أوباما يبدأ جولته الخارجية من أفغانستان من دون إعلان مسبق ويلتقي اليوم كرزاي

المالكي يؤيد خطة أوباما للانسحاب من العراق.. والحزب الجمهوري ينتقد الجولة

TT

وصل باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية في زيارة مفاجئة الى أفغانستان، ليطلق جولته الى الشرق الاوسط وأوروبا، علما بأنه كان من المتوقع أن يبدأ الجولة الاسبوع المقبل. وبدلا من الظهور في لندن كمحطة أولى لزيارته، بحسبما توقعت الصحف البريطانية بداية الاسبوع، ظهر اوباما في أفغانستان أمس. وبعد وصوله الى مطار كابل، اعلنت الحكومة الافغانية ان اوباما سيلتقي اليوم الرئيس حميد كرزاي. كما سيلتقي اوباما، الذي لم يعلن عن وصوله لدواع امنية، بعضا من الجنود الاميركيين المتمركزين في هذا البلد والبالغ عددهم 36 الفا.

وقال أوباما للصحافيين قبل أن يستقل طائرة حربية من الولايات المتحدة: «أريد أن اتحدث بشكل واضح مع قادتنا وأن أفهم ما هي المخاوف الاكبر في أفغانستان وفي بغداد». وأضاف: «أود أن أشكر جنودنا على العمل البطولي الذي يقومون به».

وكان المرشح الديمقراطي قد اوضح انه يزور افغانستان والعراق كسناتور، تاركا للرئيس جورج بوش مهمة تحديد السياسة المتبعة مع حميد كرزاي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واضافة الى افغانستان والعراق ينتظر وصول اوباما مساء غد الى الاردن والاربعاء المقبل الى اسرائيل ثم المانيا وفرنسا وبريطانيا. وكما هو الحال في افغانستان لم يتم الكشف عن تفاصيل زيارة اوباما الى العراق. ويقوم اوباما بهذه الجولة التي تبدو وكأنها نوع من التدريب على دوره المحتمل كقائد اعلى لتعزيز وضعه على الساحة الدولية. وكان قد وعد في حال انتخابه بتخصيص المزيد من المساعدات الى افغانستان لمساعدة هذا البلد على التغلب على تمرد حركة طالبان، الذي شهد تصعيدا في الاسابيع الاخيرة مع سلسلة من الهجمات الدامية. وفي خطاب طويل بعنوان «استراتيجية جديدة من اجل عالم جديد» ألقاه في بداية الاسبوع الحالي قبل مغادرته في جولته، تعهد اوباما بسحب العدد الاكبر من القوات الاميركية في العراق في غضون 16 شهرا وتركيز الجهود على افغانستان وباكستان، واعتبر في خطابه ان الحرب في العراق هي «ملهاة خطيرة» عن الحرب الرئيسة التي يجب خوضها في افغانستان. وقبل توجه اوباما الى العراق، أيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خطته حول سحب الجيوش الاميركية من العراق في غضون 16 شهرا من الوصول الى البيت الابيض. وقال انه سواء فاز أوباما أو المرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات، فسيكون من الافضل للعراق سحب القوات في المدى القصير. وقال المالكي في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الالمانية ردا على سؤال عن موعد مغادرة القوات الاميركية العراق: «بحسب ما نرى في أسرع وقت ممكن. باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي يتحدث عن 16 شهرا. وسيكون ذلك في رأينا الاطار الزمني المناسب لانسحاب مع امكانية ادخال تعديلات طفيفة».

وأضاف في حديث ينشر في عددها الصادر غدا، أن على القوات الاميركية ان تغادر البلاد «في اسرع وقت». ورأى ان الولايات المتحدة «تواجه حتى الان صعوبة في تحديد موعد ملموس للانسحاب لانها تشعر بان ذلك بمثابة اعلان هزيمة، وهو امر غير صحيح». وفي الولايات المتحدة، تابع المرشح الجمهوري جون ماكين انتقاده لاوباما في ما يتعلق بسياسته بالعراق، وقال إنه اعلن عن استراتيجيته قبل أن يسافر لتقصي الحقائق. وأضاف ماكين في الوقت المخصص لخطابه الاذاعي الاسبوعي: «من الواضح أنه واثق بما يكفي بأنه لن يجد أي حقائق قد تغير رأيه أو تعدل استراتيجيته. رائع». وأضاف: «هذا شبيه بالخطأ الذي ارتكبه السناتور أوباما عندما أعلن بثقة بأن زيادة القوات في العراق من المحتمل ألا يؤدي الى تقليص العنف الطائفي هناك. ان نجاح زيادة القوات في العراق هو تحديدا الذي يبين لنا طريق النصر على طالبان».

واعتبر الحزب الجمهوري ان زيارة اوباما الى الشرق الاوسط هي مجرد دعاية سياسية وليس لتقصي الحقائق، وذلك بسبب الضجة الاعلامية الكبيرة التي أثيرت حول الزيارة وجيوش الصحافيين المرافقين له، وهو أمر انتقده ماكين بنفسه. الا ان زيارة اوباما الى العراق وافغانستان ليست الوحيدة التي أثارت انتقادات الحزب الجهوري، فقد انتقد مستشار الشؤون الخارجية لماكين زيارة اوباما المزمعة لألمانيا. وقال راندي شوينمان في حديث مع مجلة شبيغل الألمانية:"سيلقي أوباما كلمة المبادئ عن علاقة الولايات المتحدة بشركائها الأوروبيين قبل أن يتحدث مع السياسيين في بريطانيا وفرنسا، بل ربما قبل مقابلة سياسيين ألمان".

ورأى شوينمان أنه "من الواضح أن أفكار هؤلاء السياسيين لن تؤخذ في الاعتبار"، ووصف الكلمة المزمعة لأوباما بأنها "استعراض في المعركة الانتخابية". كما انتقد شوينمان ما رآه "غيابا للحس المرهف لدى أوباما تجاه السياسة الألمانية"، وقال إن قرار أوباما بشأن إقامة نوع من الحفلات الانتخابية خارج أميركا قد وضع شريكا وثيقا للولايات المتحدة في موقف حرج. وأضاف:"عندما يثير أوباما كمرشح للرئاسة الأميركية مثل هذه البلبلة لدى أحد شركاء أميركا فإن ذلك لا يبشر بخير إذا أصبح أوباما الرئيس".

واستبعد مستشار ماكين أن يستفيد أوباما من هذا الظهور في ألمانيا في معركته الانتخابية وقال:"إن قيام أوباما برحلة إلى خارج أميركا لا يعوض الكثير والكثير من سنوات الخبرة لدى ماكين في الشؤون الخارجية".