براون يؤكد من بغداد مواصلة سحب جنوده من البصرة.. بدون وضع جدول زمني «مصطنع»

رئيس الوزراء البريطاني يبحث إقامة مشاريع استثمارية.. وتدريب القوات العراقية

صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ويظهر فيها بصحبة نظيره البريطاني غوردن براون أثناء زيارة الاخير لبغداد امس (أ.ف.ب)
TT

قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس انه يريد خفض مستويات القوات البريطانية في العراق، لكنه رفض وضع اي جدول زمني لرحيلهم، وأشاد براون أثناء زيارته المفاجئة للعاصمة العراقية بغداد بالتحسن الامني واداء القوات العراقية، واجرى براون لقاءات مع نظيره العراقي نوري المالكي والرئيس العراقي جلال طالباني.

وقال بروان ان «بريطانيا ستواصل انسحابها العسكري من هذا البلد غير انها لن تحدد «جدولا زمنيا مصطنعا» لذلك، واوضح «اننا نعتزم مواصلة تقليص عديد قواتنا غير انني لن اقوم بتحديد جدول مصطنع» لذلك.

وذكر بيان لمكتب المالكي ان اللقاء مع براون تضمن مناقشة الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة، ووجود القوات البريطانية والدور الذي ستقوم به مستقبلا، في العراق.

وجدد براون دعم بلاده للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها في ما تبذله من أجل تحقيق الامن والاستقرار في البلاد وخدمة ابناء الشعب العراقي، وفقا للبيان.

وبحسب البيان الحكومي فان «من المؤمل ان يجري بروان مباحثات مع المسؤولين تتعلق بالجوانب الاقتصادية، ومناقشة اطر المشاريع الاستثمارية البريطانية في العراق، فضلا عن بحث مستقبل الوجود البريطاني في البصرة». ورئيس الوزراء البريطاني هو أحدث أكبر مسؤول يزور العراق منذ تراجع أعمال العنف بشكل كبير. وسافر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى بغداد في وقت سابق من الشهر الحالي وحث المنطقة على المساعدة في اعادة اعمار العراق بعد سنوات من الحرب.

وقال براون حول امكانية توقيع اتفاقية عراقية ـ بريطانية على غرار المزمع توقيعها مع الولايات المتحدة لتنظيم وجود القوات، انه سيلتقي بالمالكي مرة ثانية خريف هذا العام لمناقشة قسم من الاهداف القصيرة الامد «لكن هناك أيضا اهدافا استراتيجية طويلة الامد يجب مناقشتها ايضا مع الحكومة العراقية».

واضاف براون في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة البريطانية ببغداد حضرته «الشرق الأوسط»: «نحن نبحث عن تعاون ليس كما حصل خلال الاشهر والسنوات الماضية لكننا نبحث عن تعاون للاشهر والسنوات العديدة المقبلة».

وقال براون انه أجرى مباحثات مع الجنرال بتريوس، قائد القوات الاميركية في العراق ورايان كروكر، السفير الاميركي ببغداد، كما التقى بعدد من قيادات القوات البريطانية، واضاف «هدفنا الاول هو تدريب قوات الامن العراقية وتهيئتها لتتسلم مسؤوليتها لحماية بلدهم بشكل كامل وايضا ان يكونوا قادرين على توفير الامن للشعب والارض العراقية، وانا قلت للمسؤولين العراقيين باننا سنقوم باكمال هذا التدريب، وان قواتنا جاهزة لتدريب القطعات العراقية». وكشف براون عن انه التقى عددا من اعضاء البرلمان العراقي وجرى الحديث عن اسباب تأخير اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات وقانون النفط والغاز، وحثهم على اقرارها بشكل اسرع، وقال «هناك موارد كبيرة يمكن ان تتأتى من النفط لتصب في مصلحة البلد في حال اقرار مثل هذه القوانين، ونحن معهم لتقديم المساعدة المطلوبة». وأضاف براون «نحن نسعى حين مجيء ساعة مغادرتنا ان تكون كل هذه الاهداف قد تحققت، واعتقد اننا سنتقابل في اوائل خريف هذه السنة مع الحكومة العراقية، وانا مقتنع اننا نتشارك بذات الغايات والاهداف واننا نريد الاستمرار في تعاوننا وتقديم العون للطرف المقابل»، واضاف ان «انخفاض معدلات العنف والجريمة هو دليل صحي ودليل على تحقيق انجاز على ارض الواقع، ونحن نحاول مساعدة الحكومة العراقية على تحقيق الامن والازدهار وقسم من هذه الانجازات لا يمكن ان ننهيها خلال نهاية هذا العام وربما نحتاج الى ان نصل الى منتصف عام 2009 لتحقيقها وانا ممتن من القوات البريطانية التي تساعد القوات العراقية برفع مستوياتهم القتالية».

وأرسلت بريطانيا 45 ألف جندي للمشاركة في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003 لاطاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ولكن يتبقى الان نحو أربعة الاف جندي بريطاني فقط في مطار قرب مدينة البصرة حيث يدربون القوات العراقية.

ومن المتوقع أن تصدر حكومة براون التي تراجعت شعبيتها في استطلاعات الرأي بيانا للبرلمان الثلاثاء المقبل يتعلق بدور بريطانيا المستقبلي في العراق. وأعلنت بريطانيا في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي عزمها خفض عدد قواتها الى 2500 بحلول ابريل (نيسان) من العام الحالي لتخفض من مستوى مشاركتها في حرب لا تحظى بشعبية بين كثير من البريطانيين.

ولكن الحكومة أرجأت الخطوة بعد أن قاومت ميليشيات شيعية بشدة حملة أمنية في البصرة في مارس (اذار) الماضي.

كما تشدد لندن على ضرورة تشجيع انتعاش الاقتصاد العراقي لتثبيت الاستقرار النسبي الذي يشهده العراق منذ عدة اشهر. ويتوقع ان تساهم زيارة براون في دعم اعادة البناء والاستثمار في العراق خصوصا في مدينة البصرة.