في تأخر وفد حماس يعود الى خلافات داخلية في قيادة هذه الحركة. ففي حين توجد مجموعة في هذه الحركة تريد استئناف المفاوضات وتقول ان الحكومة الإسرائيلية معنية بإنجاح المفاوضات حاليا وفقا لحسابات داخلية تتعلق بضعف رئيسها ايهود أولمرت، ترى مجموعة أخرى ان من مصلحة حماس أن تؤخر الصفقة. وتقول هذه المجموعة، والتي يبدو انها هي التي تسيطر على الموقف حاليا، ان وجود جلعاد شاليط بالأسر هو كنز بأيدي حماس، وهو الضمان الوحيد لبقاء حكومة حماس مسيطرة على قطاع غزة. وفي اللحظة التي يطلق سراحه ويصل الى اسرائيل، ستعود حكومتها الى سياستها السابقة، وتفرض الحصار وربما تشن حربا لتصفية حكم حماس في أقرب وقت ممكن.

وترى أوساط أخرى في اسرائيل ان حماس تشعر بالقوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحزب الله. وهي تدرك انه طالما اسرائيل تتفاوض حول اطلاق شاليط، فإنها ستواصل فتح المعابر وادخال الوقود والمواد الغذائية والطبية وأدوات البناء الى القطاع، مما يعيد الحياة الى طبيعتها ويوقف الضغط الجماهيري على حكومة اسماعيل هنية. وهي تعتقد أن الضغط على اسرائيل سيؤدي الى فتح معبر رفح الدولي بين قطاع غزة وسيناء المصرية، قبل التفاوض حول شاليط. لكن من جهة أخرى، هناك نقاش في القيادة الاسرائيلية أيضا حول هذه الصفقة. فأجهزة المخابرات تعارض في التجاوب مع مطالب حماس اطلاق سراح 350 أسيرا ممن يعتبرون خطيرين. وكذلك الأمر في «الموساد». وحتى في الجيش وفي وزارة الدفاع وفي مكتب رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، حيث يبدون رغبة في تنفيذ الصفقة، لا ينوون التجاوب مع مطالب حماس بالكامل. ويقولون انها تطلب ثمنا باهظا لا تستطيع اسرائيل دفعه لقاء جندي واحد.

وصرح رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غابي اشكنازي، أمس، بأنه بعد اعادة رفات الجنديين، إلداد ريغف وايهود غولدفاسر، من الأسر اللبناني، تتجه الأنظار في الجيش الى اطلاق سراح الجندي شاليط. وقال ان مندوب رئيس الحكومة في المفاوضات، عوفر ديكل، ينتظر اشارة من القاهرة ليحضر الى هذه المفاوضات. وكان ديكل قد اقترح على وزير المخابرات المصري، عمر سليمان، قبل أسبوعين، أن تدار المفاوضات بينه وبين وفد حماس بشكل حثيث ومتواصل، بحيث ينزلون في فندق واحد، كل وفد في غرفة، ويتحرك بينهما الوسطاء المصريون.