اعلنت حركة التغيير الديمقراطي المعارضة في زيمبابوي انها تقترب من توقيع وثيقة تفتح الباب امام مفاوضات في العمق مع نظام الرئيس روبرت موغابي. وقال المتحدث باسم الحركة نلسون شاميسا لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحركة باتت «مستعدة للاقلاع» في ما يتعلق باتفاق تمهيدي يحدد اطار وآلية عمل المفاوضات مع السلطة.
وقال شاميسا ان الفضل في تحقيق هذا التقدم يعود الى «توسع» جهد الوساطة الجمعة في بريتوريا، حيث اقترح رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي تشكيل «مجموعة اتصال» تضم الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وجنوب افريقيا، وأضاف: «انه تطور ايجابي سيعطي العملية نزاهة وقدرة على التحمل وطابعا ملحا»، مشيرا الى ان «هذه المصداقية الاضافية التي اضفيت على العملية تضع حركة التغيير الديمقراطي في وضع المستعد للاقلاع»، من دون ان يتحدث عن توقيع وشيك على الاتفاق.
ودعا مبيكي يوم الجمعة الماضي اثر محادثات في بريتوريا مع رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ وممثل عن الامم المتحدة في افريقيا، الى المشاركة في «مجموعة اتصال» مدعوة الى «دعم» الوساطة التي يقوم بها.
وافادت وسائل اعلام في جنوب افريقيا أمس ان التوقيع على اتفاق تمهيدي يوجد اطارا للتفاوض بين السلطة والمعارضة قد يحصل خلال الايام المقبلة خلال زيارة يقوم بها مبيكي الى هراري، الا ان رئاسة جنوب افريقيا اكدت أمس لوكالة الصحافة الفرنسية ان «لا مشروع زيارة» حاليا لمبيكي.
وتعاني زيمبابوي من ازمة سياسية تضاف الى الازمة الاقتصادية الحادة منذ فاز رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في نهاية يونيو (حزيران)، بينما اعتبرت المعارضة والغرب ان الانتخابات «مزورة». وكان رئيس حركة التغيير الديمقراطي مورغان تسفانجيراي قد فاز في الدورة الاولى في 29 مارس (آذار) بفارق كبير على موغابي، الا انه انسحب من السباق في الدورة الثانية بسبب اعمال العنف التي استهدفت انصاره.
وحاولت بريطانيا والولايات المتحدة تمرير مشروع في مجلس الامن لفرض عقوبات على موغابي وبعض قادة زيمبابوي من الحزب الحاكم، الا ان الصين وروسيا استعملتا حق النقض لوقف المشروع، كما ان جنوب افريقيا صوتت بالرفض على المشروع، ما أثار استياء الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تتهمان رئيسها ثابو مبيكي بالتستر على جرائم موغابي.