أردوغان يزور الشطر التركي لقبرص.. ويأمل في التوصل إلى حل بين شطري الجزيرة

الحكومة القبرصية تنتقد زيارة الرئيس التركي وتعتبرها استفزازا لا يشيع أجواء التفاؤل

TT

أعرب رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس خلال زيارة الى القسم الشمالي من قبرص عن تفاؤله بقرب اطلاق مفاوضات شاملة لاعادة توحيد الجزيرة المقسومة منذ العام 1974. وقال اردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس «جمهورية شمال قبرص التركية» محمد علي طلعت: «نأمل ان يتوصل الزعيمان القبرصيان قريبا الى اتفاق على موعد لاطلاق محادثات شاملة، توصلا الى تسوية» للمسألة القبرصية.

واضاف اردوغان، الذي يزور القسم الشمالي من قبرص غير المعترف به سوى من تركيا، بمناسبة ذكرى اجتياح القوات التركية لهذه المنطقة عام 1974: «اذا كانت لدى الطرفين رغبة في التوصل الى حل أعتقد انه سيكون بامكاننا تحقيق ذلك سريعا جدا (...) وبصفتنا دولة ضامنة (لاستقلال قبرص) نؤمن بذلك بقوة». ومن المقرر أن يلتقي الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس وطلعت في الخامس والعشرين من يوليو (تموز) المقبل لإجراء «عرض نهائي» للتقدم الذي حققته مجموعات العمل وتحديد ما اذا كان كافيا لبدء مفاوضات مباشرة. وكان خريستوفياس وطلعت قد اتفقا في مارس (آذار) الماضي على تحريك المفاوضات حول توحيد الجزيرة تحت إشراف الأمم المتحدة. وتشكلت مجموعات عمل مشتركة كلفت درس كامل الملفات العالقة وتم التوصل الى اتفاق مبدئي حول نقطتي المواطنية والسيادة. وقال اردوغان تعليقا على هذا الأمر: «لا بد ان يأتي الطرفان الى طاولة المفاوضات مع رغبة في التوصل الى حل، وفي حال لم يكن ذلك متوفرا فلن يكون ممكنا التوصل الى حل». من جهته اعرب طلعت عن الامل في ان يتمكن مع خريستوفياس خلال لقائهما المقبل، من الاعلان عن موعد لبدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين. قال: «نحن مع التوصل الى حل عادل ودائم ونعمل لتحقيق هذا الهدف». من جهتها انتقدت الحكومة القبرصية بشدة زيارة اردوغان واعتبرتها استفزازا لا يشيع اجواء التفاؤل الضرورية لمواصلة عملية السلام. وكانت محادثات السلام بين الطرفين قد توقفت بعد رفض القبارصة الاتراك عام 2004 لخطة وضعتها الامم المتحدة لحل الازمة القبرصية.

وبعيد انتخاب خريستوفياس في فبراير (شباط) الماضي تحرك الملف مجددا على امل التوصل قريبا الى محادثات مباشرة بين طرفي النزاع. ولاتزال قبرص مقسمة الى شطرين منذ احتلال القوات التركية لقسمها الشمالي عام 1974 ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون مدعومون من اثينا. وينتشر نحو اربعين الف جندي تركي في القسم الشمالي من قبرص.